مع اقتراب "عيد الفصح" العبري، حولت شرطة الاحتلال الإسرائيلي مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية، ونشرت الآلاف من عناصرها ووحداتها الخاصة وقوات "حرس الحدود" في محيط المسجد الأقصى المبارك، والبلدة القديمة.
وعززت شرطة الاحتلال من انتشارها الأمني في المدينة المقدسة، ونصبت الحواجز العسكرية والمتاريس الحديدية عند مداخل البلدة القديمة ومحيط الأقصى، لتأمين اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد المبارك خلال "عيد الفصح".
وتأتي هذه الإجراءات المشددة، فيما تواصل "جماعات الهيكل" المزعوم تعبئة جمهورها من المستوطنين لمحاولة فرض "قربان الفصح" داخل المسجد الأقصى مساء غد الأربعاء.
في المقابل، يستعد المقدسيون للتصدي لأي محاولة إسرائيلية لـ"تقديم وذبح القرابين" داخل الأقصى، عبر تكثيف الرباط وشد الرحال للمسجد بدءًا من الليلة، من أجل حمايته والدفاع عنه.
ودعت شخصيات مقدسية وفلسطينية إلى تكثيف الاعتكاف والرباط في المسجد الأقصى، لصد مخططات المستوطنين ونيتهم "ذبح القرابين" في ساحاته.
"عسكرة القدس"
الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول إن سلطات الاحتلال حولت المدينة المقدسة إلى ثكنة عسكرية، وشددت من إجراءاتها الأمنية في محيط الأقصى والبلدة القديمة وبلدة سلوان وباب العامود بصورة كبيرة، وضاعفت من أعداد الشرطة المنتشرين بأنحاء المدينة.
ويضيف أبو دياب، في حديث لوكالة "صفا"، "رغم التعزيزات الأمنية وقيود الاحتلال، إلا أننا بدأنا نلمس في الأيام الأخيرة تواجدًا غير مسبوق للمصلين الفلسطينيين داخل الأقصى، وغدًا سيشهد المسجد تضاعف في أعداد المتواجدين، في ظل الخطر الحقيقي الذي يتهدده".
ويوضح أن هناك استعدادات مقدسية وفلسطينية للدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته والحفاظ عليه، وصد أي محاولة من المستوطنين لـ"ذبح القرابين" داخله.
ويتابع "لن يجرؤ الاحتلال على السماح للمستوطنين بتقديم أو ذبح القرابين داخل الأقصى، في ظل تواجد الأعداد الكبيرة للمصلين الفلسطينيين، وأيضًا خشيةً من انفجار الأوضاع ليس بالقدس وحدها، بل في كل فلسطين، والمنطقة بأسرها".
رسالة للاحتلال
ويؤكد أبو دياب أن التواجد الفلسطيني المكثف أرسل رسالة واضحة للاحتلال مفادها بأنهم" لن يسمحوا للمستوطنين باقتحام الأقصى وتقديم قرابينهم داخله، وسنتصدى بكل قوة لهم، وسنفشل كل ما يخططون له".
ويشير الباحث المقدسي إلى أن سلطات الاحتلال تحاول إبعاد العشرات من المقدسيين عن الأقصى، عشية "عيد الفصح"، بالإضافة إلى استدعاء آخرين للتحقيق، في محاولة لتخفيف أي توتر قد يحدث ومنع التصعيد.
ولم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى، بل تصاعدت وتيرتها خلال شهر رمضان المبارك، من خلال اقتحام عناصر شرطة الاحتلال المسجد، وإجبار المعتكفين في المصلى القبلي على إخلائه بالقوة، في محاولة لمنع الاعتكاف.
ودائمًا ما تستبق سلطات الاحتلال الأعياد اليهودية بحملة اعتقالات واستدعاءات واسعة تطال عشرات الشبان والنشطاء المقدسيين، بالإضافة إلى إصدار قرارات إبعاد عن الأقصى، في محاولة لتهيئة الأجواء للمستوطنين لاستباحة المسجد وتدنيسه دون أي قيود.
وتشكل الأعياد اليهودية وبالًا وخطرًا على القدس والأقصى، وتُحول حياة المقدسيين إلى "جحيم"، بسبب إجراءات الاحتلال المشددة، والتي تُضيق الخناق على حركتهم، وتُرهق اقتصادهم، بفعل الإغلاقات والتشديدات العسكرية.
ولمواجهة الاقتحامات، أطلق ناشطون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "برباطك تحميه"، لتكثيف الرباط والاعتكاف الليلة القادمة في المسجد الأقصى، حتى ظهر الأربعاء، لإفشال مخططات المستوطنين.
ودعت حملة "الفجر العظيم" للحشد والمشاركة وشد الرحال للمسجد الليلة، ردًا على دعوات اقتحام الأقصى و"ذبح القرابين" فيه.
وتُصر الجماعات المتطرفة على إحياء طقوس "القربان" داخل المسجد الأقصى، كونها تشكل إحياءً لـ"الهيكل" المزعوم، ودعت أنصارها إلى إحضار قرابينهم الحيوانية والتجمع مساء الأربعاء عند أبواب الأقصى.