نظمت حركة الجهاد الإسلامي مهرجانًا جماهيريًا في مدينة غزة، لتأبين شهداء معركة "ثأر الأحرار".
وحضر المهرجان قادة الفصائل الفلسطينية، والآلاف من المواطنين، ورفعت صور الشهداء، وهتفت الجماهير للمقاومة.
وأكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة أن أوهام العدو ستتحطم أمام صمود شعبنا، لن نتردد في تقديم التضحيات من أجل هذا الهدف، وإن شهدائنا في تضحياتهم هم الذين يقودون طريقنا الأمثل في تحقيق توازن الرعب مع عدو مدجج بكل أنواع السلاح.
وقال النخالة "لقد نجحنا في معركة ثأر الأحرار بالمحافظة على وحدة شعبنا، وصمدنا وقاتلنا رغم فقداننا الأعز من مقاتلينا وعائلات بأكملها، لكننا أثبتنا للعدو في قتالنا أننا على استعداد دائم لأن نخوض المعركة تلو الأخرى دفاعًا عن شعبنا ومنعًا أن تستباح دمائنا".
وجدد تأكيده على أن أي عملية اغتيال سيكون ردنا عليها قويًا وواضحًا، ولن تكون تل ابيب وغيرها من مدن الكيان بعيدة عن مرمى صواريخنا.
وأكد النخالة أن وحدة شعبنا وقوى المقاومة أمر بالغ الأهمية، ويجب المحافظة عليها وتعزيزها، وإن المقاومة تستطيع أن تقاتل العدو وتنتصر عليه؛ ‘ذا وجدت الدعم القوي لها.
وأوضح أن حضور الغرفة المشتركة الدائم واستعدادها بكل قواها للدخول للمعركة كان عاملاً مهما في تقصير أيام العدوان، داعيًا المقاتلين في كل مكان وعلى وجه الخصوص في غزة والضفة الابتعاد عن كل الأدوات والوسائل أجهزة الهاتف التي يمكن للعدو الاستفادة منها في تحديد أماكن تواجدكم.
وقدم الشكر لكل من وقف بجانب شعبنا وعلى رأسهم إيران وحزب الله وسوريا واليمن، مثمنًا جهود قطر وجمهورية مصر العربية الذي أدت الأخيرة دورًا مهمًا في وقت العدوان على غزة.
الغرفة المشتركة
وقال أحد ممثلي الغرفة المشتركة إن الغرفة انعقدت منذ اللحظات الأولى لإغتيال 3 من قادة سرايا القدس، وكان القرار واضحًا أن العدو سيدفع الثمن.
وأوضح أن نتنياهو فشل بتحقيق أهدافه بالاغتيالات أنها ستوقف إطلاق الصواريخ، "وكنا أصحاب اليد العليا والضربة الأخيرة خلال معركة ثأر الأحرار، ولن نسمح للاحتلال بالاستفراد بسرايا القدس، وتحقيق مراده؛ "فلا عشنا ولا كنا دون أن نكون سنداد وكتفا بكتف أمام دماء قادة وشهداء".
وأضاف "لقد أثبتت المقاومة وأجنحتها العسكرية وسرايا القدس خاصة قدرتها على الصمود والثبات، وتحقيق ما وعدت به، وكان الرد واضحا في القدس وتل ابيب، وفي كل مغتصبات العدو وحصونه".
وحذّر الاحتلال من أي عملية اغتيال أو حماقة؛ فنحن عند وعدنا وعهدنا بالرد بكل قوة في عمق العدو وبشكل موحد وبلا أي تردد، وقد خبرنا العدو جيدا.
ودعا كل الأحرار في العالم بالوقوف عند مسؤولياتهم أمام قضية الأمة المركزية فلسطين، وتسخير كل الإمكانيات من أجل دحر الاحتلال عن فلسطين؛ "فلا استقرار ولا أمن ولا أمان لشعوب المنطقة طالما استمر الاحتلال في فلسطين".
مقدمة للتحرير
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل في كلمة ممثلة عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية إن معركة "ثأر الأحرار" هي ثمرة لمعركة "سيف القدس"، هذه المعركة التي خاضتها المقاومة موحدةً لم تكشف ظهر بعضها البعض.
وأوضح البردويل أن هذه المعركة رفعت "سيف القدس" ثم هوت به في "ثأر الأحرار" على رأس نتنياهو وجماعته، قائلاً "هم لم يفهموا دروس التاريخ جيدًا، هم أوهموا أن شعبنا ضعف وأن المقاومة وهنت، لكننا نقول إن المقاومة لم تفقد عنصر الردع، والدليل على ذلك أنه بالأمس لمجرد الأعلام جندوا كل قواتهم لحماية المسيرة.
وذكر أن سرايا القدس خاضت معركة "ثأر الأحرار" وحولها فصائل المقاومة تقدمت واستطاعت ان تفرض على العدو معادلة الردع مرة أخرى، جاء العدو في هذه المعركة ليردع المقاومة، فقامت سرايا بتلقينه درسا ان المقاومة هي التي تردعه، وأعادت لشعبنا وكرست معادلة الردع التي فرضتها كل فصائل المقاومة في المعارك السابقة.
وأكد البردويل أن كل مؤتمرات القمة باءت بالفشل، "ومؤتمر القمة هنا اليوم بهذا المهرجان، أنتم تعقدون اليوم القمة الحقيقة، بارك الله في جهادكم وسراياكم، بارك الله في الغرفة المشتركة وفي شعبنا الحاضنة الشعبية".
قديم التضحيات
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد محمد الهندي أن شعبنا لم يتأخر يومًا واستمر في تقديم هذه التضحيات على مدار الوقت، قائلا ً: "إسرائيل توهمت أنها بقتل قادتنا أنها ستنتهي سيرتهم؛ لكن هذه الصواريخ حولتهم من قادة سرايا القدس لرموز لكل أبناء شعبنا".
وقال الهندي "اليوم ونحن نؤبن شهدائنا يجب أن نتمسك بالوحدة الفلسطينية؛ فالوحدة على خيار الجهاد والمقاومة هي الأساس، وبدون الوحدة لا يمكن أن نحقق أي إنجاز حقيقي على أرض الواقع.
وذكر أن "إسرائيل منذ اللحظة الأولى حاولت بث الفرقة بيننا، حيث بدأ إعلام الاحتلال ببث الفرقة، لكن كانت غرفة العمليات المشتركة السند والحامية لهذا الموقف؛ فلا مجال للتشكيك والمزايدات.
ما يسمى استعادة الردع، إسرائيل قالت إن هذه الجولة لاستعادة الردع، أي ردع؟ هي منذ عام تغرق في الضفة، "وقالت لنا انها أطلقت عملية كاسر الأمواج لكسر إرادة أهلنا في الضفة، هذه العملية لم تكسر إرادة أي شبل في الضفة المحتلة".
وأضاف "هذه إسرائيل التي يتغنى بها البعض، لا تستطيع أن تصمد أمام فصيل من فصائل المقاومة في ظل حصار مشدد على غزة".
وتساءل الهندي: ما هو الضمان لهذا الاتفاق؟ إسرائيل ستتنكر له وستخترقه؟ نقول إن "إسرائيل" لا تقيم اعتبار لا لاتفاق أو تهدئة؛ لا تقيم اعتبار لأحد لا لعرب أو غيرهم، قوتنا ووحدتنا هو الضمان.
وأضاف "نحن في صراع طويل مع هذا الاحتلال، نراكم القوة ونحقق إنجازات، نستخلص العبر، ونمنع العدو من أن يحقق أي إنجازات، وسندفعه في كل جولة خطوة بعد خطوة الى الوراء".
خيار المقاومة
أوضح القيادي بالجبهة الشعبية ماهر مزهر في كلمة ممثلة عن الأسرى أن معركة "ثأر الأحرار" أثبت أن المقاومة هي الطريق الوحيد لانتزاع حقوقنا من العدو، بديلاً عن كل الخيارات العقيمة بما فيها التسوية والمفاوضات التي أثبت فشلها.
وأشاد مزهر بالوحدة الميدانية بين فصائل المقاومة خلال المعركة، مؤكدًا أن هذا التطور في إدارة المعركة بحنكة و جرأة وبسالة؛ يدلل على أننا الأقرب للنصر والتحرير والعودة.
وشدد على أ المسؤوليات الوطنية تقتضي إعطاء قضية الأسرى على سلم الأولويات، داعيًا قوى المقاومة أن تواصل جهودها ووضعه إمكانياتها من أجل تحرير الأسرى.
وأكد أن المعركة مع العدو ستظل مفتوحة، "وسيلقى العدو المزيد من الضربات والهزائم؛ بفعل المقاومة وإرادة شعبنا، وإصراره على مواصلة النضال والاستمرار في معركة التحرير".
وباركت زوجة الشهيد خضر عدنان أم عبد الرحمن لسرايا القدس ومقاومة شعبنا جهدهم في معركة "ثأر الأحرار" مؤكدةً أن هذه المعركة كسرت عنجهية الاحتلال.
وقالت إن زوجها الشيخ خضر عدنان كان يحلم دائما أن تكون الضفة سندًا لغزة، "وألاّ تترك غزة وحيدة في كل معركة، نسأل الله أن يكون تحرير الأقصى قريبًا"