بدأت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة تنفيذ حملة اعتقالات وإبعادات مكثفة عن المسجد الأقصى المبارك، طالت عشرات المرابطين والمرابطات، كإجراءات استباقية اتخذتها، استعدادًا لما يسمى "عيد الفصح" العبري الذي يبدأ هذا الأسبوع.
وتزداد ممارسات الاحتلال بحق الأقصى ومرابطيه مع اقتراب موسم الأعياد اليهودية، وتكون أكثر ضراوة، بغية تأمين اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد، ومحاولاتهم "ذبح القرابين" في باحاته.
ومنذ بداية رمضان، طالت الاعتقالات والإبعادات عن الأقصى عشرات المرابطين والمرابطات الذين يعمُرون المسجد طيلة الشهر الفضيل، أبرزهم: عايدة الصيداوي، زينة عمرو، صالح الفاخوري، نظام أبو رموز، سماح محاميد، وغيرهم.
تهيئة الأجواء
رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب يقول إن سلطات الاحتلال دائمًا ما تستبق أعيادها بتنفيذ مزيد من الاعتقالات والإبعادات عن المسجد الأقصى بحق المقدسيين والمرابطين.
ويوضح أبو عصب، في حديث لوكالة "صفا"، أن سلطات الاحتلال هيأت الأجواء مُسبقًا، من خلال التحريض على أبناء شعبنا والمقدسيين الذين يترددون على المسجد الأقصى، والتحريض على شهر رمضان المبارك، بهدف تفريغ القدس والأقصى من رواده والمصلين.
ويضيف أن الاحتلال يسابق الزمن من أجل تهويد المكان المقدس، وفرض وقائع جديدة عليه، مؤكدًا أن الشهر الفضيل يُكرس وجود أبناء شعبنا داخل المدينة المقدسة، ويزيد تمسكهم بالأقصى، مما يُفشل المخطط الإسرائيلي.
ولذلك تمارس سلطات الاحتلال-كما يبين أبو عصب- "إجراءات ظالمة تكون أكثر بطشًا وتنكيلًا، في محاولة بائسة لإبعاد المقدسيين عن مدينتهم وأقصاهم".
ويشير إلى أن الاعتقالات والإبعادات لم تتوقف يومًا في مدينة القدس، بل تتصاعد وتيرتها مع حلول الأعياد اليهودية، لإتاحة المجال للمستوطنين لتنفيذ اقتحاماتهم للمسجد المبارك دون أي قيود.
ويوضح أن "أي ضابط شرطة إسرائيلي يستطيع أن يُمارس سياسة الإبعاد بكل سلاسة، حتى إنهم أصبحوا يفرضون على بعض أصحاب المحال التجارية بالقدس إغلاقها لعدة أيام".
ووفق أبو عصب، فإن قوات الاحتلال تتعامل مع المقدسيين أثناء اعتقالهم والتحقيق معهم بطريقة وحشية، وتمارس الظلم والتنكيل الشديد بحقهم، وخلال الأيام الماضية تعرض عدد منهم في معتقل "المسكوبية" غربي القدس للقمع على أيدي قوة خاصة.
ويلفت إلى أن المحامين في هيئة شؤون الأسرى يتابعون هؤلاء المعتقلين، من خلال الترافع عنهم في محاكم الاحتلال وإعطائهم الاستشارات القانونية اللازمة، وكذلك معرفة أوضاعهم داخل السجون ومراكز التحقيق والتوقيف.
تفريغ الأقصى
أما الكاتب المقدسي راسم عبيدات فيوضح أن حملة الاعتقالات والإبعادات عن الأقصى هي خطوة استباقية تندرج في إطار تفريغ الأقصى من المرابطين والمعتكفين، الذين يُشكلون الكتلة الصلبة في إطار التصدي لمخططات "جماعات الهيكل" بإدخال "قرابين الفصح" إلى المسجد.
ويشير عبيدات، في حديثه لوكالة "صفا"، إلى أن سلطات الاحتلال بهذه الإبعادات، تُمهد الطريق أمام اقتحامات المستوطنين للأقصى خلال "عيد الفصح"، ومحاولة إدخال "القرابين الحيوانية" إليه.
ويضيف أن "هذه الإجراءات استفزازية وتنذر بتفجير الأوضاع في الأقصى، خاصة وأن شهر رمضان ترافق مع حملة إسرائيلية مسعورة لشيطنته، ووصمه بالتطرف والإرهاب".
ويبين أن استهداف الجماعات المتطرفة للأقصى ومحاولتهم إدخال القرابين قائم منذ عشر سنوات، وعملت خلال سنوات ماضية على تنفيذ هذا الطقس التلمودي في بلدة لفتا المهجرة والبلدة القديمة وبلدة الطور.
خطوة خطيرة
ويقول المحامي المقدسي مدحت ديبة إن سلطات الاحتلال تتعمد قبيل "عيد الفصح" اعتقال العديد من الشبان المؤثرين في القدس، بسبب "أمر احترازي" لمدة أربعة أيام، ليتم الادعاء فيما بعد أمام قاضي المحكمة بأن هذا الاعتقال يأتي منعًا لتصاعد الأحداث في المدينة.
ويوضح ديبة لوكالة "صفا"، أن الاحتلال يريد تفريغ المدينة المقدسة من سكانها الأصليين، وخاصة الشبان والمرابطين عبر الاعتقال والإبعاد، لإخلاء الساحة أمام قطعان المستوطنين للتجول بكل أريحية بالأقصى والبلدة القديمة على حساب المساس بحرية العبادة للمسلمين.
ويضيف أن هذه الخطوة خطيرة للغاية، تهدف إلى إفساح المجال أكثر للاقتحامات وتقديم "القرابين" داخل الأقصى، وتدنيس باحاته وانتهاك حرمته المقدسة.