web site counter

بحث: تصاعد تفجير منازل المطاردين سياسة إسرائيلية للتغطية على فشلها

رام الله - صفا

نشر مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي، ورقة بحثية تقدم قراءة في بوادر اشتعال الموجة الجديدة من التصعيد في الضفة الغربية، وتَرصد التغيراتِ في السلوك العملياتي لجيش الاحتلال والتطورَ في فِعلِ وأدواتِ مجموعاتِ المقاوَمة.

وأشارت الورقة إلى الزخم الذي يعود تدريجيًّا إلى شوارع الضفة الغربية، بعد فترة من الهدوء سادت في الأسابيعَ الأُولى بعد انتهاء شهر رمضان، خاصةً في محافظات شمالي الضفة الغربية، في نابلس وجنين وطولكرم، والذي رافقَتْه تحركاتٌ مكثَّفةٌ وواسعةٌ لجيش الاحتلال في خلال الأسبوعين الأخيرَين في المناطق المذكورة، إذ نفَّذَ أكثرَ من اقتحام بفواصل زمنية قصيرة لعدة أماكن تنشط فيها مجموعاتٌ للمقاوَمة.

وأوضحت الورقة مؤشرات السلوك العملياتي لجيش الاحتلال، والذي يُسجَّل تغيُّرٌ في نمط تنفيذ تنفيذه لعمليات الاقتحام للمدن والمخيمات والقرى الفلسطينية، خاصةً تلك التي تنشط فيها خلايا المقاوَمة المُسلَّحة، والتي تمثلت في استخدامٌ أوسَع للجرافات في عمليات الاقتحام، وزيادةٌ في عدد الآليات والجنود المقتحِمين مقارنةً بالاقتحامات السابقة (في اقتحام مخيم بلاطة وصل عدد الجنود المقتحِمين إلى أربعمِائة جندي، ووصل عدد الجنود المشارِكين في العملية إلى نحو ألف جندي)، و تنفيذ عمليات تفجير واستهداف بقذائف "إنيرجا" لمنازل عائلات المقاوِمين المطلوبين، خاصةً الذين يفشل الاحتلال في اعتقالهم، وتنفيذ عمليات اقتحام متكررة في أوقات متقاربة للمنطقة المستهدفة نفسِها، والمبادَرة لإطلاق النار بغرض القتل، واستهداف الإسعافات ومنع إسعاف المصابين في العديد من الحالات.

وقدمت الورقة رصد وتوثيق للبيوت التي فجَّرَها جيش الاحتلال خلال اقتحام مدن الضفة الغريبة من تاريخ 22/04/2023 حتى تاريخ إعداد هذه الورقة. في الوقت الذي استمرت سياسته في هدم وتفجير قواته منازلَ منفِّذِي العمليات الفدائية.

وتطرقت القراءة إلى مؤشِّراتٌ تطوُّر أداءِ مجموعاتِ المقاوَمة، اذ فشِلَ العددُ الأكبرُ من عمليات الاقتحام في اعتقال المقاوِمين المستهدَفين، واستخدام المقاومون عبوات ناسفة مختلفة الأحجام ذات قوة تدميرية أكبر وأكثر تأثيرًا، سواءٌ ضد الأفراد أو ضد الآليات، والمحافظة على زخم الاشتباك، والنجاح في إصابة خمسة من جنود الاحتلال في اشتباكات وبشظايا عبوات في خلال عمليات اقتحام في مخيم عقبة جبر بأريحا، وطوباس، والبلدة القديمة ومخيم بلاطة بمدينة نابلس، ومخيم نور شمس بطولكرم، فيما نجَحَت في قَتلِ مستوطِن في عملية إطلاق نار فدائية قرب مستوطنة "حرميش" قرب طولكرم، والتكامل مع الحاضنة الشعبية في تأمين خطوط انسحابٍ للمطارَدين وكشف القوات الخاصة مبكرًا، وتصليب وتوسع بُنى مجموعات المقاوَمة وتطوُّرها، والحفاظ على الحالة المقاومة في بعض المناطق الصغيرة والمحاصرة.

ولفتت الورقة في تحليلها إلى أن الاحتلالُ يُصعِّد من وتيرته العملياتية ويعزِّز قواتِه، ارتباطًا برصدِه للتطور الملحوظ في طبيعة أداء مجموعات المقاوَمة، اذ بات يكثِّف استعمالَ الجرافات المدرَّعة في مقدِّمة الآليات المقتحِمة للتعامل مع الحواجز والعبوات الناسفة المُعدَّة مسبَقًا من قِبل مجموعات المقاوَمة للتصدي للاقتحامات، في نفس الوقت أدى نجاح المقاوَمة في استثمار الحاضنة إلى تأمين خطوط انسحابٍ للمطارَدين، وكشف القوات الخاصة مبكرًا.

فيما اعتبرت لجوء الاحتلال إلى إدخال سياسة تفجير منازل المطلوبِين أو أقربائهم، جزء من الضغط على المقاوِمين وحاضنتِهم الشعبية، وشكل من أشكال العقاب الجماعي.

وأشارت إلى أن التطورُ في عملية تصنيع العبوات الناسفة وتفجيرها في آلياتِ الاحتلال وجنودِه المقتحِمين، وتحوُّلها إلى خطر حقيقي يهدَّد جنودَ الاحتلالِ ويحقِّق إصاباتٍ في صفوفهم، إضافةً إلى قدرة المقاوَمة على إفشال العديد من عمليات الاقتحام عبر نجاح المطلوبِين في الانسحاب من أماكن الاستهداف، هو دليلًا واضحًا على عدم نجاعة سياسة "جز العشب" والاستراتيجيات التي أُتبعت ضمن حملة "كاسر الأمواج" التي شنها جيش الاحتلال منذ تصاعُد زخمِ المقاوَمة المسلَّحة في الضفة الغربية.

وأكدت الورقة في خلاصتها أن الأيامُ القادمةُ تَحمل المزيدَ من تصاعُد الفعل المقاوِم، فيما سيعمد الاحتلالُ إلى زيادة معدل إجرامِه وتوسيع سياسة تفجير منازل المقاوِمين المطارَدين وتعزيز الضغط على الحاضنة الشعبية عبر اتخاذ إجراءات عقابية جماعية، وسيُوسِّع من حجم قواته العسكرية المشارِكة في الاقتحامات سعيًا إلى ضمان تحقيق نتائج، خصوصًا بعد فشل أكثر من اقتحام في تسجيل اعتقالات بحق المستهدَفين.

الجدير بالذكر أن مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي في برنامج الإنتاج المعرفي، يقوم بتقديم الأوراق البحثية وأوراق القراءة في الحدث، في قضايا محددة يرى المركز أهميتها، ويتم نشرها عبر المنصات الإعلامية الخاصة به.

أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام