يوافق يوم الأحد، الذكرى الـ75 لمذبحة دير ياسين، التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق أهالي القرية الواقعة غربي القدس المحتلة، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى الفلسطينيين من النساء والأطفال والشيوخ.
ويعود تاريخ ارتكاب المذبحة إلى فجر التاسع من أبريل/نيسان عام 1948، حين اقتحم مسلحون يهود من منظمتي "الأرجون وشتيرن" الإرهابيتين الصهيونيتين قرية دير ياسين، وشنوا هجومًا عليها، بدعم من عصابات ومنظمات "البالماخ والهاغاناه" الصهيونية الإرهابية.
وتوقع المهاجمون أن يفزع الأهالي من الهجوم ويبادروا إلى الفرار من القرية، وهو السبب الرئيس من الهجوم كي يتسنّى لليهود الاستيلاء على القرية وبدء سلسلة تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
جريمة بشعة
وانقضّ المهاجمون اليهود على القرية تتقدمهم سيارة مصفّحة، لكنهم فوجئوا بنيران مقاومين فلسطينيين في حينه والذي لم يكن في حسبانهم، فسقط 4 قتلى يهود وأصيب 32، حيث طلب بعد ذلك المهاجمون المساعدة من قيادة (الهاجاناه) في القدس وجاءت التعزيزات.
وتمكّن المهاجمون اليهود من استعادة جرحاهم، ثم واصلوا هجومهم على القرية وقتلوا أهاليها دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة أو شيخ، في أبشع تجسيد لممارسة العصابات الصهيونية الإرهابية، لسياسة التطهير العرقي بحق الفلسطينيين خلال أحداث النكبة.
ولم تكتف العناصر اليهودية المسلحة من إراقة الدماء في القرية، بل أخذوا عددًا من القرويين الأحياء بالسيارات واستعرضوهم في شوارع الأحياء اليهودية وسط هتافات اليهود، ثم العودة بالضحايا إلى قرية دير ياسين وتم انتهاك جميع المواثيق والأعراف الدولية حيث جرت أبشع أنواع التعذيب.
واقتيد نحو 25 من رجال القرية داخل حافلات وطافوا بهم شوارع القدس كما كانت تفعل الجيوش الرومانية قديما، ثم أعدموهم رميًا بالرصاص.
وشهدت المجزرة دعمًا من قوّات "البالماح" في أحد المعسكرات بالقرب من القدس، للإرهابيّن، حيث قصفت "البالماح" قرية دير ياسين بمدافع الهاون لتسهيل مهمّة العصابات المهاجمة.
وأسفرت مذبحة دير ياسين عن سقوط عدد كبير من الفلسطينيين، قدرتهم مصادر عربية وفلسطينية بين 250 إلى360 شهيدًا من النساء والأطفال والشيوخ.
ومنعت الجماعات اليهودية، في ذلك الوقت، المؤسسات الدولية، بما فيها الصليب الأحمر، من الوصول إلى موقع الجريمة للوقوف على ما حدث على أرض الواقع.
عامل هجرة
وشكلت مجزرة دير ياسين عاملًا مهمًّا في هجرة آلاف الفلسطينيين الذين لم يكونوا يمتلكوا إلا القليل جدًا من السلاح في حينه للهجرة لأماكن أخرى في فلسطين ودول عربية مجاورة.
واستثمرت العصابات الإسرائيلية المجزرة لبث الرعب في سكان القرى الفلسطينية المجاورة، حيث هاجر الكثيرون إلى بلدات عربية مجاورة، كما أدت إلى تأليب الرأي العام العربي ضد الاحتلال، وتشكيل الجيش الذي خاض حرب عام 1948.
وبعد نحو عام من ارتكاب المجزرة، أقامت قوات الاحتلال احتفالات بالقرية المنكوبة حضرها أعضاء الحكومة الإسرائيلية، وحاخامات اليهود، لتخليد سقوط دير ياسين في أيدي الاحتلال.
وفي سنة 1980، أعاد الاحتلال الإسرائيلي البناء فوق المباني الأصلية للقرية، وأطلق أسماء العصابات الإسرائيلية (الأرغون وإتسل والبالماخ والهاغاناه) على أماكن فيها.
وتأتي هذه الذكرى الأليمة، فيما تواصل سلطات الاحتلال ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، بالإضافة إلى الاستيلاء على أراضيه وتهويد مدينة القدس، وهدم البيوت، وتكثيف الاستيطان، دون توقف أو أي رادع دولي لها ووضع حد لاستمرار اعتداءاتها.