أثار كائن بحري له شكل مميز ويتراقص بحركات فريدة، استغراب أهالي قطاع غزة ممن شاهدوه على شاطئ البحر أو شبكات التواصل الاجتماعي.
وتوقّع بعض من رأى هذا "الكائن اللطيف" أن يكون من القناديل البحرية، فيما اعتقد آخرون أنه "خفاش البحر"، لكن في الحقيقة يُسمى "الراقصة الإسبانية".
ويندرج الكائن البحري المذكور تحت تصنيف عائلة الرخويات ـ الديدان البزاقة ـ العوالق.
ويستوطن الكائن البحري المحيط الهادي والبحر الأحمر، ويُعد دخيلًا على البيئة البحرية الفلسطينية، ويتواجد وقت انتشار الأعشاب على الصخور بشكل منفرد وجماعات.
ويُلاحظ وجود "الراقصة الإسبانية" في البيئة البحرية الفلسطينية بدءًا من شهر أبريل/ نيسان، ولمدة شهرين، قبل أن تختفي بسبب التقلبات المناخية، ولاسيما حرارة المياه، وانسلاخ الأعشاب عن الصخور.
وتعود تسمية الكائن البحري إلى تشابهه مع "الراقصة" في التراث الإسباني، إذ ترتدي الأحمر الطويل، وتشبه حركاتها وتنقلاتها حركة الكائن المذكور.
و"الراقصة الإسبانية" من المخلوقات "المسالمة" والهادئة، وجسدها هلامي لا يسهل افتراسها من الأسماك وضواري البحر، وتتمتع بمظهر يخيف الأسماك كما أنها تفرز مادة مخاطية حول جسمها تنفر المفترسات.
ويتغذى الكائن البحري المذكور على أنواع عديدة من الإسفنج الطبيعي، وهو حيوان رخوي بحري.
وتتميز "الراقصة الإسبانية" بجمال شكلها، وامتلاكها "ذوقًا رفيعًا" عند وضع بيضها، إذ تبني ما يشبه الوردة، وتلصقها على صخرة في الأعماق وتضع فيها البيض.
وتفقس البيوض ويخرج منها اليرقات الصغيرة التي تتغذى في الطبيعة على "البلانكتون السابح" في مياه البحر لمدة أربعة أسابيع، وبعدها تتحول إلى راقصات صغيرات يرقصن للحياة.
ويُطلق على "الراقصة الإسبانية" اسم "بديعة" في مصر، وهى راقصة مصرية قديمة، وفي بعض المناطق تسمى "كاريوكا".
ولـ"الراقصة الإسبانية" في مقدمة جسمها ما يشبه قرني الاستشعار، وهما بمثابة عينين تتحسس بهما بيئتها وغذائها، كما تمتلك على ظهرها ما يشبه الأزهار الصغيرة، وهي خياشيم تساعدها على التنفس في الأعماق .
ويتميز هذا الكائن بسباته العميق على الصخور وفي التجاويف، وهو ما يثير انزعاج الصيادين، إذ يخدعهم شكلها ولونها البني أحيانًا، ويتوهمون أنها أخطبوط أو سمكة لوكس حمراء؛ فيتم اصطيادها ليظهر بعدها أنها "الراقصة الإسبانية"، التي لا تؤكل.