أعلن الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن انتهاء كتيبة الاستطلاع التابعة للواء "جولاني" تدريباتها الأولى من نوعها، تحاكي التصدي لاجتياح مقاتلين من تنظيم حزب الله اللبناني لمناطق الجليل شمال فلسطين المحتلة عام 1948.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن المناورات شملت- لأول مرة- محاكاة سيناريو معارك مع مقاتلي قوات النخبة في حزب الله (الرضوان) في الجليل، حيث شكل تسلل مقاتلين من الحزب لشمالي فلسطين المحتلة بداية الحرب التي تدرب الجيش على سيناريوهاتها.
وأوضحت أن "المناورة لم تكن نظرية بل كانت قريبة من الواقع، إذ سبق لكتيبة الرضوان أن أثبتت قدراتها خلال اشتراكها في الحرب التي دارت رحاها في سوريا، بينما قام الحزب مؤخرًا بإجراء مناورات عسكرية واسعة النطاق تحاكي اجتياحاً لشمال إسرائيل".
وفي إطار مناورات جيش الاحتلال نجحت القوة الإسرائيلية- بحسب الصحيفة- في اكتشاف 85% من مقاتلي حزب الله بعد تسللهم للجليل، بينما فشل الجيش في العثور على 15% من القوة؛ الأمر الذي شكل تحديًا كبيرًا خاصة في ظل وجودهم داخل تجمعات سكنية وصعوبة استهدافهم من الجو.
أما في المرحلة الثانية من المناورة وبعد معارك استمرت يوم ونصف، انتقل جنود الجيش الإسرائيلي للتدرب على المرحلة الثانية من المعركة وهي اجتياح جنوبي لبنان، حيث تحركت القوات مسافة 80 كم في إطار المناورة التي كانت تحاكي معارك طاحنة مع مقاتلي حزب الله جنوبي لبنان.
فيما نقل عن ضباط كبار في كتيبة الاستطلاع قولهم: "هذا سيناريو صعب للتدرب والتنفيذ، ومرتبط بوجود معلومات استخباراتية دقيقة، فقد نجحنا في اكتشاف 85% من المسلحين بعد تسللهم، لكن 15% آخرين باغتونا، نتحدث عن إنجاز في هذه المرحلة ولكن يجب استنفاد هذه القدرات حتى نهايتها".
ووفق الصحيفة؛ تم استخدام بنادق قنص متطورة ومنها "راكتن، براك، وM24" ، حيث جرى التدرب على إصابة رأس الخصم من مسافة 880 مترًا، وجاءت النتائج إيجابية حيث نجح الجنود في استهداف الخصم من تلك المسافة ومن الطلقة الأولى، حسب زعمها.
بالإضافة الى ذلك، تابع جنود كتيبة الاستطلاع في لواء "جولاني" تدريبات حزب الله مع التشديد على النتائج التي حققتها كتيبة "الرضوان" في سوريا، "حيث جرى التأكيد على جنود الجيش بأن الحديث لا يدور عن قوة سلبية ستنتظر بين الشجيرات حتى وصول الهدف أو حتى داخل الأنفاق، لكن الحديث عن عدو سيهاجم ويبادر وسيحاول المباغتة لجنود الجيش على طرفي الحدود".
ونقلت الصحيفة عن ضباط في الجيش الإسرائيلي قولهم إن: "الكتيبة ستكون رأس الحربة في مواجهة مقاتلي حزب الله".
أما على صعيد الوسائل القتالية؛ استخدم الجيش في المناورات قذائف هاون دقيقة وحديثة، وكذلك منصات قذائف مخفية، بالإضافة إلى أسراب من الطائرات الصغيرة التي تسعى لإيجاد مقاتلي الحزب وإرسال إحداثياتهم لغرفة التحكم.
وبينت الصحيفة أن أسراب الطائرات طارت لمسافات ما بين 10-15 كم، وأن الحديث يدور عن طائرات كبيرة الحجم بعدة مهام وبإمكانها المكوث في الجو بشكل صامت لساعات طويلة.