وقع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والجزائري عبد المجيد تبون يوم الخميس، إعلان الشراكة الاستراتيجية بين بلديهما وبحثا عدة ملفات إقليمية ودولية.
جاء ذلك خلال لقاء جمعها في قاعة جيورجي بالعاصمة موسكو، ضمن زيارة رسمية يجريها تبون إلى روسيا منذ الثلاثاء.
وخلال اللقاء قال بوتين إن اللقاءات مع الجزائر تحمل أهمية خاصة وطبيعة استراتيجية بالنسبة لروسيا، بحسب ما نقله موقع قناة "روسيا اليوم".
وأضاف: "يسعدنا في روسيا رؤية الرئيس الجزائري في القمة الروسية الإفريقية التي سوف تعقد في بطرسبورج".
وأكد بوتين أن الجهود الروسية والجزائرية في صيغها متعددة الأطراف، تسهم، من بين أمور أخرى، في استقرار أسواق الطاقة العالمية.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن التوقيع على إعلان الشراكة الاستراتيجية الشاملة سيسهم في تعزيز بناء العلاقات بين روسيا والجزائر.
من جانبه قال الرئيس الجزائري - بحسب التلفزيون الروسي- إن الضغط الغربي لن يؤثر على دعم الجزائر لروسيا.
وأكد أن "العلاقات بين البلدين لم تتغير أبدا منذ 60 عاما، حيث كانت الجزائر دائما تدعم روسيا".
وأضاف تبون: "اليوم، ربما هناك بعض الضغوط من الخارج، إلا أن هذا لن يؤثر أبدا على علاقاتنا"، مشددا على أن الجزائر "حافظت على استقلالها بفضل دعم روسيا التي أمدتها بالسلاح حتى تتمكن من الحفاظ عليه في ظل الظروف الصعبة".
وتابع: "الجزائر حصلت على العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن (التي تبدأ في يناير/كانون الثاني 2024) بفضل أصدقائنا وعلى رأسهم روسيا".
وأكد الرئيس الجزائري سعي بلاده للتعجيل بالانضمام إلى منظمة "البريكس" الاقتصادية التي تشكل روسيا أحد أهم أعضائها.
وكان رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين قال خلال لقائه الرئيس الجزائري أمس الأربعاء إن "التوقيع على إعلان الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الجانبين سيكون خطوة مهمة.. فهذا التوقيع سيكون بمنزلة انتقال التعاون الروسي الجزائري إلى مستوى نوعي جديد".
وأضاف: "ستعمل حكومتا روسيا والجزائر على ضمان العمل المنسق لتنفيذ الاتفاقات التي سيُتوصل إليها على أعلى مستوى".
وبدأ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الثلاثاء زيارة رسمية إلى روسيا تستمر 3 أيام، لتعزيز التعاون بين البلدين، بحسب بيان للرئاسة الجزائرية.
وزيارة تبون لموسكو هي الأولى منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/ شباط 2022.
ويشارك الرئيس الجزائري كضيف شرف في المنتدى الاقتصادي الضخم، الذي يعقد في سان بطرسبورج بين 14 إلى 17 يونيو/حزيران الجاري، وسيشارك فيه أكثر من 1700 من كبار قادة ومديري الشركات والمؤسسات الاقتصادية الدولية من 33 دولة.
كما تأتي الزيارة في ظل المساعي الجزائرية للانضمام لمنظمة "بريكس" التي تقودها روسيا والصين وتضم أيضا البرازيل والهند وجنوب أفريقيا.
والجزائر هي أحد أكبر الشركاء العرب لروسيا، حيث تمتلك علاقات متميزة معها، لاسيما في المجال العسكري، ويعد الجيش الجزائري أهم زبائن روسيا في المنطقة.