web site counter

ملعب مخيم عايدة.. أهداف في مرمى الاحتلال

بيت لحم - سائدة زعارير - صفا

تحت ظل الجدار الفاصل وفي مرمى بنادق جنود الاحتلال الإسرائيلي يحقق أطفال مخيم عايدة وشبانه انتصارات متتالية في ملعب المخيم.

ورغم المخاطر، يتحدى أطفال مخيم عايدة شمال بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، الاحتلال بلعب كرة القدم في ملعب المخيم الذي يحاذي الجدار وتحيط به أبراج الاحتلال العسكرية.

وتبدأ تدريبات الأطفال دوماً وسط الحذر والقلق الشديد، وينغمسون في اللعب مع مرور الوقت وتنبعث روح التحدي والتنافس، حتى يركل أحدهم الكرة بحماس لتصبح في الجانب الآخر من الجدار، فتنتهي فسحة اليوم، ويعودون في اليوم المقبل مع كرة جديدة.

ويصف المدير التنفيذي لمركز شباب عايدة أنس أبو سرور في حديثه لوكالة "صفا" واقع الملعب بالنموذج المصغر عن المخيم وباقي المخيمات الفلسطينية، إذ يصارع من أجل البقاء ويبعث الحياة من رحم الألم والمعاناة.

ويقول أبو سرور إن ملعب المخيم واجه العديد من التحديات أثناء مرحلة البناء، موضحاً أن قوات الاحتلال صادرت معدات البناء عدة مرات واعتقلت أحد أعضاء اللجنة الشعبية للمخيم.

ويضيف أن الملعب محاط ببرجين عسكريين ويحاذي جدار الفصل الذي يحاصر المخيم من ثلاث جهات، وتصنف الأراضي المقام عليها بمناطق "ج" الخاضعة للسيطرة الأمنية للاحتلال.

ويشير إلى "أن الملعب يحتوي طاقات أطفال وشباب المخيم ويشكل متنفساً للأهالي، رغم اعتداءات الاحتلال خلال التدريبات والمباريات وإطلاق قنابل الغاز بكثافة".

وفي ملعب مخيم عايدة تُركل الكرة بحذر شديد خشية انتقالها إلى الجانب الآخر للجدار، ويقطع أفق المشجعين جدار عملاق يلقي بظله الثقيل على أرض الملعب.

ويقول المدرب محمود جندية في حديثه لوكالة "صفا"، إنه يعقد حصصاً لتدريبات اللياقة البدنية ومهارات كرة القدم الأساسية في الملعب، إلى جانب تدريبات تهدف لكسر حاجز الخوف وبناء شخصية قيادية لدى الأطفال.

ويلفت إلى أن واقع الملعب وظروفه تؤثر على نفسية الأطفال، مبيّناً أن قوات الاحتلال داهمت الملعب في سابقة أثناء التدريبات وأطلقت قنابل الغاز تجاه الأطفال، ما أسفر عن هلع الأطفال الشديد وإصابة عدد منهم بحالات الاختناق.

ويضيف "رغم كل التحديات يتوافد الأطفال وأهالي المخيم لمقاومة الاحتلال بكرة القدم والتأكيد على أن هذه الأراضي ملك وحق للفلسطينيين".

وبحسب دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا بيركلي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2017، كشفت عن تحول مخيم عايدة إلى أكبر مجتمع تعرض للغاز المسيل للدموع في العالم.

ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فقد أقيم مخيم عايدة عام 1948، وتبلغ مساحته 115 دونما ويسكنه 3179 لاجئًا فلسطينيًا.

س ز/م ت

/ تعليق عبر الفيس بوك