الداخل المحتل - خـاص صفا
بعد ملاحقة إسرائيلية استمرت نحو شهر، من المقرر أن تُحيي الجماهير الفلسطينية بالداخل المحتل، بعد غدٍ الجمعة، الذكرى الثانية لـ"هبة الكرامة"، التي اندلعت في مايو/ أيار عام 2021، بالتزامن مع معركة "سيف القدس" في قطاع غزة.
ويأتي إحياء الهبة بمسيرة مركزية في مدينة اللد، التي كانت شرارة "هبة الكرامة"، بقرار من اللجان والفعاليات الرسمية والشعبية بالداخل، بعد انقطاع كل السبل أمامها، في ظل ملاحقة سلطات الاحتلال ومنع إصدار ترخيص لإقامتها، وتواطؤ محاكمه معها.
كما يأتي إصرار الفلسطينيين على تحدي قرار الاحتلال بمنع إحياء ذكرى الهبة، في وقت حذر فيه ضابط كبير بشرطة الاحتلال من تكرار سيناريو مواجهات مايو/ أيار 2021 (هبة الكرامة) في "المدن المختلطة" بالداخل، لكن بشكل مسلح.
وقالت رئيسة شعبة العمليات في شرطة الاحتلال "سيغال تسفي"، وفق ترجمة وكالة "صفا"، إن الفلسطينيين في الداخل مسلحون بشكل كبير، محذرةً من أن المواجهات القادمة ستكون أعنف وستستخدم بها الأسلحة.
وستنطلق فعاليات إحياء الهبة من ساحة المسجد العمري - الكبير في اللد بعد صلاة الجمعة.
وسبق أن منعت سلطات الاحتلال إصدار ترخيص للمسيرة مرتين، أولهما في العاشر من مايو المنصرم، وثانيهما بعد أسبوع من ذلك التاريخ.
تحدي النوايا الخبيثة
ويقول مسؤول اللجنة الشعبية في مدينة اللد محمد أبو شريقي لوكالة "صفا": "إن قرار فعاليات إحياء الذكرى الثانية للهبة، جاء دون التوجه لأي جهة لا شرطة ولا محكمة الاحتلال".
ويوضح أن القرار جاء بعد محاولات عدة لإصدار ترخيص للمسيرة والفعاليات، ومنع سلطات الاحتلال ومحكمته ذلك.
ويشير إلى أن الخطوة جاءت بالتنسيق مع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل، وسيشارك فيها قيادات ونواب وفعاليات شعبية، داعيًا الجماهير كافة للمشاركة بالمسيرة.
ويشدد على أن المسيرة ستنطلق من شارع اللد، وصولًا لضريح شهيد الهبة موسى حسونة، ومن ثم المسير حتى الوصول إلى منزل عائلته.
وعن توقعاته بتدخل الاحتلال لعرقلة المسيرة، يجيب أبو شريقي "الاحتلال معروف لدينا، وما زال هناك نوايا خبيثة تجاه المسيرة، لذلك فإننا نتوقع محاولات التدخل لعرقلتها أو الاعتداء عليها، أو من خلال الاستفزازات".
ويستحضر أبو شريقي ممارسات سلطات الاحتلال العام الماضي، تجاه مسيرة إحياء الذكرى الأولى لـ"هبة الكرامة".
ويقول: "في العام الماضي دعا رئيس بلدية الاحتلال والمتطرف إيتمار بن غفير، وهما الشخصيْن الأكثر تطرفًا تجاه الفلسطينيين في الداخل، إلى منع المسيرة، كما دعوا لمسيرة موازية للمستوطنين، وهو ما حدث بالفعل".
ويستدرك "ولكننا نؤكد أننا سنسير المسيرة ونحيي ذكرى هبة الكرامة وبالتحديد في هذه المدينة، التي تتعرض لمخططات تهجير ومحاولات تفريغ من أهلها الأصليين، بشكل غير مسبوق".
وكانت اللد شرارة "هبة الكرامة" التي اندلعت بمايو/ أيار عام 2021، تنديدًا بالعدوان على المسجد الأقصى وقطاع غزة، والاعتداء على أهالي الشيخ جراح وممتلكات المواطنين في الداخل، على يد المستوطنين.
وكان جهاز "الشاباك" وشرطة الاحتلال اعتقلا المئات من الشبان بالداخل أثناء الهبة وبعدها، وصل عددهم إلى 2800، ما زال المئات منهم رهن الاعتقال والمحاكمات حتى اليوم.
ر ب/أ ج