web site counter

رغم عقود على تسويتها بالأرض

لوزيات "دير محيسن".. تؤتي أكلها كل حين بانتظار عودة الـ 460 نسمة

الرملة - خاص صفا

أثمر لوزها منذ بدء أيام الربيع، وهو حال هذه الأشجار منذ رحلوا أصحابها، تثمر بانتظار أن يأتوا ليقطفوها، لكن حباتها تذبل ثم تجف، وهي على هذا الحال، كل عام منذ 75 سنة.

"دير محيسن"، القرية التي يشكل موقعها مطارًا، يصل الفلسطيني بالقدس وغزة والرملة واللد وباقي مدن الداخل الساحلية، ما تزال أشجارها مثمرة إلى اليوم، بالرغم من مرور سبعة عقود ونصف على نكبة أهلها، وتسويتها بالأرض، من العصابات الصهيونية.

وتبعد "دير محيسن" عن مدينة الرملة نحو 12 كم الى جنوب شرقها، وكانت تقوم على مرتفع مستو، يمتد من الشمال إلى الجنوب، وكانت تتصل بالطريق العام الممتد بين غزة وطريق الرملة القدس العام.

ويُحيي أبناء الشعب الفلسطيني في هذه الأيام من مايو، الذكرى الـ75 للنكبة الفلسطينية، التي ارتكبت خلالها العصابات الصهيونية بدعم من دول أوروبية، ما يزيد عن 70 مجزرة، من أجل إقامة الكيان الإسرائيلي.

وهجرت تلك العصابات مئات الآلاف من سكان القرى الفلسطينية التي بلغ عددها ما يزيد عن 531 قرية، ما بين الوطن والشتات.

أم المواقع والآثار

وإضافة إلى موقع دير محيسن المميز، فهي القرية التي سميت باسم "أم الشقف"، لما فيها من آثار عريقة وقديمة، كما أن كل منازلها كانت مبنية من الحجارة.

يقول عضو جمعية حقوق المهجرين في الداخل الفلسطيني المحتل سليمان فحماوي: "إن دير محيسن، احتلت القرية ضمن عملية الاستيلاء على القرى الواقعة بين السهل الساحلي والقدس، التي بدأت نهاية مارس 1948".

وحينما هاجمت العصابات الصهيونية القرية، كان حالها حال قطعة من الجنة، فهي كانت تستقبل آذار، شهر الربيع، الذي كان يحولها للوحة فنية، يهيم من يراها عشقًا فيها، من كثرة خضار أرضها وجمال طقسها.

ويضيف فحماوي "جاء احتلال دير محيسن مع قرية خلدة الملاصقة لها، وذلك كان ضمن عملية نحشون التي استمرت حتى أبريل".

صمود أشجارها

وأي زائر للقرية لا يجد لها أوصف من القول "إنها مسوية بالأرض"، بعد أن هُجر نحو 460 نسمة منها قسرًا، وتحت ضربات الرصاص والدبابات.

لكن وبالرغم من ذلك، إلا أن "أشجارها لا زالت صامدة، أشجار اللوز، والرمان والتوت، فأشجار اللوز تثمر إلى اليوم، كما أن القرية مكسورة بالنباتات البرية، التي ما تزال أيضًا تحولها للوحة خضراء طوال المواسم الجوية".

ومثلها مثل معظم القرى المهجرة، التي يُراد من إقامة المستوطنات والحظائر الحيوانية والخمارات، أن تبقى يد "إسرائيل" المحتلة، موضوعة على أرضها، تقام مستوطنة "بكواع" منذ سنة 1952، في الشمال الغربي من موقعها.

ر ب

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام