بعد أشهر من إخفائها بغطاء، أجبرت بلدية الاحتلال أهالي بلدة بيت صفافا بالقدس المحتلة على إزالة قبة مسجد الرحمن الذهبية مؤقتًا، لأجل "تقصير ارتفاعها وتغيير لونها الذهبي إلى الفضي".
ويأتي ذلك بعد ضغوط عنصرية مارستها جمعية "إن شئت" اليمينية المتطرفة، ومنظمات يمينية أخرى، توجهت إلى بلدية الاحتلال في المدينة، للمطالبة بـ"هدم القبة فورًا، حتى لا تصبح المنطقة حرمًا شريفًا، ولا تصبح القدس كمكة المكرمة".
والمسجد قائم منذ أكثر من قرن، على مساحة 300 متر مربع تقريبًا، حيث تم قبل أعوام ترميمه وبناء مرافق له، وهو ما لم يرق للمستوطنين الذين احتجوا على أن قبّته تُشبه قبة الصخرة المشرفة، وتشكل خطرًا في موقعها.
وخلال العام الماضي، أخطرت البلدية بهدم القبة بعدما جرى ترميمه، بحجة البناء دون ترخيص.
وزعمت المنظمة المتطرفة أن بناء قبة مماثلة فوق المسجد في بيت صفافا، مشابهة لقبة الصخرة هي "محاولة من جانب الفلسطينيين لإظهار البلدة كجزء من مجمع مقدس في القدس، ليحرم على الإسرائيليين أيضًا دخول البلدة".
تفاصيل الإزالة
وعن تفاصيل إزالة القبة، يقول مختار بيت صفافا محمد عليان إن المستوطنين توجهوا سابقًا للبلدية ورفعوا قضية ضد مسجد الرحمن، لإزالة القبة.
ويضيف عليان، في حديث لوكالة "صفا": "كنوع من التحريض المستمر على القبة؛ فرضت بلدية الاحتلال على أهالي البلدة والقائمين على المسجد ضرورة هدمها وإزالتها، إلا أننا رفضنا القرار وقدمنا اعتراضًا باعتبار أن المسجد خط أحمر ولا يمكن التنازل عن قبته".
ويتابع: "حاولنا استصدار تراخيص بناء للمسجد، وخاصة الطابق الثاني، بحجة أن البناء غير قانوني، إلا أن البلدية وضعت عراقيل حيال ذلك، واستمر التواصل معها لحل تلك القضية ووقف الهدم وإزالة القبة".
ويضيف: "حفاظًا على المسجد؛ توصلنا عبر محامين لاتفاق مبدئي يتضمن تقصير متر واحد من ارتفاع القبة البالغ 3 أمتار، وتغيير لونها للفضي، وبدأ الأهالي العمل على ذلك، في مقابل الحصول على ترخيص للطابق الثاني الإضافي، لحمايته من الهدم، وبناء مئذنة".
ويؤكد عليان أن هذه الإجراءات تشكل نوعًا من وسائل الاحتلال القاهرة والظالمة في القدس، وتهدف للتنغيص على الفلسطينيين إلى جانب هدم البيوت، ومنع استصدار تراخيص للبناء، ومصادرة الأراضي، والاستيطان.
حماية المسجد
ويوضح أن أهالي بيت صفافا توجهوا لهذه الخطوة باعتبارها الخيار الأقل ضررًا، للحفاظ على المسجد وبقاء قبته، ومنع هدمه، مشيرًا إلى أنه سيتم إعادتها إلى مكانها ووضعها الطبيعي بعد الانتهاء من تقصير ارتفاعها.
وبحسب مختار البلدة، فإن سلطات الاحتلال تمنع البناء والتوسع وحصول الأهالي على تراخيص البناء، لذلك يضطروننا إلى البناء بشكل "غير قانوني"، جرّاء هذه السياسات العنصرية.
يذكر أن محامين مقدسيين تقدموا سابقًا، باعتراض أمام المحكمة، لمنع هدم المسجد، قالوا فيه: إن "دافع الهدم هو إزالة رمز ديني إسلامي من سماء بيت صفافا والقدس، بسبب عدم تسامح الأحزاب السياسية مع وجود بيوت العبادة الإسلامية فيها".
وأوضحوا أن بلدية الاحتلال علمت ببناء القبة عام 2018، ولم تعترض عليه، لكنها فطنت لذلك بعد شكوى المستوطنين بعد مرور 4 أعوام.