web site counter

"أمنيًا وداخليًا واقتصاديًا"

ضابط إسرائيلي كبير: نحن في خطر

القدس المحتلة - ترجمة صفا

شن ضابط إسرائيلي كبير سابق في تشكيلات الاحتياط هجومًا شديد اللهجة على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب التدهور الأمني الأخير وتفضيله الأجندة الحزبية على الأمن القومي.

وقال قائد شعبة الاستخبارات السابق "تامير هايمن" والذي شغل مهام منصبه خلال فترة ولاية نتنياهو السابقة رئيسًا للوزراء، وفق ترجمة وكالة "صفا"، إنه لا يثق بتصرفات رئيس الوزراء أو الاعتبارات التي يصدر قراراته الأمنية بناءً عليها.

وذكرت صحيفة "زمان إسرائيل" أن هايمن عمل 3 سنوات بالتزامن مع رئاسة نتنياهو للحكومة بين عامي 2018-2021 وتعرف عليه عن قرب خلال أصعب اللحظات الأمنية ولحظات اتخاذ القرار، حيث كان من المقربين من نتنياهو حتى الانتخابات الأخيرة؛ إلا أنه انقلب عليه مؤخرًا في ظل أسلوب إدارته للحكومة الجديدة.

وقال "هايمن" الذي يشغل اليوم منصب مدير أهم المراكز الأمنية للأبحاث إنه لا يثق بقرارات نتنياهو وخلفياتها وخاصة قراره بإقالة وزير الجيش يوآف جالانت، بالإضافة لتعاطيه مع التحديات الأمنية في هذه الأيام.

وأضاف "لا أثق بخلفيات القرارات الأمنية التي يتخذها؛ فوزير جيش مع وقف التنفيذ لا يخدم أحداً وخاصة في الوضع الأمني الحالي، ولا يوجد لدي تفسير منطقي لذلك، فالإقالة خطوة غير مسئولة وغير ذكية وتزيد من فرصة التشرذم الداخلي".

وعزا "هايمن" تصرفات نتنياهو إلى سببين افتراضيين؛ الأول: أن نتنياهو غير عقلاني في تصرفاته وأن هذا يفسر كل ما فعله مؤخرًا، أما الفرضية الثانية فتكمن في إمكانية وجود شيء مهم جداً لنتنياهو يسعى لتحقيقه ومستعد لتحمل كل شيء بما في ذلك الحرج السياسي وحالة عدم الاستقرار الداخلي والأزمة الاقتصادية والتدهور الأمني لأجله، وعندما انظر إلى الانقلاب القضائي لا أجده يبرر كل هذه الأثمان".

ضعف على جميع المستويات

ويرى "هايمن" أن حالة من الضعف والهشاشة تعصف بالكيان من جميع النواحي؛ سواءً الأمن الوطني أو الوحدة الداخلية والاقتصاد والعلاقات مع الولايات المتحدة، بالإضافة لانقسام الجيش ما بين نظامي واحتياط.

وقال: "كل واحدة من هذه المكونة تم إضعافها بشكل متطرف وبخطوات بعيدة المدى وسيكون من الصعب إصلاح ذلك بسهولة، فلا يوجد شيء يستحق كل هذه الخسائر ولا يوجد لدي تفسير منطقي ولذلك فأنا قلق جداً".

ولفت "هايمن" إلى أن أكثر ما يؤرقه هو وضع الجيش بعد أزمة التعديلات القضائية التي أحدثت شرخاً داخله، قائلاً: "على مستوى الجيش فنحن قريبون جداً من نقطة اللاعودة، فالشرخ سيستمر والهوة الداخلية آخذة في الاتساع، هذه صدمة ستستمر لفترة طويلة من الوقت، والتوتر بين الجيش النظامي والاحتياطي تسبب بضرر سيستغرق وقتاً طويلاً لإصلاحه".

وواصل "ربما سيبقى الجيش ولكن ليس كما كان، فمن حيث المبدأ لم نكن بحاجة لهذا الإصلاح القضائي لنفهم عمق الشرخ الداخلي، وما حصل هنا الآن عبارة عن نقطة اللاعودة في العلاقات الداخلية".

وتطرق إلى الدعم الأمريكي والتوتر الأخير بين نتنياهو وإدارة الرئيس جو بايدن، قائلاً إنه يخشى من فقدان الغطاء الأمريكي خلال الفترة القادمة، وأن السبب ليس فقط تصرفات نتنياهو؛ بل على ضوء تغييرات داخلية في واشنطن، إلا أن ما حصل مؤخراً سرّع هذه التغييرات.

تآكل الردع العسكري

وحول التصعيد الأمني الأخير على عدة جبهات، يعتقد "هايمن" أن قوة الردع "تزحف ببطء" خلال هذه الفترة، مشيرًا إلى أنه لو رغب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بالحرب لأطلق صاروخاً دقيقاً واحداً تجاه هدف على "إسرائيل"، لافتاً إلى أن الحزب لا يسعى للحرب في هذه الفترة وأرسل فلسطينياً ليفجر عبوة ناسفة قرب مجدو لنفسر ذلك على أنها عملية فلسطينية، على حد تعبيره.

ومع ذلك، أشار "هايمن" إلى أن حزب الله كان يعلم من البداية إمكانية وقوع قتلى في عملية تفجير العبوة، ومع ذلك أمر بتفجيرها؛ ما يعني أن الحزب يمتلك ثقة عالية في النفس وتآكلاً لقوة الردع الإسرائيلية التي تحتاج إلى ترميم.

واختتم الضابط السابق حديثه بالتأكيد على الارتباط الوثيق بين الأزمة الداخلية وطرق اتخاذ القرار في المسائل الأمنية، لافتاً إلى أن الأزمة الداخلية تلقي بظلالها على حرية عمل الجيش والأجهزة الأمنية.

وقال: "هذا يقلص الهامش الاستراتيجي لاتخاذ القرارات، فجميع الاعتبارات تكون نابعة من ذات السياق، فعلى سبيل المثال عملية الرد على اختراق الطائرة الإيرانية للحدود الشمالية جاءت في سياق الرغبة بعدم الانجرار لمواجهة كبيرة على خلفية تفجر الأوضاع في الأقصى، وإلى جانب ذلك أمور سخيفة حول القرابين في المسجد الأقصى والأوضاع في الساحة الفلسطينية".

ع ص/أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام