تصل الفرق الكشفية وأطقم الإسعاف والدفاع المدني ولجان النظام والمتطوعين والحراس والسدنة الليل بالنهار وتعمل كخلية نحل لتوفير الراحة لزوار المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان.
ويتجلى عمل هذه القطاعات خلال أيام الجمعة من شهر رمضان، في خدمة الصائمين وتسهيل دخولهم إلى المسجد وخروجهم والحفاظ على راحتهم وصحتهم وسلامتهم وحمايتهم من أي أذى، بسبب الأعداد الضخمة للمصلين الوافدين للمسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، والتي بلغت أمس ربع مليون مصل.
ويعمل آلاف المتطوعين على فرض النظام في ساحات المسجد الأقصى وصحن قبة الصخرة وبوائك المسجد، من أجل منع الاختلاط بين الرجال والنساء والحفاظ على النظام والنظافة ومساعدة المرضى وتوفير الراحة لهم.
ومن ضمن المتطوعين الذين يخدمون الصائمين بالمسجد الأقصى مفوضية كشافة محافظة القدس التابعة لجمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية، من خلال مشروع خدمة الصائمين في المسجد، بالتعاون والتنسيق مع دائرة الأوقاف الإسلامية.
رئيس مفوضية كشافة محافظة القدس ومدير مشروع خدمة الصائمين في المسجد الأقصى ماهر محيسن، يقول لوكالة "صفا": "تعمل الفرق الكشفية في خدمة الصائمين في المسجد الأقصى منذ50 عامًا كالجندي المجهول، وتعتبر ثاني أكبر مشروع على مستوى الوطن العربي، والأول هو خدمة الحجاج في مكة المكرمة".
ويوضح أن نحو 800 كشفي من بينهم 300 من الضفة الغربية يعملون أيام الجمعة في شهر رمضان بخدمة الصائمين وتوفير الحماية لهم وتسهيل دخولهم للمسجد وخروجهم منه، بهدف ترسيخ العمل الطوعي داخل الأقصى، وتشجيع الفرق الكشفية من مختلف الأعمار على تقديم الخدمة للصائم والعمل على راحته.
ويلفت محيسن إلى أن الفرق الكشفية ترتدي زيًا بنفسجيًا موحدًا هذا العام، ويتوزعون على 6 قطاعات من بينها أسوار المسجد الأقصى لحماية الصائمين من السقوط عنها، والحفاظ على النظافة والطهارة في الأحراش الشجرية داخل المسجد.
ويشير إلى أن نحو 450 كشفيًا ومرشدة يتوزعون حول البوائك وفي صحن قبة الصخرة، يعملون على عدم حدوث اختلاط بين الرجال والنساء والحفاظ على النظام والنظافة والمساعدة في تأمين الأطفال الضائعين لعائلاتهم والحفاظ على ممتلكات المسجد والمصلين.
وتعمل الفرق الكشفية حواجز بشرية عند بوابات المسجد الأقصى لدخول وخروج المصلين بسلام وأمان خلال توافدهم للمسجد لأداء صلاة الجمعة، بالإضافة إلى عملهم على توفير طرق ومسارات في ساحات المسجد لمساعدة المصلين على المرور إلى كافة أركان المسجد، ومساعدة طواقم الإسعاف على نقل المرضى.
الطواقم الطبية
كما ينتشر في محيط المسجد الأقصى وساحاته وصحن قبة الصخرة، عددًا من خيام الطواقم الطبية والإسعاف من أجل تقديم العلاج والاسعافات للمصلين بأسرع وقت، ونقل من يحتاج لعلاج في المستشفيات.
وتعمل طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس على تقديم الإسعاف الأولي للمصلين في ثلاث عيادات ميدانية، أقيمت على صحن قبة الصخرة وباحات المسجد الأقصى.
ونشرت جمعية الهلال نحو 130 مسعفًا ومتطوعًا في باحات المسجد الأقصى ومحيطه والبلدة القديمة، لتقديم خدماتهم الإسعافية والإنسانية للمصلين المتوجهين للصلاة في المسجد الأقصى، بالإضافة إلى تواجد سيارات إسعاف صغيرة داخل أزقة البلدة القديمة تعمل على نقل الحالات المرضية من البلدة والمسجد إلى سيارات الإسعاف.
المسعف عبد المجيد طه من جمعية الأمل للخدمات الصحية يقول لوكالة "صفا": "نحن متواجدون منذ بداية شهر رمضان لتقديم خدمات الإسعاف لزوار المسجد الأقصى، في أيام الجمعة وبعض ليالي رمضان خلال الاعتكاف والسحور".
بينما يؤكد المتطوع في جمعية الإغاثة الطبية أسامة مخيمر أن "واجبنا العمل على تقديم خدمات الإسعاف للمصلين في المسجد الأقصى المبارك، وخاصة في شهر رمضان".
فرق النظام
وينتشر في باحات المسجد الأقصى وصحن قبة الصخرة العشرات من فرق النظام التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية وفتيات المسجد الأقصى، الذين يعملون على فرض النظام بين المصلين خلال توافدهم للمسجد وأداء صلاة الجمعة.
ضابطة في لجنة نظام فتيات المسجد الأقصى آية عمرو تقول: "نعمل على فتح مسارات وتأمينها للجان الإسعاف للتمكن من التنقل بأمان بين المصلين".
وتشير إلى أن أعداد ضخمة توافدت للمسجد أمس الجمعة، وتجاوز عددهن أمس الجمعة 150 فتاة، وطوال الشهر 400 فتاة تواجدن في صحن قبة الصخرة، بمجهود تطوعي بحت من فتيات مقدسيات في شهر رمضان.
وتبيّن عمرو أن عملهن يعتبر بمثابة التحدي لهن، ويهيئن أنفسهن له ضمن خطة يضعنها كل عام في ظل الأعداد الكبيرة، تتمثل في فتح مسارات للجان للتنقل بأمان بين صفوف النساء، وتسهيل دخول وخروج النساء إلى مسجد قبة الصخرة بشكل منظم وبأقل ضرر وحالات اختناق نتيجة الضغط بسبب الأعداد الكبيرة.
وبلغ أعداد المصلين الوافدين للمسجد الأقصى خلال أيام الجمعة الأربعة في شهر رمضان نحو 730 ألف مصل.