"من نكبة إلى نكبة ومن دمار إلى دمار من قتل إلى قتل.. مش بكفيهم؟!"؛ عبارات أطلقتها سارة أبو طير لتعبّر عن هول المشهد الذي تعيشه؛ بعد تعرض منزلها لأضرار بليغة؛ جراء قصف منزل مجاور خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
وتعرض منزل "أبو طير" بخان يونس إلى قصف جويّ مساء رابع أيام العدوان ما تسبب بأضرارٍ بليغة فيه، وهو ذاته الذي تعرض لتدميرٍ مماثل في حرب العام 2014 وأعادت العائلة بناءه.
وحملّت صورة في يدها كانت معلقة على جدار ما تبقى من منزلها وأشارت قائلة: "هذا ابني محمد استشهد قبل سنوات،
وتساءلت: "ما ذنب منازلنا يُقصف كل مرة ونُشرد؟ ولمَ يُروّعون الآمنين؟؛ في كل عدوان نكون على موعد مع نكبة جديدة؛ فبعد استشهاد ابني عشت حسرة طويلة، وبعدها قُصف المنزل وأعدنا إعماره واليوم يقصف من جديد".
علامات الغضب والحزن بدت على ملامح "أبو طير" أثناء سيرها فوق الأنقاض بحثًا عن أي قطعة تجدها من مقتنياتها، فيما تتكئ على يد نجلها الآخر.
وتقول سيدة المنزل: "نحن فداءٌ للوطن؛ هم يقصفوا ونحن نُعمّر من جديد؛ ففلسطين بلدنا والاحتلال لازم يرحل، ولو هدم بيتي كل شهر وبقي فيّ حياة سأعاود تعميره".
وتمنت ألا تعود الحرب وأن يتوقف القتل والدمار بحق الأبرياء وتشريد الأهالي؛ مؤكدةً أنهم سيبقون ثابتين متشبثين بأرضهم ومنازلهم.
يُشار إلى أن "إسرائيل" تنتهج في كل عدوان سياسة تدمير المنازل، حيث سُجل خلال التصعيد الأخير تدمير أكثر من 2000 وحدةً سكنية؛ منها 31 منزلاً هدماً كليا و128 وحدة سكنية غير صالحة للسكن و1820 وحدة سكنية تضررت جزئيًا بقيمة تقديرية للخسائر 9 مليون دولار.