قال المختص في شؤون القدس جمال عمرو، يوم الخميس، إن ما يجري في المسجد الأقصى من اقتحامات بأعداد كبيرة بمثابة اجتياح عسكري غير مسبوق من المستوطنين وشرطة الاحتلال.
وأوضح عمرو، في تصريح خاص لوكالة "صفا"، أن قوات الاحتلال حولت المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية، ونشرت كل عناصرها الخاصة و"حرس الحدود"، في باحاته وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات هؤلاء المتطرفين، قبيل تنفيذ "مسيرة الأعلام" في القدس المحتلة.
وأضاف "نحن أمام تحدي واجتياح عسكري هائل بدأ منذ يومين، بمشاركة كل أذرع الاحتلال الأمنية والاستخباراتية، والعناصر المدججة بالسلاح، استعدادًا للمسيرة الاستفزازية التي تنطلق مساء اليوم من غربي القدس وصولًا إلى باب العامود".
وأشار إلى أن قوات الاحتلال منعت دخول الشبان للأقصى منذ صلاة الفجر، ولم تسمح إلا لأعداد قليلة بالدخول للمسجد، في محاولة لفرض هيمنتها وسيطرتها، وتأمين الحماية الكاملة للمتطرفين أثناء الاقتحامات.
وأكد أن "حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة تحاول تحقيق أي إنجاز أو انتصار لها بشأن المسجد الأقصى، لاستعادة كرامتها وخسارتها التي مُنيت بها، بعد العدوان الأخير على قطاع غزة".
وتوقع أن تشهد مدينة القدس اليوم استفزازات واعتداءات من قبل المستوطنين والاحتلال، تزامنًا مع "مسيرة الأعلام"، والتي سيتخللها رفع أعلام الاحتلال في منطقة باب العامود وصولًا إلى حائط البراق غربي الأقصى.
ووصف عمرو "مسيرة الأعلام" بأنها استفزازية عنصرية إجرامية، تهدف إلى فرض "السيادة الإسرائيلية" الكاملة على المدينة المقدسة.
وأشار إلى أن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير يحاول استفزاز المسلمين والفلسطينيين، عبر السماح لشرطة الاحتلال بمنع رفع العلم الفلسطيني في مدينة القدس، وإبعاد المقدسيين بشتى الوسائل عن المدينة.
وأكد أن "جماعات الهيكل" تحاول حشد مئات الآلاف من المستوطنين، للمشاركة في المسيرة الاستفزازية، في محاولة لتكريس أن "القدس تحت سيادة الاحتلال بقوة السلاح".
وحذر المختص في شؤون القدس، من خطورة تصاعد الأوضاع في القدس، بسبب "مسيرة الأعلام"، قائلًا: إن "الاحتلال يراقب ردود فعل الشارع الفلسطيني تجاه ما سيجري خلال المسيرة".
وشدد على ضرورة التصدي لهذه المسيرة الاستعراضية بكل قوة، عبر تكثيف التواجد والرباط في منطقة باب العامود، ورفع العلم الفلسطيني.
ومنذ الصباح، اقتحم مئات المستوطنين، باحات المسجد الأقصى من باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، وسط تضييق واعتداءات على المرابطين والشبان عند باب السلسلة وفي البلدة القديمة، ومحاولة لإفراغ البلدة من الفلسطينيين، لتأمين "مسيرة الأعلام".
وأنهت سلطات الاحتلال والجماعات المتطرفة استعداداتها لإقامة المسيرة في مدينة القدس مساء الخميس، والتي من المقرر أن تمر عبر باب العامود والبلدة القديمة، وصولًا إلى حائط البراق غربي المسجد الأقصى.
وتنظم المسيرة منذ سنوات عديدة، جمعيّة "عام كلبيا" المتطرّفة برئاسة الحاخام "حاييم دروكمان"، وحزب "الصهيونية الدينية" بقيادة "بتسليئل سموتريتش"، ووزير الأمن القومي المتطرف "ايتمار بن غفير".