فوق الركام، انتظم طلبة مدرسة "جب الذيب" وهيئتها التدريسية بالطابور الصباحي، وأنشدوا السلام الوطني ورفعوا أعلام فلسطين هاتفين للقدس.
هكذا تصف مديرة المدرسة شيرين أبو طه المشهد عقب يوم من هدم قوات الاحتلال الإسرائيلي المدرسة الواقعة في قرية بيت تعمر شرقي بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وجاء هدم المدرسة بعد إخطارها بالإزالة في السادس من مارس/ أذار الماضي، إثر دعوى قدمتها مؤسسة "رحبائيم" الاستيطانية، للمرة الثانية بعد هدمها عام 2016 وإعادة بنائها من قبل الأهالي.
وتقول أبو طه لمراسل وكالة "صفا": "الجميع في المدرسة بلا استثناء يحاول إخفاء حزنه وغصته والمواصلة رغم أنف الاحتلال".
وتضيف، "رغم حالة الإحباط الشديد لدى الأطفال، إلا أنهم تلقوا دروسهم باستجابة كبيرة وهناك إرادة واضحة لدى الأطفال رغم صغر سنهم على مواصلة تعليمهم".
وتشير طه إلى أن أن فريقاً من الإرشاد النفسي زار المدرسة وقدم أنشطة وفعاليات خففت من حالة الخوف والإحباط لدى الطلاب والهيئة التدريسية.
وتؤكد أن الهيئة التدريسية كانت مهيئة لأي عملية هدم، وتمتلك قوة وعزيمة تنعكس على الطلبة في إصرارهم على الحضور ومواصلة التعليم.
وتتابع أبو طه أن المدرسة ما زالت تفتقر إلى مياه الشرب ودورات المياه، والبيئة العامة غير مريحة وغير آمنة.
وتطالب المديرة، المؤسسات الدولية والحقوقية بالعمل الجاد لانتزاع ترخيص لبناء المدرسة، ووقف اعتداءات الاحتلال وانتهاكاته تجاه المدرسة وطلبتها ومعلميها.
تحدٍ للاحتلال
رئيس مجلس قروي بيت تعمر، مبارك زواهرة يقول لمراسل "صفا"، إن طلبة مدرسة جب الذيب وهيئتها التدريسية قدِموا اليوم للاستمرار في المسيرة التعليمية رغم قيام قوات الاحتلال بهدم مدرستهم ومصادرة كافة محتوياتها.
ويضيف أن وزارة التربية والتعليم وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان وفرتا عدة مقاعد دراسية وخيمة، لدعم موصلة العملية التعليمية.
ويشير زواهرة إلى أفراداً من الإدارة المدنية التابعة للاحتلال تواجدوا في محيط المدرسة وقاموا بتصوير الخيمة، ما أثار رعب الأطفال وتعطيل حصصهم الدراسية لحين مغادرتهم.
ويوضح أن نحو 20 طالباً من أصل 60 طالباً حضروا اليوم لاستكمال الدراسة، بسبب تخوف الأهالي من اقتحام قوات الاحتلال واعتداءات المستوطنين.
هدم واعتداءات
مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان حسن بريجة يؤكد لوكالة "صفا"، يقول إن قوات الاحتلال داهمت قرية بيت تعمر وطوقت المكان في الرابعة فجراً، وباشرت عملية الهدم بعد مصادرة محتويات المدرسة.
ويشير بريجة إلى اندلاع مواجهات عنيفة استمرت نحو 6 ساعات بعد محاولة الأهالي التصدي لعملية الهدم، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز والصوت ما أسفر عن إصابة عددٍ من الشبان بالرصاص المطاطي إحداها إصابة خطيرة بالوجه نقلت إلى الجمعية العربية في بيت لحم، وأخرى نقلت إلى مستشفى الحسين في بيت جالا.
ويلفت إلى أن قوات الاحتلال اعتدت على رئيس مجلس القرية وعلى مدير تربية بيت لحم، لافتاً إلى أن عشرات المستوطنين تجمعوا في المكان لمراقبة عملية الهدم.