أعادت بلدية الاحتلال الإسرائيلي بالقدس المحتلة قضية حي البستان في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك إلى الواجهة، بعدما اقتحمت طواقمها صباح الأحد، الحي ووزعت عشرات إنذارات الهدم، واستدعاءات لمقابلة وحدة التحقيق في البلدية.
ورغم أن عشرات العائلات المقدسية في الحي تسلمت سابقًا، أوامر هدم لمنازلها، بحجة البناء دون ترخيص، إلا أن بلدية الاحتلال أعادت اليوم توزيع الأوامر مرة أخرى، ما زاد مخاوف الأهالي من تنفيذ عملية هدم منازلهم خلال الأيام المقبلة.
ومؤخرًا، رفضت محاكم الاحتلال وبلديتها تجميد أوامر هدم 116 منزلًا في الحي، ما يعني أن عمليات الهدم أصبحت دون أي غطاء قانوني، وقد تنفذ بأي لحظة.
للواجهة من جديد
عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب يفيد بأن طواقم من بلدية الاحتلال بحماية مشددة من الشرطة والقوات الخاصة اقتحمت حي البستان، وشرعت بتوزيع إنذارات هدم لعشرات المنازل، واستدعاءات للمواطنين من أجل المثول أمام محققي البلدية فيما يسمى "قسم التفتيش البلدي".
ويوضح أن طواقم البلدية اقتحمت منزله بالحي وسلمته وأولاده إنذارات هدم، واستدعاء للمثول أمام المحققين، مبينًا أن الاقتحام تخلله تصوير للمنازل وأخذ قياسات لبعض المباني في الحي.
ويشير إلى أن بلدية الاحتلال رفضت سابقًا تأجيل أو تجميد هدم 116 منزلًا في البستان، كما رفضت المخططات الهندسية للحي.
ويقول إن بلدية الاحتلال تريد فتح قضية حي البستان مجددًا، بهدف الضغط على الأهالي وترهيبهم وصرفهم عن الوقوف في وجه الاحتلال والدفاع عن مدينة القدس، في ظل الهجمة المستمرة على المسجد الأقصى خاصةً، والمدينة المحتلة عامةً.
ويضيف أن حكومة الاحتلال تُحاول معاقبتهم أو إشغالهم عن التصدي للاحتلال وسياساته القمعية والتعسفية ومخططاته التهويدية والاستيطانية في المدينة، عبر تنفيذ عمليات الهدم والتهجير والطرد القسري.
وبحسب أبو دياب، فإن حي البستان يُعد من أقرب الأحياء المقدسية للأقصى، لا يبعد عن سوره الجنوبي سوى 300 متر، ويمتد على مساحة 70 دونمًا، لذلك يسعى الاحتلال لاستهدافه وتهجير سكانه.
ويلفت إلى أن بلدية الاحتلال أصدرت أكثر من 22 ألف أمر هدم في القدس، منها نحو 7 آلاف أمر ببلدة سلوان، كلها معرضة للهدم والتطهير العرقي.
ومنذ عام 2005، وبلدية الاحتلال تسعى لهدم الحي بأكمله، إلا أن سكانه البالغ عددهم 1500 نسمة، لا يتوانوا في الدفاع عنه والنضال لأجل التشبث بمنازلهم، ورفض تهجيرهم منه.
محور الصراع
ويؤكد الناشط المقدسي أن حكومة الاحتلال تسعى لتحقيق مخططها بتفريغ القدس، وتغيير تركيبتها السكانية لصالح المستوطنين، وخاصة في محيط المسجد الأقصى، والذي يشكل محور الصراع مع الاحتلال.
ويوضح أن الحكومة اليمينية المتطرفة فشلت في تحقيق أي إنجاز بشأن الأقصى، نتيجة صمود وثبات المقدسيين والفلسطينيين، لذلك تريد الانتقام منهم، عبر سياسة العقاب الجماعي.
ويشكل حي البستان رمزًا للصمود والتحدي في مواجهة سياسات الاحتلال، ومقاومة كل مخططاته التهويدية، بما فيها عمليات الهدم والتطهير العرقي.
ويبين أبو دياب أن هناك مخاوف مقدسية من إقدام الاحتلال على ارتكاب "مجازر هدم وتهجير" بالمدينة المقدسة، بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، وموسم الأعياد اليهودية.
ومنذ عام 1967، هدمت بلدية الاحتلال أكثر من 5 آلاف منشأة شرقي القدس، بحجة عدم الترخيص، وتم تشريد 39 ألف مقدسي، فيما أصدرت 22 ألف و350 أمر هدم، كان لبلدة سلوان النصيب الأكبر منها، والبالغ عددها 7500 أمر هدم إداري وقضائي.
ويؤكد عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان، أن مدينة القدس تشهد صراعًا ديموغرافيًا وجغرافيًا لا يتوقف، بهدف تقليص الوجود الفلسطيني فيها، وزيادة عدد المستوطنين.
والمطلوب- وفقًا لأبو دياب- تكثيف الحراك الجماهيري الشعبي، والضغط الدولي لوقف عمليات الهدم بالقدس، لا سيما وأن حكومة الاحتلال مصممة على فتح ملف الهدم بشكل واسع، بعدما حولت وزارة المالية الإسرائيلية ميزانية إضافية بقيمة 3.5 مليون شيكل لبلدية الاحتلال خلال العام 2023.