نظّمت جمعية الوفاء الخيرية الثلاثاء حفلاً تأبينيًّا للشهيد الطبيب جمال خصوان، والذي ارتقى برفقة زوجته ونجله يوسف خلال العدوان الأخير على غزة في معركة "ثأر الأحرار".
وشارك بالحفل حشد واسع من الشخصيات الاعتبارية والوطنية والوجهاء والمخاتير ولفيف من الشخصيات الحكومية المختلفة.
وقال مدير عام الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة ماهر شامية إن الطبيب خصوان عرفته ميادين العمل وخاصة في تخصصه، كان قدوة لكل زملائه في هذا المجال، عيادته ومركزه مكانا للفقراء، من وصله ساعده، كيف لا وهو الطبيب الإنسان".
وأوضح شامية أن الطبيب كان حريصًا دومًا على تطوير العمل الصحي بمستشفى الوفاء وكان ما يستشيرني دومًا حينما اجتمع به، كان مثابرًا معطاءً.
وأضاف: "نشهد نحن في وزارة الصحة أن مستشفى الوفاء على عهد الطبيب خصوان كان يقدم خدمة على أعلى المواصفات التي يسمح بها من خلال تقديم خدمة آمنة لمرضانا، وندعم أي تطوير لهذه المؤسسة".
وتابع حديثه "كان جمال نقيبا لأطباء الأسنان، حيث يستقبل الشكاوى من قبل وزارة الصحة، وكان يأتيني بالحل في أقل التكاليف، كان داعمًا في تطوير خدمة طب الأسنان بغزة، ووضع ضوابط لهذه الخدمة".
من جهته، قدّم ممثل المؤسسات الصحية عبد النعيم لبد التعازي لعائلة خصوان، موضحًا أن الطبيب جمال كان ركيزةً أساسية بالعمل الصحي، وله إنجازات نوعية وفريدة.
وقال لبد إن الطبيب خصوان كما هو رجل الوفاء هو رجل العطاء، اصطفاه ربنا شهيدًا وكان أهلاً لهذه الدرجة، شهيدنا بنى صرحًا عظيمًا يعتبر مفخرة لشعبنا والأمة".
وأضاف "سعى شهيدنا جاهدًا لتمويل مشفى الوفاء على أحدث طراز، حيث كلف قرابة 25 مليون دولار، تمثل العطاء بالدكتور جمال كان معطاءٍ في سلوكه، وأبًا لجميع المرضى".
رجل العطاء
ووصف القيادي في حركة حماس ماهر صبرة الشهيد الطبيب جمال خصوان برجل العطاء، قائلاً "كان لديه طاقة كبيرة من الحب والإنجاز والعطاء، يحمل مسؤولية كبيرة في مشفى الوفاء إضافة إلى عمله طبيبًا للأسنان".
وأوضح صبرة أن الشهيد خصوان نجح في العمل النقابي، وكان معطاءً في هذا المجال، مضيفًا "نتكلم عن الطبيب الإنسان بكل معنى الكلمة؛ لن تستطيع كل الكلمات أن توفّيه حقه".
وختم حديثه بالقول: "لا غرابة أن يختم الله لهذا الرجل هذه الخاتمة، نشهد أنه أنفع الناس للناس، كان يدخل السرور دومًا للفقراء، نسأل الله أن يجمعنا به في جنات النعيم".
وعبّر مراقب عام وزارة الداخلية اللواء ماهر بنات-شقيق زوجة الشهيد جمال خصوان-عن فخر عائلته وعائلة خصوان بارتقاء الطبيب شهيدًا، وأن منّ الله عليه بهذه الدرجة؛ لتختم فصلاً كبيرًا من العطاء للشهيد جمال".
وقال بنات: "الحمد لله أن شرفنا بالانتساب لفلسطين وأكرمنا بالرباط على أرضها، الحمد لله أن شرفنا باستشهاد شقيقتي أم يوسف وزوجها ونجلها، مقدمة الشكر لجمعية الوفاء الخيرية لهذه اللمسة الإنسانية للشهيد جمال.
وأوضح أن زوج شقيقته كان قدوةً في عمله، هو طبيب الفقراء، لم يتخلى يومًا شخص احتاج الطبيب بغرض المساعدة، على حد تعبيره.
وأضاف "كان الطبيب جمال مثالاً للعطاء؛ نجدد لهذه العائلة التحية، عهدًا لكل الشهداء أن نبقى الأوفياء لدمائهم، وأن نسير على دربهم، إما حياة تسر الصديق أو ممات يكيد العدا"
وفي ختام الحفل قدّمت جمعية الوفاء الخيرية درعًا تكريميًّا لعائلة الشهيد خصوان، عرفانًا لما قدمه الطبيب سواء على الصعيد الصحي وفي المجال الإنساني.