قال نادي الأسير، يوم الأربعاء، إن قرار لجنة الإفراجات المبكرة التابعة لإدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعدم النظر في طلب الإفراج المبكر عن الأسير وليد دقة، وإحالته إلى لجنة خاصة هو بمثابة قرار جديد لقتله، في ظل الوضع الصحيّ الخطير والمعقد الذي يواجهه.
وأوضح النادي، في بيان، أن هذا القرار يفرض تعقيدات قانونية إضافية في مسار محاولة الإفراج عنه.
وأضاف "رغم أنّ الأسير دقة قد أنهى حكمه الأول في آذار/مارس الماضي، ومدته 37 عامًا، واليوم يقضي عامين إضافيين على قضية أخرى تتعلق (بمحاولة إدخال هواتف إلى الأسرى)، إلا أنّ الاحتلال بقراره يؤكد أنّه يواصل محاكمته استنادًا إلى القضية الأولى رغم انقضاء فترة الحكم".
وطالب المستويات الوطنية والدولية كافة بالتدخل العاجل للإفراج عن الأسير دقّة، بحيث يتلقى العلاج والرعاية حرّا، وبجانبه عائلته، بعد كل سنوات أسره البالغة 37 عاما، ودخوله العام الـ38 في الأسر.
وأكّد أنّ مصير دقّة اليوم هو مصير الأسرى المرضى في سجون الاحتلال كافة، وعلى الحركة الوطنية الفلسطينية أن تستعيد دورها الأساس في هذه القضية، على طريق تحريرهم، فلا يُعقل أن يبقى مصير أسرانا مجهولًا.
واليوم، قررت لجنة الإفراجات المبكرة التابعة لإدارة سجون الاحتلال، عدم التداول في طلب الإفراج المبكر عن الأسير المريض وليد دقة (62 عامًا).
وادعت اللجنة، خلال جلسة عقدت صباحًا في سجن "الرملة"، أن النظر في طلب الإفراج المبكر عن الأسير دقة ليس من صلاحياتها، وأحالت البت في القرار للجنة أخرى مسؤولة عن الأسرى الصادر بحقهم حكم بالسجن المؤبد.
واعتبرت عائلة وحملة إطلاق سراح الأسير دقة، القرار تصريحًا بإعدام الأسير عبر المماطلة في البت بالإفراج عنه، رغم درجة الخطورة العالية جدًا في حالته الصحية، والتي اعترف بها حتى تقرير مصلحة السجون الاحتلالية.
والأسير دقة معتقل منذ 25 من آذار/ مارس 1986، وأصدر الاحتلال بحقه حُكمًا بالسّجن المؤبد، جرى تحديده لاحقًا بـ(37) عامًا، وفي 2018 أضافت سلطات الاحتلال عامين على الحُكم ليصبح (39) عامًا.
ويعتبر من أخطر الحالات المرضية داخل سجون الاحتلال، إذ تعرّض خلال الأسابيع الأخيرة لانتكاساتٍ صحية خطيرة متتابعة؛ بعد معاناته من مضاعفات عمليّةٍ جراحيّة تم فيها استئصال جزء من رئته اليمنى، نتيجة سياسة الإهمال الطبي التي عانى منها على مدار سنوات الاعتقال الممتدة منذ العام 1986.
وفي كانون الأول/ ديسمبر 2022، كشف عن إصابته بمرض "التليف النقوي"، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم، والذي تطور عن سرطان الدم اللوكيميا الذي تم تشخيص إصابته به في العام 2015.
والأربعاء الماضي، أرجأت اللجنة المختصة في النظر بطلب الأفراج المبكر عن الأسير دقة، الرد على طلب الافراج المبكر عنه إلى هذا اليوم.
ودقة، هو أحد أبرز الأسرى في سجون الاحتلال، وساهم في العديد من المسارات في الحياة الاعتقالية للأسرى، وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات، وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها.