أعلنت مجموعات "عرين الأسود" في نابلس فجر الأحد عن تصفية عميل للاحتلال الإسرائيلي ساعد باغتيال خمسة من المقاومين، بينهم مؤسس المجموعات محمد العزيزي العام الماضي.
وانتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي تسجيل مصور من خمس دقائق يظهر فيه الشاب (زهير.غ) وهو يدلي باعترافاته حول تورطه بالعمل لحساب مخابرات الاحتلال.
وكشف العميل عن قيامه بجمع معلومات ساعدت في اغتيال الشهداء محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح وأدهم مبروكة "الشيشاني" ومحمد الدخيل وأشرف المبسلط.
وكان مقاومون من "عرين الأسود" أطلقوا النار على العميل مساء السبت في حارة الياسمينة بالبلدة القديمة ما تسبب بإصابته بجراح خطيرة في ساقيه، وترددت معلومات لم يتسن التأكد منها عن مقتله متأثرًا بجراحه.
وقالت "عرين الأسود" في بيان لها إنها ستوضح للرأي العام كل ما يلزم في حينه موثقاً توثيقاً دقيقاً بعد استيفاء بعض الإِجراءات الأمنية.
ووجهت رسالة جاء فيها: "لكل خائن باع دينه وضميره وشرفه وطنه، لقد كُشفَ أمركم وظهرت سوءتكم، ونحن نتابعكم في أماكن تواجدكم ولن يحميكم أحد ولو تحصنتم أينما كنتم".
وشهد ميدان الشهداء انتشارًا مكثفا لأجهزة أمن السلطة عقب الكشف عن تصفية العميل، ووقعت مناوشات بينهم وبين المواطنين الذين تجمعوا داخل البلدة القديمة مرددين هتافات مناوئة للسلطة.
ولقي نبأ تصفية العميل ترحيبًا واسعًا في صفوف المواطنين خاصة ذوي الشهداء، والذين عبروا من خلال منشوراتهم عن ترحيبهم وارتياحهم لتصفيته ليكون عبرة لغيره.
وكشف العميل في اعترافاته أن ارتباطه بالاحتلال جاء عن طريق عميل آخر بعد أن أسقطه بفيديو أخلاقي فاضح وهو يمارس الشذوذ الجنسي معه.
وقال: "طلبوا مني التوجه لمقابلة المخابرات في معسكر حوارة، وهناك قابلت الضابط أنور الذي كلفني بأول مهمة".
وأضاف: "طلب مني رصد تحركات الشيشاني ومن معه، وبالفعل رصدته أكثر من مرة آخرها بجانب الجامع الكبير، وكافأني الضابط أنور على ذلك بكروز دخان".
وأوضح أنه بعد فترة، كلفه الضابط أنور بمهمة ثانية وهي رصد بيت العزيزي في حارة الياسمينة ومراقبة باب البيت والنوافذ وكاميرات المراقبة، وقد قام بهذه المهمة عدة مرات على مدار أسبوعين.
وبين أن العميل الثاني اتصل به وطلب منه المجيء للعمل في الداخل المحتل، لكنه بدلاً من ذلك اصطحبه إلى معسكر حوارة وهناك أخبر بوجود عملية هدفها اغتيال العزيزي وصبح.
وأضاف أنهم ألبسوه زي الجنود واصطحبوه مع القوة الخاصة التي تسللت إلى أطراف حارة الياسمينة بشاحنة تبريد ليلة اغتيال العزيزي وصبح.
وعند وصول القوة لحارة الياسمينة كانت مهمة (زهير.غ) تحديد منزل العزيزي الذي كان يتواجد بداخله عدد من المقاومين، ثم أعيد إلى جيب عسكري إلى حين انتهاء الاشتباكات، ثم اقتيد إلى داخل المنزل لتشخيص هوية الشهداء.
وطلب منه الجنود كذلك تفتيش المنزل، ثم أعطوه فوّهات بنادق وجهاز هوائي عثروا عليها في المنزل لينقلها إلى الجيب، وغادر معهم إلى معسكر حوارة.
وأوضح أنه حصل على مكافأة مالية لقاء هذه المهمة قدرها 500 شيكل وعبوة سجائر.
ويتضح أن هناك تسجيلات أخرى سيتم نشرها لاحقًا تتضمن اعترافات أخرى لهذا العميل.
يذكر أن الشيشاني والدخيل والمبسلط استشهدوا في عملية اغتيال نفذتها قوة خاصة بمدينة نابلس في الثامن من شباط/ فبراير 2022.
فيما استشهد العزيزي وصبح في 24/7/2022 بعد اشتباك مسلح استمر لعدة ساعات مع قوات الاحتلال التي حاصرت منزل العزيزي الذي كان بداخله مجموعة من المقاومين أبرزهم مصعب اشتية المعتقل حاليا لدى أجهزة أمن السلطة.