قالت مصادر عبرية إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي أبلغت الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي عزمها الإعلان هذا الشهر عن خطط لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة.
وذكر موقع "والا" العبري، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعارض بشدة بناء المستوطنات وتعتبر توسيعها وسيلة إسرائيلية للاستيلاء على المزيد من الأراضي في الضفة الغربية بطريقة من شأنها إحباط إمكانية إقامة دولة فلسطينية.
وكانت الصحيفة قالت الأسبوع الماضي إن مكتب رئيس حكومة الاحتلال أبلغ الحكومة الأمريكية بأنه قرر تأجيل مناقشة مخطط البناء في منطقة E1 بين مستوطنة "معاليه أدوميم" والقدس المحتلة.
وتُعد هذه الخطة حساسة للغاية من الناحية السياسية وقد تُفجّر غضبًا دوليًا، وتم تأجيلها تحت ضغط الولايات المتحدة لأكثر من عقدين.
ومن شأن إن إقامة مستوطنة جديدة في منطقة E1 لربط مستوطنة "معاليه أدوميم" بالقدس، فصل شمالي الضفة الغربية عن جنوبها، وهو ما يجعل من الصعب للغاية إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا.
ولفت الموقع إلى أن القرار الإسرائيلي بتأجيل مناقشة خطة البناء E1، ليس سوى جزء واحد من القضية، إذ إن الجزء الثاني هو تخطيط حكومة الاحتلال للإعلان عن آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة.
وقال مصدر مطلع على التفاصيل إن الاحتلال ينوي الإعلان عن مخطط لبناء ما لا يقل عن 4000 وحدة استيطانية في مستوطنات الضفة.
وذكر أنه "من المتوقع أن يجتمع المجلس الأعلى للتخطيط في الإدارة المدنية الإسرائيلية قبل نهاية يونيو/ حزيران للمصادقة على المضي قدمًا في الخطط".
وخلال مؤتمر صحفي في الكنيست أمس الإثنين، حاول وزير مالية الاحتلال المتطرف "بتسلئيل سموتريتش" الدفاع عن نفسه من الانتقادات لتأجيل النقاش مخطط E1، وقال: "ستكون هناك أخبار سارة للمستوطنات في الضفة، وهذه الحكومة ملتزمة بذلك".
وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون كبار إن إدارة بايدن تحاول الضغط على مكتب نتنياهو لعدم الترويج لخطط الاستيطان الجديدة أو على الأقل تقليصها إلى الحد الأدنى وعدم تضمين البناء في مستوطنات معزولة.
"عقبة أمام السلام"
أما متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي فأكد أنه "يجب الاتصال بالحكومة الإسرائيلية بخصوص إعلانات البناء المتوقع في المستوطنات".
وشدد المتحدث باسم البيت الأبيض للشؤون الخارجية والأمن جون كيربي على أن "الولايات المتحدة تعتقد أن توسيع المستوطنات يشكل عقبة أمام السلام وتحقيق حل الدولتين".
وأضاف "من الأهمية بمكان أن تتجنب جميع الأطراف الخطوات التي تقوض احتمالات تحقيق حل الدولتين".
وتابع "منذ فترة طويلة نعرب عن قلقنا لإسرائيل بشأن البناء في المستوطنات. لا نريد أن نرى إجراءات تجعل حل الدولتين أكثر صعوبة. أو الإجراءات التي تزيد التوترات".