يجتهد المسلمون في العشر الأواخر من رمضان بطرق عدة في العبادات بغية الفوز بفضل ليلة القدر، وطلب العفو والعتق من النار، وبالإشارة إلى ليلة القدر فإن الأفراد يتبارون في تأدية العبادات من صوم وصلاة وقراءة قرآن وقيام الليل، وورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن هناك 5 فضائل لقيام الليل.
روى الطبراني، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم – قال: «عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد».
كما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ فَيَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ».
وخلال العشر الأواخر يتسائل البعض حول إجازة قيام الليل عقب الانتهاء من التراويح، ووفقا لما ذكرته لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية فإن الأصل تأخير الوتر ليكون خاتمة صلاة الليل، لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا".
طريقة صلاة القيام في رمضان
صلاة قيام الليل مثل أي صلاة تتطلب وجود النية والطهارة لكنها ليست مثل صلاة الظهر أو العصر،وللتوضيح أكثر عن كيفية صلاة قيام الليل بالتفصيل فهي كالتالي:-
صلاة قيام الليل لا يشترط لها عدد محدد من الركعات بشرط أن لا تقل عن ركعتين.
وفي حالة كنت ترغب بقيام الليل بأكثر من ركعتين فتكون مثنى مثنى أي ركعتين ركعتين حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
“صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ. فقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قالَ: أنْ تُسَلِّمَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ).
وقال أيضاً:-“أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ تعالَى عليه وسلم قال: صلاةُ الليلِ والنهارِ مثنَى مثنَى“.
بعد ذلك أن تُكمل الصلاة كالمعتاد لكن كما قلنا تكون ركعتين وتسلم ثم ركعتين وتسلم.
أن تختم صلاة قيام الليل بالوتر حيث جاء في صحيح البخاريّ أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم-قال”اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا”
الإطالة في السجود وعدم التعجل في الصلاة كما فعل رسول الله-صلى الله عليه وسلم- حيث قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُصَلِّي إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، كَانَتْ تِلكَ صَلَاتَهُ – تَعْنِي باللَّيْلِ – فَيَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِن ذلكَ قَدْرَ ما يَقْرَأُ أحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أنْ يَرْفَعَ رَأْسَة”.
ولم يتم ذكر آيات محددة أو سور محددة في القرآن الكريم يُصلي بها المسلم صلاة قيام الليل، فعند رغبتك بصلاة قيام الليل فاقرأ ما تيسر لك من القرآن وإن كنت لا تحفظ شيء من السور الطويلة، فاقرأ من السور القصيرة.
فضل صلاة قيام الليل
عند الحديث عن فضل صلاة قيام الليل لن نتحدث بشكل سردي أو إنشائي لكن سنتحدث من القرآن والسنة، حيث قال الله عزوجل:-
“تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون”
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن في الليل لساعةً لا يوافقها رجلٌ مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلةٍ)
وقال عمرو بن العاص رضي الله عنه: (ركعة بالليل أفضل من عشر بالنهار”
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل. وما رواه الترمذي.
“إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ءَاخِذِينَ مَا ءَاتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون”
وقال صلى الله عليه وسلم: نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل، فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلاً. متفق عليه.
قال الله تعالى ‘وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا”
عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:-“أفضلُ الصَّلاةِ بعدَ الصَّلاةِ المكتوبةِ الصلاةُ في جوفِ الليلِ”