أكد رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باسم نعيم أن مؤتمر "فلسطينيي أوروبا" الذي سيعقد هذا العام بنسخته العشرين في مدينة مالمو السويدية يمثل الكل الفلسطيني معتبرًا أن مهاجمته سقوط وطني وأخلاقي.
وقال نعيم عبر صفحته في "فيسبوك": "أعلم عن قرب حجم التحديات التي واجهها المؤتمر والقائمين عليه، حتى يتمكنوا من الاستمرار في رفع الراية الفلسطينية وخدمة أبناء شعبنا في الغربة والدفاع عن روايتنا الفلسطينية الأصيلة، في مواجهة لوبي صهيوني شرس ومتمكن".
وأوضح أنه، "على مدار عشرين عاماً شكل المؤتمر منصة للكل الفلسطيني، ومن كل الأطياف السياسية والمجتمعية والدينية، وخاصة في الغرب، للتعبير عن وطنيته وانتمائه لقضيته العادلة، كما شكل المؤتمر فرصة للأجيال الفلسطينية الناشئة للقاء والتعارف وتجديد هويتهم الوطنية".
وأضاف، "فجأة وبدون سابق إنذار وفي ربطة معلم استيقظ أهل الكهف في المقاطعة من سباتهم العميق، وشنّوا هجوماً منظماً على المؤتمر وقيادته".
وخاطب نعيم هؤلاء القيادات متسائلا: "ما هو التهديد الذي يمثله المؤتمر على قضيتنا الفلسطينية وثوابتها؟ على شعبنا وتطلعاته؟ ولماذا بعد عشرين عاماً؟ أم أن القصة دفاع عن مشاريع حزبية ومكتسبات شخصية؟ ما الذي يمنعكم وفي إطار المنافسة الشريفة تنظيم أنشطة مشابهة، بل وأقوى منها في إطار ما هو متاح لكم من إمكانات ومقدرات ومساحات؟".
وتابع: "من المعلوم فلسطينيا بالضرورة أن كل سفاراتنا، إلا من رحم الله، فشلت في القيام بالمهام الموكلة اليها في الدفاع عن قضيتنا ولم شمل أبناء شعبنا في الغربة، بل بالعكس لعبت كثير من السفارات دوراً سلبياً في تنظيم العمل الفلسطيني الشعبي في المهجر، بل وصل الأمر أن بعضها تآمر على المناضلين مع العدو (بلغاريا نموذجاً)".
ومضى نعيم قائلا: "قبل أيام وفي شهر رمضان شنّت سفارتنا العتيدة وسفيرها المبجل في ماليزيا هجوما شرساً على إفطار رمضاني مشترك دعت إليه إحدى المؤسسات الأهلية الفلسطينية العاملة هناك (مؤسسة الثقافة الفلسطينية)، وتدعو إليه بشكل دوري قيادات ووجهاء البلد والسفراء الأجانب بهدف تعريفهم بفلسطين وقضيتها".
وأشار إلى أن حجة السفارة كالعادة "خلق البديل".
وتساءل القيادي في حركة حماس، "عن أي بديل تتحدثون؟ هل منظمة التحرير من الضعف والهشاشة لدرجة أن مؤتمر شعبي أو إفطار رمضاني يهدد شرعيتها ووجودها؟ وهل منظمة التحرير أصلاً بديل عن مجتمع فلسطيني حيوي يشارك فيه كل فلسطيني بما يستطيع في بناء مستقبل افضل لشعبنا؟ أم أنّه، مرّة أخرى، الدفاع عن المكتسبات الشخصية والمشاريع الحزبية؟".
وأردف، "قبل أيام صدّرت وزارة خارجية بيت المسنين في رام الله بياناً تندد فيه بالتصريحات العنصرية لرئيسة المفوضية الأوروبية (أورسولا فون دير لاين) في ذكرى النكبة، ولكن الوزارة لم تصمد ساعات أمام الضغط الأوروبي فسحبت البيان من على منصتها".
واستطرد نعيم، "لذلك فالأولى أن نسجل بكل احترام وتقدير اعتزازنا، كشعب فلسطيني وأصحاب قضية عادلة، بهذا المؤتمر وقيادته، والتي صمدت لأكثر من عشرين عاماً في مواجهة ضغوط هائلة لإحباط هذه التجربة الرائدة وكتم الصوت الفلسطيني الحر".
وقال، "كنّا نتوقع أن يكون الهجوم على قيادة تعلن أنها أوقفت التنسيق الأمني المدنس مع الاحتلال، ولكنهم يمارسونه في أوقح وأبشع صورة ومقابل حفنات من الدولارات. من يمارس هذه السلوكيات يحكم عليه بالاعدام حسب قانون العقوبات الثوري الصادر عن (م ت ف) ‼️ عام 1979 والمكون من 486 مادة والذي ما زال ساري المفعول حتى هذه اللحظة".
واختتم، "فلتتوحد كل الجهود الرسمية والفصائلية والشعبية لتحقيق هدف واحد نصرة فلسطين، ولتختفي كل الرايات لتبقى راية واحدة علم فلسطين".
وكانت قيادات في السلطة الفلسطينية هاجمت مؤتمر فلسطينيي أوروبا واعتبرت أن يهدف لخلق إطار بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية.