وجهت هيئة علماء فلسطين، نداء إلى الأمة الإسلامية عقب اجتماع الحكومة الصهيونية في المسجد الأقصى المبارك وتدنيس وزرائها لرحابه.
وحثت الهيئة في ندائها الذي وصل وكالة "صفا" نسخة عنه، الليلة، الأمة الإسلامية إلى النفير دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك في ظل الإجرام والعدوان الإسرائيلي عليه وتدنيسه وتهويده.
وفيما يلي نص النداء كما وصلنا من الهيئة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ وبعد:
فيا أمّة الإسلام ويا جند محمد صلى الله عليه وسلم:
لقد بلغ الطغيان الصهيوني مبلغًا عظيمًا، وأسفر الاحتلال عن وجه مغرق في القبح والبشاعة؛ وضرب بكل مشاعر المسلمين عرض الحائط ولم يقم لكرامة مسلم في هذه الأرض وزنًا؛ فعقدت الحكومة الصهيونية اجتماعها في المسجد الأقصى المبارك وتجول وزيرها المجرم في باحاته مؤدياً صلواته التلمودية بكل وقاحة وعدوان.
يا أمّة الإسراء والمعراج:
إنّه ليس عدوانًا عاديًا، بل هو إهانة لكل مسلم في هذه الأرض، أليس هو مسرى نبيكم صلى الله عليه وسلم الذي عرج منه إلى السموات العلا وصلى فيه بالأنبياء إمامًا وقال الله تعالى فيه: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" الإسراء: 1 ؟!
أليس هو ثالث مساجد لا تشدّ الرحال إلّا إليها؟! فهو اليوم يستصرخكم أن تشدّوا إليه رحال جهادكم ونصرتكم وبذلكم وعطائكم وتضحياتكم ودمائكم.
يا أمّة الإسلام:
ليس اليوم يوم تلاوم وإلقاء المسؤوليات، وليس الموقف موقف شجب وتنديد وإدانة واستنكار؛ بل هو يوم العمل والنصرة والتضحية؛ فلتكن حربًا مفتوحة تستهدف كل محتل غاصب في كل مكان في هذه الدنيا انتصارًا لمسرى النبي صلى الله عليه وسلم وردعًا لهذا الاحتلال الذي لم ولا يفهم سوى لغة واحدة؛ لغة الجهاد في سبيل الله تعالى.
يا أبناء أمتنا المباركة:
لقد جاء هذا العدوان الإجرامي عقب يوم واحد من عقد القمة العربية التي أعلنت أن فلسطين ستبقى قضيتها المركزية؛ فأين هي هذه الجامعة وأين هم حكامها من هذا العدوان على كرامتهم جميعًا؟
ألا يخجل الحكام الذين يعلنون أن القدس قضيتهم ثم لا يحركون ساكنًا أمام العدوان على المسجد الأقصى المبارك؟!
فلا تلفتوا إلى هذا الصمت والخذلان يا شعوب أمتنا وارفعوا صوتكم وأعلنوا غضبكم في الميادين كلها وزلزلوا الأرض تحت المتخاذلين وأجبروهم على اتخاذ مواقف حقيقية تجاه أقصاكم ومسرى نبيكم صلى الله عليه وسلم.
يا أبناء أمتنا العظيمة:
لا تقبلوا أن يكون الموقف موقف رثائيات وبكائيات؛ وليكن موقف جهاد بالنفس وبالمال وبالكلمة وبكل متاح وممكن، وأروا الله من أنفسكم خيرًا؛ فهذا يوم النفير في كل الميادين وبكل الوسائل.
قال تعالى: "انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" التوبة: 41