رغم محاولات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة لإنهاء الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك، إلا أن المرابطين أصروا على فرضه بالقوة، متحدين بصمودهم وثباتهم قرار الاحتلال.
وحاولت شرطة الاحتلال، الليلة الماضية، ترهيب المعتكفين وإخراجهم بالقوة من المصلى القبلي، بعدما اقتحمت المسجد الأقصى وشرعت بالطرق على أبواب المصلى، إلا أن المعتكفين أغلقوا الأبواب من الداخل، وواصلوا صلاة التهجد والقيام.
وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي، بعض المعتكفين وهم يتناولون الحلوى، ابتهاجًا بنجاحهم في مواصلة الاعتكاف داخل الأقصى، وكسر قرار شرطة الاحتلال التي حاولت إفراغهم منه.
وأعلن المرابطون في الأقصى عن فتح باب الاعتكاف ابتداءً من ليلة الأحد حتى نهاية شهر رمضان المبارك، من أجل التصدي لاقتحامات المستوطنين وللعدوان الأكبر على المسجد خلال "عيد الفصح" العبري الذي يبدأ في السادس من أبريل الجاري.
ومنذ بداية رمضان، وشرطة الاحتلال تحاول بشتى الوسائل إنهاء الاعتكاف بالأقصى، من خلال إخراج المعتكفين بالقوة من المصلى القبلي واعتقال بعضهم، وإبعادهم عن المسجد، وإعلاق أبوابه بعد انتهاء صلاة التراويح.
ويسعى الاحتلال لإنهاء الاعتكاف في المسجد الأقصى بالقوة، كونه يشكل رادعًا للمستوطنين ويُعيق اقتحاماتهم، ومحاولاتهم لإدخال "القرابين" للمسجد.
"سنواصل رباطنا"
المرابط المقدسي عبد الغني العمري يقول: إن" المسجد الأقصى يعيش حربًا إسرائيلية تعتبر الأقسى والأعتى في تاريخ الإنسانية والبشرية، يستعمل الاحتلال فيها كل وسائله من عدوان وظلم وتخريب وإعاقة لاستهداف المسجد".
ويوضح العمري، في حديث لوكالة "صفا"، أن الأقصى هو مسجد إسلامي رباني خالص منذ حادثة الإسراء والمعراج، وليس لليهود أي حق فيه.
ويضيف: "نحن كمرابطين نقف بقوة الله وعزته ضد مخططات الاحتلال واقتحامات مستوطنيه، ونُرابط في الأقصى، رغم التضييق والاعتداء الإسرائيلي، لأن الرباط هو أعظم عبادة، وسنواصل رباطنا والتصدي لكل المحاولات الفاشية لتدنيسه وانتهاك حرمته".
ويؤكد أن المسجد الأقصى في هذه المرحلة الصعبة، وما يعانيه من أخطار حقيقيه، بحاجة ماسة لرواده ومرابطيه ولكل أهل الأقصى، كي يُواصلوا رباطهم ويتصدون للاقتحامات المتوقعة خلال "عيد الفصح" العبري، ولحمايته والمحافظة عليه.
ويتابع "مصرون بصمودنا وثباتنا على إفشال مخططات الجماعات المتطرفة، وحماية مسجدنا"، موجهًا نداءً لكل من يستطيع الوصول للأقصى بضرورة شد الرحال إليه والرباط فيه لحمايته من هؤلاء المتطرفين اليهود الذين يهددون بتدنيسه عبر اقتحامه وإقامة شعائرهم المبتدعة، وتحويله لكنيس يهودي".
فرض الاعتكاف
وأما المرابطة المقدسية المعبدة عن الأقصى عايدة الصيداوي فتقول إن الاحتلال يخشى من تواجد أعداد كبيرة في المسجد الأقصى، لذلك يحاول منع الاعتكاف وإخراج المعتكفين بالقوة من المسجد، لتأمين اقتحامات المستوطنين.
وتوضح الصيداوي، في حديث لوكالة "صفا"، أن الاحتلال لا يريد أي تجمعات فلسطينية داخل الأقصى، خشيةً على المستوطنين الذين يقتحمون المسجد باستمرار، ويخططون لتنفيذ اقتحامات جماعية خلال الأيام المقبلة.
وتضيف أن "المرابطين لا يمتلكون أي سلاح أو قنابل ولا أدوات حادة، بل سلاحهم قرآنهم الكريم، ويجب على كل مسلم الدفاع عن المسجد الأقصى في مواجهة مخططات الاحتلال، لأن الرباط فرض عين على كل مسلم".
وتؤكد أن المقدسيين والمرابطين هم خط الدفاع الأول عن الأقصى، ولن يتخلوا عنه مهما كلفهم من ثمن، بل سيتصدون بكل قوة لاقتحامات ومخططات المستوطنين.
وتناشد الصيداوي، الجميع لشد الرحال للمسجد الأقصى وتثيبت الاعتكاف، لمواجهة الأخطار المحدقة فيه، والدفاع عنه، لأن الأقصى عقيدة وأمانة في أعناق كل المسلمين.
حجر عثرة
ويقول المختص في شؤون القدس جمال عمرو: إن "الاحتلال لديه مخططات إجرامية تجاه الأقصى، ويُوظف أعياده ومناسباته الدينية، في تحقيق تلبية رغبات المستوطنين، ومحاولة إدخال القرابين للمسجد".
ويضيف عمرو لوكالة "صفا"، أن المعتكفين يقفون حجر عثرة في وجه الاحتلال، ويُفشلون مخططاته، لذا لابد من تكثيف شد الرحال وزيادة الأعداد بالمسجد لإفشال ما يخططون له.
ويتابع "نحن أمام احتلال فاشي غاضب يتصرف بعنجهية، ولا يريد السماح إطلاقًا للمسلمين بتحقيق إنجاز جديد، عبر فرض الاعتكاف طوال الشهر الفضيل بالأقصى، بل يحاول تدمير هذا الإنجاز، واعتبار المعتكفين فئة محرضة".
ويطالب عمرو، المعتكفين والمرابطين بمزيد من الصمود والثبات، وعدم الانصياع لأوامر الاحتلال، داعيًا الفلسطينيين في الداخل المحتل لأن يكونوا على أهبة الاستعداد وأن ينصروا الأقصى ويفشلوا إدخال و"ذبح القرابين" داخل المسجد.