يزخر شهر مايو/أيار بالعديد من الأحداث والمآسي التي وثّقتها الذاكرة الفلسطينية، منها ما يتعلق بالانتهاكات والجرائم التي تعرّض لها شعبنا الفلسطيني على أيدي العصابات الصهيونية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ومنها ما يفخر به شعبنا من إنجازات لمقاومته في التصدي لاعتداءات الاحتلال وجرائمه.
ففي مثل هذا اليوم الـ 14 من مايو/أيار 1948 انسحبت بريطانيا وأنهت انتدابها على فلسطين، وبدأت انسحابها أولًا من المناطق والمدن والقرى التي يسكنها اليهود، وسلّمت الوكالة اليهودية إلى جانب المطارات طائرات ومعسكرات عسكرية وأسلحة وذخائر؛ لتكون بذلك قد هيّأت لليهود فرصة تشكيل إدارة مدينة عسكرية.
أمّا المناطق العربية فقد ظلت القوات البريطانية فيها حتى آخر يوم محدد لنهاية الانتداب؛ لتمنع إدخال الأسلحة والمتطوعين العرب إلى تلك المناطق، حتى لا يستطيع العرب، الدفاع عن أنفسهم والتصدي للهجمات الصهيونية المنظمة، فيما سلّمت المناطق المشتركة بين العرب واليهود للعصابات الصهيونية في موقف مخالف لكل الأعراف الدولية والإنسانية.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1948 أعلن دافيد بن غوريون في الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الجمعة 14 أيار 1948 أمام قيادة العمل الصهيوني في اجتماع عقد في قاعة متحف مدينة "تل أبيب" عن "قيام دولة إسرائيل".
وهكذا ومع إعلان الانسحاب البريطاني من فلسطين وعشية دخول الجيوش العربية إليها يوم 15 أيار مايو 1948، كانت عصابات "الهاغاناه" الارهابية الصهيونية، تسيطر على رقاع متعددة في البلاد تضم أغلبية المستعمرات اليهودية والمدن الرئيسية.
وبعد 10 دقائق من إعلان "قيام إسرائيل" اعترف بها الرئيس الأمريكي هاري ترومان، ثم تتالت الاعترافات الدولية، فيو وقت كانت الأمم المتحدة تناقش مشروع قرار أمريكي بوضع فلسطين "تحت الوصاية الدولية".
وفي مثل هذا اليوم من عام 1948 ومع إعلان قيام الكيان الإسرائيلي في المنطقة، بدأت العصابات الصهيونية بارتكاب المجازر الدموية في القرى والمناطق العربية بعدما تسلّمتها من القوات البريطانية، أبرزها مذبحة "قرية شوشة" في منطقة القدس بالقرب من قرية دير ياسين التي وقعت فيها المجزرة البشعة على يد عصابات "الأرغون" و"شتيرن" الصهيونية.
وتوالت بعد ذلك المآسي والمجازر الإسرائيلية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني حتى اليوم، وسط صمت عالمي مطبق.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1998 انطلقت مسيرات سلمية في الأراضي الفلسطينية بمناسبة مرور 50 عامًا على "النكبة"؛ للمطالبة بحقوقه الوطنية والتاريخية وتقرير مصيره بنفسه أسوة بكل شعوب العالم، لكنّ آلة القتل الإسرائيلية حوّلته إلى يوم دامٍ بعدما أطلقت نيران أسلحتها على المتظاهرين؛ ما أدّى لاستشهاد تسعة مواطنين وجرح المئات.
وردًّا على مجزرة الاحتلال بحق المدنيين، كمن مقاتلون من كتائب القسام لجيب إسرائيلي على الطريق الالتفافي بمدينة الخليل، وأطلقوا النار تجاهه؛ ما أدى لمقتل اثنين من جنود الاحتلال وإصابة اثنين آخرين بجراح.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2001 اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي 5 أفراد من قوات الأمن الوطني بهـجـوم مباغت على حاجز جنوب بلدة بيتونيا في منطقة رام الله في الضفة الغربية المحتلّة.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2006 أعلنت "سرايا القدس" تفجير عبوة ناسفة بسيارة للمستوطنين على مفرق مستوطنة "شيلو" شمال الضفة، ونقلت عن العدو اعترافه بمقتل أحد المستوطنين.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2021 أعلنت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد ثلاثة أيام من بدئه إلى 109شهداء، بينهم 28طفلًا، و15سيدة، و621 مصابًا.
كما شرعت قوات من شرطة وجيش الاحتلال بقمع المتظاهرين الفلسطينيين في مدن كفر قاسم واللد في الداخل المحتل، الذين خرجوا للتنديد بجرائم الاحتلال المرتكبة بحق المدنيين في قطاع غزة.
وردًّا على جرائم الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة، وضمن معركة "سيف القدس" قصفت كتائب القسام مدن عسقلان وأسدود وبئر السبع و"نتيفوت" و"كريات ملاخي" وقاعدة "حتسريم" و"سديروت" بعدد من الرشقات الصاروخية.
كما أعلنت "القسام" توجيه ضربة صاروخية كبيرة بـ 100 صاروخ لعسقلان المحتلة؛ ردًا على استهداف المدنيين الآمنين وقصف البنية التحتية والمنشآت المدنية، إضافة إلى استهداف مصنع الكيماويات في "نير عوز" بطائرة "شهاب" الانتحارية.
وفي ذات اليوم أعلنت "سرايا القدس" توجيه ضربات صاروخية كبيرة ومكثفة لـ "تل أبيب" وهرتسيليا وعسقلان وأسدود ونتيفوت وسديروت وغان يفنا ومدن أخرى بعشرات الصواريخ ردًا على جرائم العدو بحق المدنيين.