web site counter

مبانيها تشهد على عروبتها وإسلاميتها

في القدس القديمة.. 4 أحياء تلاعب الاحتلال بأسمائها لاختلاق "إرث يهودي"

القدس المحتلة - رنا شمعة - صفا

"الحي الإسلامي، الحي المسيحي، الحي اليهودي، والحي الأرمني".. كلها تسميات عبرية اختلقها الاحتلال الإسرائيلي في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، للزعم بوجود "إرث يهودي" في تلك البقعة المقدسة، رُغم أن كل مبانيها ومعالمها شاهدة على عروبتها وإسلاميتها.

والبلدة القديمة بمعالمها وأسوارها العتيقة تُعتبر واحدة من أكثر المدن الإسلامية القديمة في العالم، والتي تضم عدة أحياء وحارات تعكس الثقافات المتنوعة والديانات التي احتضنتها المدينة المقدسة، وانعكست على تخطيطها وهندستها المعمارية ومبانيها وشوارعها وأسواقها وحاراتها السكنية.

وتشكل البلدة المنطقة الواقعة داخل سور بناه السلطان العثماني سليمان القانوني، وباتت تُعرف بأسوار القدس، تبلغ مساحتها 900 دونم، وتحتضن معالم ورموز وآثار تاريخية مهمة، أبرزها المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، وحائط البراق، وكنيسة القيامة، وعدد من الأسواق والحارات والأزقة القديمة.

واحتوت البلدة القديمة قديمًا، على مسميات لأزقة وحواري عدة مثل حارة الجوالدة، المزارعة، الشرف، المسلخ، وغيرها، وسُميت بعض الأحياء والزوايا نسبة لأمم وجنسيات عديدة مرت عليها، كحارة المغاربة والزاوية الهندية والزاوية النقشبندية وحارة السعدية، وحارة الغوانمة، وغيرها.

وتمتلئ حاراتها وشوارعها بالأدراج (العقبات)، التي تجمع بين العراقة والجمال، وأنشئت الكثير منها خلال الفترة الأيوبية، ونسبت أسماؤها إلى أشخاص أو عائلات سكنتها أو أماكن احتوتها؛ وتعد الشرايين التي تربط بين حارات المدينة المقدسة وأسواقها.

وتتويجًا لأهميتها الاستثنائية، أُدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) القدس القديمة وأسوارها على لائحة التراث العالمي في عام 1981، بناءً على طلب المملكة الأردنية الهاشمية، ثم أُدرجت عام 1982 على قائمة التراث المهدد بالخطر.

تاريخ عريق

وتعد البلدة القديمة أحد أحياء القدس الرئيسة الثمانية، قسمتها "إسرائيل" منذ احتلال المدينة عام 1967م، إلى أربعة أحياء بتسميات توحي أنها دينية، هي "الحي الإسلامي، الحي المسيحي، الحي الأرمني، والحي اليهودي"، لإثبات وجود حي يهودي في المدينة المحتلة، كما يقول الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب.

ويوضح أبو دياب، في حديث لوكالة "صفا"، أن بلدية الاحتلال دائمًا ما تختلق تسميات عبرية لأحياء وبلدات وشوارع مقدسية، في إطار مساعيها الرامية إلى طمس المعالم العربية الإسلامية، تهويد المدينة بالكامل، ولاسيما بلدتها القديمة.

ويضيف أن "بلدية الاحتلال استبدلت عشرات الطرقات والأزقة والشوارع في البلدة القديمة بأسماء عبرية جديدة، بهدف تزوير التاريخ وغسل أدمغة الناس، وكي تكون القدس جزءًا من التاريخ اليهودي المزور".

ويبين أن الاحتلال أطلق اسم "الحي الإسلامي" للدلالة على وجود حي آخر وهو "الحي اليهودي"، لكن في حقيقية الواقع لا يوجد أي تسمية لهذه الأحياء في البلدة القديمة، بل هي حارات مقدسية تاريخية، كل معالمها وأثارها ومبانيها تُدلل على عروبتها وإسلاميتها.

ويشمل "الحي الإسلامي"، وفق التسمية الإسرائيلية، كل المنطقة الشمالية الشرقية، التي تمتد من باب العامود وصولًا إلى شارع الواد، والمسجد الأقصى وباب الساهرة وباب الأسباط، ويضم حارات السعدية، باب حطة، الواد، باب السلسلة، حارة الغوانمة، بالإضافة إلى الكثير من المعالم الأثرية الإسلامية.

أما "الحي المسيحي"-كما يقول أبو دياب- فيُسمى مقدسيًا "حارة النصارى"، والتي تقع شمال غربي البلدة القديمة، وتمتد من باب الجديد شمالًا على طول الجدار الغربي من المدينة القديمة وصولًا إلى باب الخليل، وتضم كنيسة القيامة ومسجد عمر بن الخطاب، وسوق الدباغة، والكثير من الأديرة والكنائس.

ويوضح أن "حي الأرمن" يُسمى حارة الأرمن، ويعد أصغر أحياء المدينة المقدسة، ويقع جنوب غربي البلدة القديمة على مساحة نحو 300 دونم، وتعد بطريركية الأرمن من أهم أبنيتها، وسُميت بهذا الاسم نسبة إلى الأرمن الذين جاؤوا للقدس.

وتمتد الحارة من محيط القشلة في باب الخليل، حتى حارة الشرف بالجنوب الشرقي من مدينة القدس، وتضم مجموعة من البيوت كانت في السابق مأوى للحجاج وأصبحت لاحقًا بيوتًا مؤجرة للأرمن، إضافة إلى دير الأرمن المكون من حيز للعبادة ومدرسة ومتحف وعيادة طبية.

ويتابع الباحث المقدسي أن الاحتلال بعد حرب 1967 دمر حارتا الشرف والمغاربة جنوب شرقي البلدة القديمة بالكامل، وطرد آلاف الفلسطينيين منها، وحولها إلى ما يعرف بـ"الحي اليهودي"، والذي تقام حوله ساحة حائط البراق.

تغيير ممنهج

ويشير إلى أن كل هذه التقسيمات العبرية غير منطقية ولا تمت للواقع بأي صلة، بل هدفها الرئيس سياسي أيديولوجي لإثبات وجود لليهود في المدينة المقدسة، ولتزوير التاريخ.

وما يدلل على إسلامية هذه الأحياء الفلسطينية المقدسية، أن كل الأبنية والمعالم في البلدة القديمة تعود للفترات الأيوبية والعثمانية والإسلامية، وتتمتع بطراز معماري قديم.

ويؤكد أبو دياب أن البلدة القديمة البالغ عدد سكانها نحو 34 ألف فلسطيني، تتعرض منذ الاحتلال لهجمة ولتغيير ممنهج تتمثل بالحفريات والأنفاق، والاستيلاء على المنازل، وطرد سكانها، بغية تهويدها بالكامل، وطمس معالمها وأثارها التاريخية.

ويشير إلى أن الاحتلال صرف منذ عام 1967، أكثر من 200 مليار دولار على مشاريع تهويدها، للسيطرة عليها وإحلال مستوطنين مكان الفلسطينيين، تمهيدًا للانقضاض على المسجد الأقصى وإزالته لإقامة "الهيكل" المزعوم مكانه.

WhatsApp Image 2023-05-20 at 2.29.51 PM (1).jpg

WhatsApp Image 2023-05-20 at 2.29.50 PM.jpg

WhatsApp Image 2023-05-20 at 2.29.47 PM.jpg

WhatsApp Image 2023-05-20 at 2.29.49 PM.jpg

6b1af6da-21e0-4d1e-92a9-f314da3d3efe.jpg

WhatsApp Image 2023-05-20 at 2.30.23 PM.jpg

WhatsApp Image 2023-05-20 at 2.30.22 PM (2).jpg

WhatsApp Image 2023-05-20 at 2.30.22 PM.jpg

WhatsApp Image 2023-05-20 at 2.30.22 PM (1).jpg

WhatsApp Image 2023-05-20 at 2.29.56 PM.jpg

 

WhatsApp Image 2023-05-20 at 2.30.21 PM (1).jpg

WhatsApp Image 2023-05-20 at 2.29.54 PM.jpg

WhatsApp Image 2023-05-20 at 2.29.55 PM.jpg

WhatsApp Image 2023-05-20 at 2.29.53 PM.jpg

WhatsApp Image 2023-05-20 at 2.29.53 PM (1).jpg

WhatsApp Image 2023-05-20 at 2.29.52 PM (1).jpg

WhatsApp Image 2023-05-20 at 2.29.52 PM.jpg

ر ش/أ ج

/ تعليق عبر الفيس بوك