ضمن متابعة أخبار السودان اليوم الثلاثاء وتطورات الاشتباكات الدائرة في العاصمة الخرطوم الآن يتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع رغم سريان هدنة لمدة 3 أيام.
وتبادل الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في السودان اليوم الثلاثاء الاتهامات بشأن خرق الهدنة الإنسانية المتفق عليها بين الطرفين لمدة 72 ساعة.
ودخلت هدنة حيز التنفيذ لمدة 72 ساعة بين الطرفين بوساطة سعودية أمريكية مع منتصف ليلة الإثنين - الثلاثاء، بغرض "فتح ممرات إنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وتمكينهم من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى المستشفيات والمناطق الآمنة، وإجلاء البعثات الدبلوماسية".
أخبار الهدنة في السودان اليوم
وذكر الجيش السوداني أنه "رغم سريان الهدنة التي وافقت عليها القوات المسلحة إلا أننا نرصد الكثير من الخروقات التي تقوم بها المليشيا المتمردة (الدعم السريع) منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء".
وأشار الجيش في بيان إلى "استمرار التحركات العسكرية للمتمردين داخل وخارج العاصمة ومحاولة احتلال مواقع وتقييد تحركات المواطنين، وحركة مكثفة بمجموعات السيطرة على مصفاة الجيلي شمالي الخرطوم".
ولفت إلى "رصد تحركات أرتال عسكرية نحو العاصمة متجهه من غرب السودان وذلك لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق في الخرطوم (وسط)".
وأكد الجيش أنه "رغم الالتزام بالهدنة إلا أنه يحتفظ بحقه كاملا في التعامل مع هذه الخروقات الخطيرة ومحاولات المليشيا المتمردة في استغلالها لإنقاذ موقفهم العملياتي المتدهور"، على حد تعبير البيان.
من جهة أخرى أكدت قوات "الدعم السريع" في بيان، الثلاثاء، أن "قيادة القوات المسلحة ما تزال ومن خلفها كتائب النظام البائد (نظام الرئيس عمر البشير) تمارس خروقاتها المستمرة للهدنة المعلنة".
واتهمت "الدعم السريع" الجيش السوداني بـ"مهاجمة ارتكاز قوات الدعم السريع بالقصر الجمهوري في الخرطوم بالمدافع، وهو تصرف يتنافى مع شروط الهدنة الإنسانية التي خصصت لفتح ممرات آمنة".
وتحدث البيان عن "عمليات قصف مدفعي عشوائي يعرض حياة المواطنين والمقيمين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة للخطر كما أنه يعيق تنفيذ الهدنة".
خطر بيولوجي في السودان
وحذرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، من "خطر بيولوجي كبير" إثر اقتحام وسيطرة أحد طرفي الصراع بالسودان على مختبر للصحة العامة بالخرطوم.
وقال ممثل المنظمة في السودان نعمة سعيد عابد، إن عناصر مقاتلة سيطرت على مختبر عام مركزي في العاصمة الخرطوم، يحتفظ بعينات من الأمراض، بما فيها الحصبة وشلل الأطفال، ما يتسبب في وضع "خطير للغاية".
وأضاف عابد للصحفيين في جنيف عبر تقنية الفيديو من السودان، أن "هناك خطرا بيولوجيا كبيرا مرتبطا بسيطرة أحد طرفي الصراع على المختبر المركزي للصحة العامة".
وأشار عابد إلى أن الخبراء الفنيين لم يتمكنوا من الوصول إلى المختبر الوطني للصحة العامة لحماية المواد.
وبيّن أن 459 شخصًا قتلوا وأصيب 4 آلاف و72 آخرين جراء الاشتباكات المتواصلة منذ 15 أبريل/ نيسان الجاري في السودان.
من جانبه، أكد متحدث مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركيه أن الأمم المتحدة عازمة على مواصلة البقاء وتقديم الخدمات في السودان.
وأشار أنه لن يتحدث كثيرًا بخصوص عمليات الإجلاء، مضيفًا: "لديكم معلومات حول عمليات إجلاء الأمم المتحدة التي أعلنتها أمس (نقل 700 شخص من الخرطوم برًا إلى مدينة بورتسودان)، ونواصل جهودنا من أجل نقلهم إلى مكان آخر".
ومنذ 15 أبريل/ نيسان الجاري، تستمر في عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.
وعام 2013، تشكلت "الدعم السريع" لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المتمردة بإقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية وحفظ الأمن، قبل أن يصفها الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات.