القدس المحتلة - خاص صفا
مع اقتراب عيد الفطر السعيد، تشهد أسواق مدينة القدس المحتلة، حركة تجارية نشطة، نتيجة انتعاش السياحة الدينية، وزيادة أعداد الفلسطينيين والمسيحيين والسياح الوافدين للمدينة، رغم محاولات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة لخنق الاقتصاد المقدسي.
وتزامن الأسبوعين الأخيرين من شهر رمضان المبارك مع عيد "الفصح" المجيد، ساهم في انتعاش الحركة السياحية والتجارية داخل المدينة المقدسة، وإنعاش الاقتصاد وزيادة مبيعات بعض التجار.
وكل من يتجول في أسواق البلدة القديمة يجدها تعج بالمتسوقين، لشراء مستلزمات العيد والهدايا التذكارية من محالها التجارية، بعدما عانت من ركود تجاري واقتصادي، بفعل إجراءات الاحتلال وقيوده المشددة على وصول الفلسطينيين إلى المدينة المحتلة.
وينتظر التجار المقدسيون الأعياد والمناسبات الدينية بفارغ الصبر من أجل تعويض خسائرهم التي يتكبدونها بسبب الحصار والإجراءات الاحتلالية، والتي تستهدف ضرب مصالحهم التجارية، وزيادة معدل الفقر في القدس.
انتعاش اقتصادي
التاجر المقدسي حبيب حروب، الذي يملك محلًا لبيع الملابس في شارع الواد بالبلدة القديمة، يقول لوكالة "صفا"، إن الحركة التجارية تشهد انتعاشًا اقتصاديًا مع اقتراب عيد الفطر، في ظل توافد آلاف المواطنين للمدينة والشراء من أسواقها.
ويضيف حروب أن "استقرار الأوضاع الأمنية في المدينة ينعكس إيجابًا على الحركة التجارية، خاصة أن هناك مواطنين يزورون القدس خصوصًا من أجل شراء احتياجاتهم ومستلزمات رمضان والعيد من أسواقها، بهدف دعم تجارها واقتصادها".
ويوضح أن أسعار الملابس تتناسب مع أوضاع المقدسيين الاقتصادية وإمكانياتهم، مبينًا أن المولات الإسرائيلية تتعمد تقديم "عروض مغرية" للمتسوقين العرب، بغية ضرب الاقتصاد المقدسي والتأثير على التجار، وضعف القوة الشرائية.
ويطالب حروب بضرورة توعية المواطنين للشراء من المحلات التجارية العربية في القدس، وتجنّب التسوق من المتاجر الإسرائيلية، لدعم صمودهم وبقاءهم في مدينتهم.
تضاعف التجارة
الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب يؤكد أن الاحتلال يعمل بشتى الوسائل على خنق الاقتصاد في المدينة، وخاصة بلدتها القديمة، باعتبار أنه يشكل عصب الحياة، لذلك يُسلط الضرائب على التجار المقدسيين، ويحاول تقليل أعداد المواطنين الوافدين للمدينة.
ويوضح أبو دياب، في حديث لوكالة "صفا"، أن الاحتلال يستهدف المقدسيين في مصدر رزقهم، لإفقارهم ودفعهم إلى الهجرة والرحيل، والهيمنة على الاقتصاد المقدسي، وجعل تبعيته كاملة للاقتصاد الإسرائيلي.
ويضيف "رغم أن الاحتلال يعمل على تفريغ الوجود الفلسطيني من البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، ولا يريد أي حركة تجارية فيها، ويحاول إعاقة وصول البضائع للمحلات التجارية، إلا أن المناسبات الدينية تأتي لكي تنعش اقتصادها".
ويبين أن أسواق القدس تشهد حركة تجارية نشطة طوال شهر رمضان المبارك، لكنها تضاعفت بشكل كبير في الأسبوعين الأخيرين من الشهر الفضيل، لتزامنه مع عيد "الفصح" المجيد، ومع اقتراب عيد الفطر، مما يزيد من حجم مبيعات التجار، ويُعوض خسائرهم الفادحة.
وبحسب أبو دياب، فإن السياحة الدينية تشكل فرصة ذهبية للتجار المقدسيين، لإنعاش الحركة التجارية والاقتصادية، وزيادة مبيعاتهم، بعدما شهدت خلال العام حركة شرائية ضعيفة وركودًا اقتصاديًا.
ويشير إلى أن التسوق من المحلات التجارية بالبلدة القديمة يُعطي للزائر رونقًا خاصًا، ونوعًا من البهجة والسرور، لما تشهده من عبق تاريخي وأثري يُعبر عن هوية المدينة الحقيقية وحضارتها العريقة.
وما يغيط الاحتلال-وفقًا للباحث المقدسي- مشهد التواجد الفلسطيني الكثيف في أسواق القدس، والذين يتوافدون إليها من كل مكان، للتسوق وشراء الحلويات والهدايا، وكل ما يتعلق بمستلزمات رمضان والعيد.
ويؤكد أن تنشيط الحركة السياحية والتجارية في محيط الأقصى أفشلت مخططات الاحتلال، الذي يعمل على تفريغ المدينة من أهلها، وخنق اقتصادها، وزيادة معدلات الفقر.
أوضاع صعبة
وأما أمين سر الغرفة التجارية الصناعية العربية بالقدس حجازي الرشق فيقول إن الحركة التجارية في القدس بدأت تنشط بشكل كبير مع اقتراب عيد الفطر، بسبب وصول أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى المدينة، واحتفال المسيحيين بأعيادهم.
ويوضح الرشق لوكالة "صفا"، أن نسبة المبيعات ارتفعت لدى أصحاب محلات الحلويات والسكاكر والمشروبات والمواد التموينية، رغم أن الحركة التجارية في بداية الشهر الفضيل لم تكن بالمستوى المطلوب، نتيجة تزامنه مع عيد "الفصح" اليهودي، وما صاحبه من إغلاقات إسرائيلية وفرض قيود على وصول الفلسطينيين للمدينة.
ويضيف أن محلات الألبسة والأحذية وألعاب الأطفال تشهد حركة نشطة عشية العيد، ما يزيد من حجم مبيعاتها وينعش اقتصادها، كونها تعاني من أوضاع صعبة، بسبب زيادة الضرائب والمخالفات الباهظة، والإغلاقات المتواصلة، والتي أضعفت القوة الشرائية.
ر ش/أ ك