مع اشتداد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في أيام شهر رمضان، والتهديدات باقتحامه خلال الأعياد اليهودية نهاية الأسبوع الجاري، يسارع مواطنون وناشطون إلى شد الرحال والاعتكاف اليومي فيه.
وللعام الثاني على التوالي يسيّر مبادرون وهيئات ومتطوعون الحافلات من مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة إلى مدينة القدس من أجل عمارة الأقصى والرباط فيه.
ورغم حالات التضييق غير المسبوقة وعرقلة الاحتلال لوصول المواطنين للأقصى، إلا أن ناشطين ومتطوعين يحثون الخطى باتجاه حشد أكبر عدد ممكن للتواجد في الأقصى من أجل الصلاة والاعتكاف.
وعن ذلك، يقول الشيخ بسام حماد: "مع فجر كل يوم جمعة يتم تسيير حافلات كبيرة وصغيرة باتجاه حواجز الاحتلال، من أجل التوجه باكرًا إلى المسجد الأقصى، ويتم ذلك بالتجمع في بلدة سلواد شرق رام الله".
ويضيف حماد لوكالة "صفا" أن تسيير الحافلات من خلال تبرعات من أصحاب الخير، بتسيير قوافل على نفقتهم الخاصة، بحيث يتم نقل المواطنين من مختلف البلدات بشكل يسير وسريع صوب حواجز الاحتلال، كي يتوجهوا للصلاة والاعتكاف في الأقصى.
ويشير إلى أن نقل المواطنين بصورة مباشرة يخفف عنهم التوجه إلى مراكز المدن والتنقل بعدة محطات، الأمر الذي يختصر الوقت ويساعد في نقل أكبر عدد من المصلين بشكل أسرع، في ظل التعقيدات التي يفرضها الاحتلال.
ويؤكد حماد أن الخطوة لاقت حافزا وتشجيعا للمواطنين في الذهاب للأقصى، وأسهمت في إقبال الناس برغبة وشغف، جراء تسهيل تنقلهم بصورة مباشرة وتوفر وسائل المواصلات بصورة مجانية.
ضرورة ملحة
بينما تقول الناشطة إباء شريدة، إن الأقصى بحاجة دائمة إلى رواده، وبحاجة إلى من يعمره ويستمر بالتواجد في أروقته وساحاته، وتحديدا خلال شهر رمضان.
وتوضح شريدة لـ"صفا" أن حملة مسير الأقصى الثانية عززت من قناعة الكثير من المواطنين بضرورة التوجه للأقصى والاعتكاف فيه، في ظل الهجمة الشرسة والمتصاعدة على المسجد من قبل عصابات المستوطنين.
وترى شريده أنه من المستهجن والدخيل ألا يكون اعتكاف طوال شهر رمضان، وأن على الجميع الوقوف بوجه الاحتلال وفرض الاعتكاف طوال الشهر، من خلال وصول أكبر عدد من المواطنين وحشدهم داخل المسجد، بحيث لا يستطيع الاحتلال إفراغه وفتح المجال لاقتحامات المستوطنين التي ازدادت عشرة أضعف خلال سنوات قليلة.
وتؤكد أن حملات الحشد وتسيير الحافلات وتجميع المواطنين والاعتكاف، من شأنها وقف محاولات تقسيم الأقصى الزمانية والمكانية وفرض واقع مغاير لإرادة الاحتلال، كما حصل في معركة البوابات ومصلى باب الرحمة.
وتوجه شريدة رسالة بضرورة تحرك الجميع وشد الرحال للأقصى وحشد الطاقات لكسر مخططات الاحتلال ومستوطنيه وتحديدا خلال الأيام القادمة، وضرورة التصدي لما قد يقدم عليه المستوطنون من إقامة أعيادهم داخل الأقصى.