مع كل عيد يهودي، يتجدد عدوان الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك، ويجد المستوطنون فرصة لزيادة أعداد المقتحمين للمسجد وانتهاك حرمته المقدسة، عبر حشد "منظمات الهيكل" المزعوم أنصارها علها تُحقق أطماعها داخل المسجد.
وبعد خمسة أيام تقريبًا، يحتفل المستوطنون بما يسمى عيد "الأسابيع (شفوعوت) أو نزول التوراة" العبري، والذي يوافق يوم الجمعة المقبل الموافق 26/5/2023، وفقًا للتقويم العبري، ومن المتوقع تنفيذ اقتحامات جماعية وواسعة للمسجد الأقصى يوم الخميس المقبل.
وتُركز "منظمات الهيكل" في هذا العيد على الاحتفال والزينة، وتعزير أداء "السجود الملحمي" في ساحات الأقصى، وأداء طقوس تلمودية علنية جماعية، وأيضًا تقديم "القرابين النباتية- القمح مثلًا، وشرب الخمر عند باب المغاربة قبل الاقتحام".
وعيد "الأسابيع" يعتبر من أعياد الحج الثلاثة عند اليهود، فهو يرتبط بأيام "الهيكل" المزعوم بحسب نصوص التوراة المكتوبة، لذلك يربطه اليهود بالمسجد الأقصى بشكل مباشر.
ويعرف أيضًا بـ"عيد الحصاد"، ويحتفل خلاله بـ"نزول التوراة على اليهود، وببزوغ بواكير الثمار، وسمي عيد الأسابيع لأنه يأتي بعد 7 أسابيع من عيد الفصح العبري، لكن التوراة لا تحدد تاريخًا واضحًا له".
ويعدّه اليهود عيدًا يرمز إلى "عودة شعب إسرائيل إلى ما يزعمون أنها أرضهم، حيث حاز على اهتمام خاص بعد توسع المشروع الصهيوني ونشوء فكرة المستوطنات الزراعية (الكيبوتسات) وأهمية العمل في الأرض".
و"هذا العيد الوحيد الذي لا إجازة فيه بسبب ارتباطه بالزراعة والحصاد وضرورة العمل لهما، كما يؤكل خلاله الخبز المختمر وأطعمة الحليب والعسل، ويتوجب على اليهود فيه السهر ليلًا لدراسة التوراة، وزخرفة المنزل والكنيس بالخضار، كما أن بعض الطوائف اليهودية تصب الماء على أفرادها تشبيهًا للتوراة بالماء مصدر الحياة".
وتزعم "جماعات الهيكل" أن هذا العيد كان يتم إحياءه في "الهيكل"، لذلك تريد تكريس وتثبيت أكبر عدد من طقوس "الهيكل" داخل المسجد الأقصى.
تغييرات ملموسة
رئيس مركز القدس الدولي والخبير في الشأن المقدسي حسن خاطر يقول: إن "المسجد الأقصى يقع منذ سنوات في مركز التهويد وأطماع الاحتلال بشكل مباشر، والذي لا يتوقف عن محاولات لتهويد المسجد في أعياده الدينية خاصة، وإحداث تغييرات ملموسة في علاقة المتطرفين بالمسجد".
ويوضح خاطر، في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن الأيام الماضية، ولاسيما بعد "مسيرة الأعلام" الاستفزازية شهدنا محاولات محمومة وخطيرة من المستوطنين لاقتحام الأقصى من عدة أبواب، سواء من خلال باب الأسباط أو باب الحديد، وغيرها.
ويضيف أن "هذه المحاولات المتطرفة منظمة وليست عفوية، حيث جرى إرسال المستوطنين وتحريكهم وتحديد الخطوات من قبل المتطرف إيتمار بن غفير وقادة منظمات الهيكل، والقيادات الدينية المتطرفة في حكومة الاحتلال".
ويؤكد أن بن غفير باقتحامه الأقصى اليوم، يريد إعطاء دفعة للمستوطنين لتحريضهم بشكل مباشر على استمرار اقتحام المسجد، وخلط الأوراق فيه، عبر اقتحامه من أبواب أخرى.
ووفق خاطر، فإن "حكومة الاحتلال تحاول إيجاد خرق وتغيير استراتيجي واضح بالأقصى، لتبرهن أن مرحلة بن غفير تختلف عن سابقاتها، وأنه يستطيع إحداث هذا التغيير".
مرحلة خطيرة
ويشدد على أن هذه المحاولات الإسرائيلية المنظمة تتطلب الرباط واليقظة من المرابطين وحراس الأقصى، من أجل التصدي لها، وإفشالها.
ويرى الخبير في الشأن المقدسي أن كل مناسبة يهودية تشكل محاولة جديدة للعدوان على الأقصى، بهدف كسر الحواجز بين المستوطنين والواقع القائم بالمسجد، ويُحوله الاحتلال إلى "مقدس يهودي".
ويضيف "بعد مسيرة الأعلام أصبح لقادة الاحتلال والمتطرفين أجندات واضحة ومحددة يريدون تنفيذها في المسجد الأقصى، وهذا خطير جدًا، ولابد من إفشال كل هذه المخططات".
ويؤكد خاطر أن المرحلة القادمة ستكون أكثر خطورة وتنظيمًا مما سبق، نظرًا لأن هناك تحركات إسرائيلية تستهدف إحداث تغيير في الأقصى.
وبعيد "نزول التوراة" خلال العام 2022، اقتحم المسجد الأقصى حوالي 754 مستوطنًا من باب المغاربة، وأدوا صلوات تلمودية و"السجود الملحمي" داخله، وشربوا الخمر عند باب المغاربة قبل الاقتحام. وفق منصة "القدس البوصلة" الإعلامية
وفي كل عام يتجمع المستوطنون المتطرفون في صبيحة يوم العيد عند حائط البراق غربي الأقصى بالآلاف، وترتفع أصواتهم بالتوراة والمزامير.