web site counter

برقة تصمد أمام نيران المستوطنين وتتحدى إرهابهم

نابلس - خاص صفا
تعيش بلدة برقة شمال غرب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، أجواءً من الخوف بفعل هجمات المستوطنين واعتداءاتهم المتكررة، في الوقت الذي تستبسل هذه البلدة وجاراتها في مقاومة المستوطنين ورفض عودتهم إلى مستوطنة "حومش" المخلاة.
 
ضرار أبو عمر، مدير الإغاثة الزراعية ورئيس بلدية برقة الأسبق، قال: "نعيش أجواءً جديدةً من الرعب بعد عودة المستوطنين إلى مستوطنة حومش".
 
ويوضح أبو عمر، لوكالة "صفا"، أن المستوطنين يشنون اعتداءات شبه يومية على المنطقة والمواطنين ويهاجمون المنازل والمزارع.
 
ويذكر أن منطقة شمال غرب نابلس، ابتداء من دير شرف مرورا بالناقورة وسبسطية وبرقة وبزاريا وحتى سيلة الظهر، ستكون منطقة ملتهبة وخطرة جدًا.
 
ويرى أن عودة المستوطنين تشكل كذلك هجمة كبيرة على مساحات واسعة من الأراضي تمتد حتى الفارعة شرقا، بما يهدد 6 آلاف دونم من الأراضي الزراعية التي سيتم تعطيلها من خلال الاعتداءات على المزارعين.
 
ويلفت إلى أنه خلال الشهرين الأخيرين سجلت 5 اعتداءات عنيفة على المزارعين، آخرها الشهر الماضي حينما تم الاعتداء على مزارعين كانا يعملان في أرضهما.
 
ويقول: إن "ما يجري خطر كبير جدا يجب قراءته قراءة صحيحة، فهم يريدون إيصال رسالة بأن هذه المنطقة يجب أن تفرغ من سكانها الفلسطينيين وترحيلهم".
 
ويبين أن اعتداءات المستوطنين لم تتوقف منذ سنوات طويلة، لكنها منذ سنتين بدأت تأخذ طابعا أشد عنفا وإرهابا، وفيها رسالة خطيرة للأهالي بأن القادم أخطر.
 
ويشير إلى ظهور أصوات في أوساط المستوطنين تدعي حقا دينيا وتاريخيا مزعوما لليهود في برقة، وتدعوا لطرد الفلسطينيين منها.
 
ولهذا يستشعر أهالي البلدة خوفا دائما من أن تتصاعد الاعتداءات مستقبلا وأن تكون نتائجها وخيمة ويكون فيها ضحايا وخسائر بالأرواح.
 
ويستدل على ذلك بأن المستوطنين في اعتداءاتهم الأخيرة أحرقوا الأشجار وبركسات الأغنام، ولو تمكنوا من الوصول إلى البيوت ولم يتصدى لهم المواطنون، لتم إحراق منازل بمن فيها من الأطفال والنساء.
 
ويرى بأن قوات الاحتلال تشارك بدورها في مخططات المستوطنين من خلال توفير الحماية للمستوطنين لتنفيذ اعتداءاتهم، وبدلا من إبعاد المستوطنين، فإنها تقمع الأهالي.
 
ويعتقد أن هناك قرارا عند الاحتلال والمستوطنين بخلق حالة من الرعب، لكنهم فشلوا في ذلك من خلال تصدي المواطنين وصمودهم.
 
ويؤكد أنه ورغم حجم الخسائر التي تخلفها اعتداءات المستوطنين، إلا أن الأهالي يصرون على مواجهتها بقوة، وذلك لتحقيق هدفين؛ الأول هو محاولة مقاومة عودتهم إلى "حومش"، وثانيهما التصدي لمحاولات اعتدائهم على السكان.
 
ويتابع: "لن نغادر بيوتنا وسنستمر بمقاومة عودتهم وفي التصدي لاعتداءاتهم".
 
ويؤكد أن حجم المشاركة الشعبية في صد العدوان يعكس روحا نضالية كبيرة في برقة والبلدات المجاورة، مضيفا أن هذه الحالة النضالية ستشكل عقبة كبيرة أمام مخططات المستوطنين.
 
ويقول إن الوحدة التي تحققت في مواجهة الاعتداءات بمشاركة الجميع ومن كل الألوان هي حالة فريدة.
 
إرهاب منظم
 
فادي مسعود حجة، أحد أهالي برقة الذين لاقوا الكثير من المعاناة نتيجة إرهاب المستوطنين، فقد تعرض منزله في السنوات الاخيرة لأربع اعتداءات من المستوطنين، آخرها مساء الأحد الماضي.
 
ويقع بيت المواطن حجة على الشارع الرئيس جنين- نابلس ما يجعله عرضة لاعتداءات المستوطنين المتكررة.
 
ويقول حجة، لوكالة "صفا"، أن هجوم المستوطنين على الحارة الغربية بدأ قبيل المغرب، إذ حضر قرابة 40 مستوطنا بمركباتهم، وشرعوا برشق المنازل بالحجارة وأحرقوا إحدى المركبات.
 
ويضيف "هاجمت مجموعة من المستوطنين الملثمين منزلي وكانوا يحملون العصي، ورشقوا المنزل بالحجارة وحطموا كاميرات المراقبة".
 
ودارت مشادة كلامية بينه وبينهم، وحاول أحدهم فتح بوابة المنزل، لكنه لم يستطع فلجأ لإلقاء الحجارة من المنطقة الخلفية للمنزل، وحطم بعض النوافذ.
 
كما هاجموا مركبة شقيقه أثناء عودته من جنين، وحطموا مركبته بالحجارة.
 
ويقطن حجة وشقيقه ووالداه في بناية مكونة من 3 طوابق تسكنها ثلاث عائلات فيها عدد من الأطفال الصغار.
 
ويقول حجة أن هذه الاعتداءات أثرت على مجرى حياتهم، ويضيف: "والدي البالغ من العمر 73 عاما كان يعتاد الجلوس نهارا أمام البيت، لكننا الآن نمنعه من الخروج خوفا عليه من اعتداء المستوطنين، أو الاختناق بالغاز المسيل للدموع".
 
ويبين أن أطفال العائلة يعيشون حياة غير طبيعية بفعل اعتداءات المستوطنين، فأصوات القنابل وصراخ المستوطنين تثير الرعب في نفوسهم.
 
ويشير إلى أن 9 بيوت في الحارة الغربية يعاني أبناؤها الطلبة كل يوم أثناء توجههم إلى مدارسهم وعودتهم منها، في أجواء من الخوف والقلق.
 
ويعبر حجة عن قلق يساور أهالي برقة من مخططات المستوطنين المعبئين حقدا على الفلسطينيين والعرب.
 
ويضيف "عندنا شعور قوي بأن المستوطنين يدربون أنفسهم على ارتكاب جرائم حرق وتشريد المواطنين من بيوتهم، وهذا الشعور ليس اعتباطا بل نابع من مشاهد اعتداءاتهم الأخيرة".
غ ك/م ت

/ تعليق عبر الفيس بوك