في الوقت الذي يُحيي فيه ملايين اللاجئين حول العالم يومهم العالمي، ويطالبون بحقهم في اللجوء وإعادة التوطين في البلدان التي فروا إليها نتيجةً للحروب والصراعات في بلدانهم، فإنّ الأمر لدى نحو 7 ملايين لاجئ فلسطيني مختلفٌ تمامًا؛ إذ يُطالبون- بعد 75 عامًا من نكبتهم- بحقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها قسرًا على يد العصابات الصهيونية.
ويُحيي العالم في 20 حزيران/ يونيو من كل عام اليوم العالمي للاجئين، وهو يوم عالمي حددته الأمم المتحدة تكريمًا للاجئين في جميع أنحاء العالم.
ووفقًا لإحصاءاتٍ أممية فإنه في كل دقيقة، يفر نحو 20 فردًا من الحروب والاضطهاد والإرهاب مخلفين وراءهم كل شيء، فيما وصل عدد اللاجئين والنازحين في العالم إلى نحو 110 ملايين لاجئ ونازح.
لجوءٌ مختلف
ويؤكد السفير الفلسطيني لدى العراق أحمد عقل أن اللجوء الفلسطيني مختلف تمامًا عن غيره، "إذ هناك دولة اجتثت هؤلاء الناس من أرضهم، وفرضت عليهم مغادرتها وترفض عودتهم".
ويشدد عقل، في تصريح خاص لوكالة "صفا"، أنّ "اللجوء الفلسطيني سياسي، يدخل ضمن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)".
ويوضح أن اللاجئين حول العالم يبحثون عن إعادة التوطين، لكن اللاجئين الفلسطينيين يبحثون عن العودة إلى أرضهم، ويأملون بحياة كريمة ومعاملة إنسانية في الأماكن التي يتواجدون بها.
ويشير إلى أنّ "اللاجئين الفلسطينيين في العراق مروا بظروف صعبة؛ نتيجة الأوضاع التي عاشها العراق سواء من الاحتلال أو ما بعده، إلى جانب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة، وعدم وجود حقوق متساوية مع العراقيين".
ويطالب السفير الفلسطيني المجتمع الدولي بتطبيق قراراته وقوانينه المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين، مؤكدًا أنّ "هذه قرارات دولية يجب أن تطبق".
ويضيف "ما يريده اللاجئون الفلسطينيون هو العودة إلى أرضهم؛ وليس إعادة التوطين في مكان آخر".
أكبر مأساة مستمرة
أما النائب السابق في مجلس النواب الأردني الأكاديمية الأردنية ديما طهبوب، فتقول إن: "اغتصاب فلسطين فتح المجال لأكبر مأساة للاجئين في العالم، ما زالت قائمة حتى يومنا هذا".
وتشير طهبوب، في تصريح خاص لوكالة "صفا"، إلى أن "العالم ليس منصفًا دائمًا، بل بدعمه الكيان الصهيوني يسهم بشكل مباشر في دعم الاحتلال وسياساته، وطرح حلول لأوطان بديلة، وتوطين اللاجئين في أماكن سكناهم".
وتلفت إلى أن أهمية اليوم العالمي للاجئين تكمن في الجهد الإعلامي للتذكير بهذه القضية، والتشبيك مع المؤسسات الداعمة، والتأكيد على حق العودة.
حق العودة والتعويض
أما المنسق العام للجنة لاجئي فلسطين في الأردن محمد الأنطاكي، فيؤكد- باسم اللاجئين- على الحق في العودة والتعويض، مشددًا على أن "هذا حق شخصي لا يتغير بالتقادم ولا يتبدل، ولا يحق لأي شخص أو مؤسسة أو دولة أن تتنازل عنه".
ويطالب الأنطاكي، في تصريح خاص لوكالة "صفا"، المجتمع الدولي بعدم التمييز وازدواجية المعايير تجاه اللاجئين، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو البلاد التي أجبروا على الهجرة منها.
ويقول إن: "اليوم العالمي للاجئين يوم يؤكد فيه الغالبية العظمى من المجتمع الدولي على حق اللاجئين بالعودة لبلدهم الأصلي، إذا رغبوا في ذلك، ولهم أن يتمتعوا بحقوقهم الإنسانية والاجتماعية والسياسية كافة".
أما مدير الإعلام في "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" فايز أبو عيد، فيؤكد أن اليوم العالمي للاجئين يأتي وما زال اللاجئ الفلسطيني السوري مثقلًا بأزمات وهموم.
ويوضح أن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا عاشوا أزمة الحرب والتهجير طوال 11 عامًا مضت، وما رافقها من قتل واعتقال وتدمير، بالإضافة على أزمة غلاء الأسعار، وجائحة كورونا؛ "لتصبح حياتهم أشبه بجحيم لا يُطاق".
ويلفت إلى أن الحرب السورية دفعت الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين السوريين للهجرة قسرًا أو النزوح عن ديارهم، موضحًا، أنّ نحو 130 ألف لاجئ هاجر خارج سوريا.
ويطالب "أبو عيد" الأمم المتحدة و"أونروا" بالعمل على رفع معاناة اللاجئين الفلسطينيين بشكل عام والفلسطيني السوري بشكل خاص، وتقديم الدعم الإغاثي والإنساني، إضافةً إلى الكشف عن مصير المغيبين قسرًا والمفقودين داخل سوريا.
أقدم وأعدل قضية
أمّا رئيس لجنة العودة وشؤون اللاجئين في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج ياسر علي، فيؤكد أنّ قضية اللاجئين الفلسطينيين أقدم وأعدل قضية لاجئين في العالم والتاريخ.
ويوضح علي، في تصريح خاص لوكالة "صفا" من لبنان، أن "الاحتلال الذي اقتلعنا من أرضنا مسؤول عن كل ما حصل لنا قبل اللجوء وبعده، من مجازر وغيرها".
ويشدد على أن "حقنا في العودة إلى ديارنا، مكفول إنسانيًا وأمميًا، وفق قرارات الأمم المتحدة".
ويشير إلى حق اللاجئين الفلسطينيين في العيش بكرامة في البلاد التي يسكنون فيها إلى حين عودتهم إلى فلسطين.
ويؤكد أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية قضية اللاجئين وحلها".
ويُطالب علي المجتمع الدولي بحل قضية اللاجئين ومشاكلهم التي تتفاقم يومًا بعد يوم مع أونروا، ولاسيما تناقص خدمات الوكالة المقدمة لهم.