أجمع مختصون في الشأن السياسي والإسرائيلي، يوم السبت، على أن توحيد الجبهات تشكل خطرًا وجوديًّا على الاحتلال الإسرائيلي؛ "لذلك يسعى للاستفراد بأعدائه، وتعزيز سياساته القائمة على جز العشب واستنزاف قدرات المقاومة".
جاء ذلك خلال ندوة سياسية عقدتها وكالة "صفا" في مقرها بمدينة غزة، بالتعاون مع مركز الدراسات السياسية والتنموية، بحضور مختصين ومحللين سياسيين وشخصيات اعتبارية.
وقال رئيس تحرير وكالة "صفا" محمد أبو قمر إن الندوة تأتي ضمن سلسلة ندوات مشتركة مع مركز الدراسات السياسية والتنموية لبحث أبرز التطورات السياسية على الساحة الفلسطينية.
وأوضح أبو قمر أن الندوة، التي جاءت بعنوان "هل تقوى إسرائيل على مواجهة متعددة الجبهات؟" تأتي في ظل التهديدات الإسرائيلية سواء لغزة أو الضفة أو إيران وحزب الله من جهة أخرى.
وبيّن أن هذه التهديدات تتزامن مع مناورة "اللكمة القاضية" التي يجريها الاحتلال، حيث تستمر لأسبوعين، وتحاكي اندلاع مواجهة على عدة ساحات في آن واحد.
من جانبه، قال المختص في الشأن الإسرائيلي عبد العزيز صالحة إن الاحتلال يعيش تراجعًا أمنيًا خطيرًا، وحالة خلخلة سياسية وتراجع اقتصادي وأمني في كافة أركانه، قائلاً "هذا تغير واضح من ظل حالة التدافع التي تعيشها الأمم".
وذكر أن الاحتلال يهدف دائمًا للاستفراد بأعدائه، تعزيزًا لسياسة جز العشب لكل طرف على حدة، قائلاً "مرة في غزة ولبنان وسوريا ومرة إيران والأخيرة حيث تلقت ضربات قاسية جدا من الاحتلال".
وأكد صالحة أن العدو يعلم جيّدًا خطورة توحيد الجبهات؛ لذلك لن يسمح بذلك، لأن توحيدها ستكون الضربة الأخيرة للاحتلال.
وأضاف "الاحتلال يسعى دومًا لحرب على أرض العدو وليس في أرضه؛ لذلك العدو يعتمد في محاربة أعدائه بالضربة الاستباقية، وإذا ما تعرضت إسرائيل لخطر حقيقي من وحدة الساحات، فإنها لن تبقى ساكتة".
وأكد أننا لن نصل إلى حرب متعددة الجبهات في المنظور القريب؛ لأن العدو متنبه لهذه المسألة، مضيفًا "ستبذل إسرائيل كل إمكانياتها لمنع حدوث هذه الحرب".
وأضاف "إذا ما وصلنا للملمة جهودنا وقدراتنا وننسق على أكثر من جبهة نستطيع أن نصل بخطوة لهزم هذا العدو".
جز العشب
وأكد مدير مركز الدراسات السياسية والتنموية مفيد أبو شمالة أن الاحتلال يواصل سياسته التي انتهجها بني غانتس منذ عشر سنوات وهي سياسة "جز العش"، حيث يوجه كل فترة ضربات متعددة لكل جبهةٍ على حدة في محاولة لاستنزافها.
وأشار أبو شمالة إلى أن ما صدر عن مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في شهر فبراير الماضي يؤكد عدم قدرة الاحتلال على مواجهة عدة خصوم، "وسماهم بالجبهة الجنوبية والانتفاضة بالضفة، وجبهة الداخل، والجبهة الشمالية".
وذكر أن الاحتلال غير جاهز على الصعيد السياسي وتركيبته الأمنية والعسكرية لمعركة طويلة أو ممتدة مع المقاومة تكون متزامنة مع عدة ساحات؛ لكن العدو يريد الاستمرار في منهجيته بضربات استباقية وخاطفة لكل جبهة على حدة".