رفع جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الأشهر الأخيرة من وتيرة جرائمه بالضفة الغربية المحتلة عبر محاصرة منازل مواطنين بذريعة ملاحقة مقاومين مستخدمًا أسلوبًا مستحدثًا يعرف بـ"طنجرة الضغط" لاغتيالهم والحيلولة دون انسحابهم.
وبدأ جيش الاحتلال بممارسة أسلوب "طنجرة الضغط" في محاصرة منازل المقاومين منذ تسعينات القرن الماضي وتنتهي عملياته غالبا باستشهاد المحاصَرين رفضاً للاستسلام.
وبينما يدور الحديث عن عملية عسكرية وأمنية، تنجح مخابرات الاحتلال في الحصول على "معلومة ذهبية" تدلل على مكان تواجد المقاومين داخل منزل ما وخاصة تلك المتواجدة في قلب المدن.
وبعدها تقوم قوة خاصة متنكرة بزي محلي من إحدى وحدات المستعربين وعلى رأسها وحدة "يمام" بالتسلل إلى محيط المنزل المستهدف قبيل بدء العملية وإطباق الحصار عليه.
وتتولى وحدة المستعربين مهمة أولى تتمثل بمنع المقاومين من الهرب من المنزل وحصارهم إلى حين دخول القوة العسكرية الرئيسية المكلفة بالعملية ليتم حصار المكان المستهدف والتدرج في استخدام القوة والهدف هو زيادة الضغط على المسلحين للاستسلام.
ويبدأ إجراء "طنجرة الضغط" بإطلاق النار على نوافذ المنزل وجدرانه والطلب من ساكنيه وعبر مكبرات الصوت بالخروج مستسلمين منه، وفي حال رفضهم يتم إطلاق صواريخ مضادة للدروع تجاه المنزل من طراز "لاو" أو "ميتادو".
وتُحدِث هذه الصواريخ دمارًا كبيرًا في المنزل وقد تتسبب باستشهاد بعض أو جميع من فيه.
وسائل جديدة
ولجأت قوات الاحتلال مؤخراً إلى إدخال وسائل جديدة في الهجوم على المنازل المستهدفة ومنها إطلاق طائرات مسيرة صغيرة تحمل قنابل فراغية وإدخالها المنزل عبر نوافذ وما شابه.
وهذه المسيرات قادرة على الانفجار في الهدف وتسببت باستشهاد كثيرين وخاصة داخل البلدة القديمة من نابلس.
أما في حال لم يهدأ الاشتباك وكان لدى القوة الخاصة معلومة بوجود المسلحين أحياء فيتم استقدام "بلدوزرات" ضخمة إلى المكان والبدء بهدم المبنى وفي حال رفض المقاومين الاستسلام يتم هدم المبنى على من فيه.
وتشير غالبية الإحصائيات للعامين الأخيرين أن 80% على الأقل من حالات تفعيل هذا النظام انتهت باستشهاد المحاصرين بعد رفضهم الاستسلام.