افتتح وزير الثقافة القطري الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، معرض رمضان للكتاب في درب الساعي بمنطقة أم صلال، والذي تنظمه الوزارة خلال الفترة من 30 مارس /آذار الجاري وحتى 5 أبريل/نيسان 2023، وذلك بشكل يومي من السابعة مساء حتى 12 منتصف الليل.
ويشهد المعرض، الذي يتم تنظيمه للعام الثاني على التوالي، مشاركة 79 دار نشر ومكتبة، 48 منها من خارج قطر، حيث يشارك ما يقرب من 14 دولة عربية وأجنبية بمجموعات متنوعة من المؤلفات، معظمها من الكتب الدينية التي تتماشى مع شهر رمضان الفضيل.
وقال الشيخ عبد الرحمن إن المعرض يعد امتدادا ثريا لعام ثقافي حافل بالأنشطة والفعاليات التي أثرت المشهد الثقافي القطري، وأسهمت في نشر قيم الإبداع والابتكار، وفتحت آفاقا أرحب للحوار الفكري البناء في العديد من القضايا التي تهم المثقفين والمبدعين وقطاعات عديدة بالمجتمع.
وأضاف -في تصريحات صحفية خلال الافتتاح- أن المعرض يعد من الإسهامات الجيدة فيما يخص النمو الثقافي، كونه فضاء متميزا لدعم دور النشر وحلقة وصل مهمة بين الكُتّاب والقراء، مؤكدا أن الحدث لا يقتصر على عرض الكتب فقط، بل يشمل أيضا مشاركة عدد من الأسر المنتجة القطرية والعديد من الفعاليات الأخرى.
ندوات ثقافية ودينية
ويتضمن المعرض إقامة مجلس رمضاني لشخصيات عامة ومؤثرة تروي سيرها وتاريخها، إضافة إلى تنظيم سلسلة ندوات ثقافية يومية، وأخرى دينية بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، وذلك ضمن برنامج دعوي يستهدف مواكبة أجواء الشهر الفضيل وتعظيم استفادة الزوار.
وتناقش الندوات الدينية بالمعرض موضوعات تهم الأسرة والمجتمع وتسلط الضوء على ما أولاه الإسلام من اهتمام لكيان الأسرة، وأخلاقيات النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أسرته والاقتداء به، إضافة إلى بحث آثار وسائل التواصل الاجتماعي على التماسك الأسري، وغيرها من القضايا المهمة.
معارض تخصصية قادمة
من جهته قال الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة الدكتور غانم المعاضيد إن الهدف الأساسي من المعرض هو نشر الكتاب وتوسيع دائرة القراءة، ودعم دور النشر القطرية، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى بدأت في معرض جامعة قطر، وهذا هو المعرض الثاني.
وتابع المعاضيد أنه ستكون هناك مجموعة من المعارض التخصصية التي سيتم الإعلان عنها المرحلة القادمة، كاشفا النقاب عن إقامة معرض الدوحة الدولي للكتاب في يونيو/حزيران المقبل.
وأشار إلى أن معرض رمضان للكتاب في نسخته الثانية يحتوي على العديد من الفعاليات التي تقام يوميا بعد صلاة التراويح، ومن بينها المجلس الرمضاني، وفعالية المسرح الذي تقام فيه مجموعة من الندوات، وتنظيم أنشطة حرفية بالتعاون مع وزارة التنمية والأسرة بهدف دعم مشاريع الأسر المنتجة، إلى جانب الورش الفنية بهدف تنمية مهارات الطفل، ومجموعة من الألعاب الترفيهية.
واستهل المعرض أنشطته بإقامة ندوة حول مسيرة التعليم في قطر، تحدث خلالها وزير التربية والتعليم الأسبق عبد العزيز بن عبد الله بن تركي السبيعي، والذي سرد مسيرة تاريخ التعليم في الدولة وما شهده من تطورات على مدار السنين الماضية.
مبادرة لتعزيز الثقافة وبناء القدرات
وفى حديث للجزيرة نت عن أهمية المعرض، قال رئيس جامعة قطر الدكتور حسن الدرهم إن مثل هذه المعارض تعد مبادرة رائعة تسهم في نشر العلم والثقافة ويجب البناء عليها وتشجيعها، فالاهتمام بالكتاب والقراءة لا شك أنه من الأمور الأساسية التي تعزز الثقافة وتبني القدرات المحلية.
وأشار الدرهم إلى أن المعرض في نسخته الجديدة يتميز بالتطور والتجديد، وهو أمر إيجابي للغاية، ويظهر ذلك من خلال زيادة عدد المشاركين من داخل وخارج قطر، داعيا الجميع للاستفادة من الكتب المعروضة وانتهاز هذه الفرصة.
وقد حرصت وزارة الثقافة على اختيار دور النشر المتميزة من خارج قطر والمتخصصة في مجالات المعرفة المختلفة، علاوة على اختيار أفضل ناشري كتب الأطفال والناشئة، كما تم تقديم كافة أوجه الدعم للمشاركين من الخارج لتعزيز مشاركتهم في فعاليات المعرض.
تبادل الخبرات بين دور النشر
قال مدير ملتقي الناشرين والموزعين القطريين بوزارة الثقافة رياض صالح إن مشاركة الملتقى في هذه النسخة تأتي من خلال 18 دار نشر وتوزيع، تحت مظلة الملتقى الذي يحرص أن تكون هذه الدور ممثلة في جميع الفعاليات والمعارض المتعلقة بالكتاب.
3- رياض صالح: تنسيق بين دور النشر لتبادل التجارب والخبرات ( الجزيرة)
رياض صالح: هناك تنسيق بين دور النشر لتبادل التجارب والخبرات (الجزيرة)
وأضاف صالح -في حديث للجزيرة نت- أن هناك تنسيقا مع دور النشر الأخرى المشاركة بهدف تبادل التجارب والخبرات من خلال تنظيم اجتماعات ولقاءات ثنائية معها بهدف الوصول لاتفاقات حول تبادل الحقوق، وغيرها من أوجه التعاون الثقافي المتعددة.
وتابع: بالرغم من التركيز على الجانب الديني للكتب المشاركة بالمعرض فإن هناك تنوعا من الكتب في العديد من المجالات العلمية أو التراثية وكتب الأطفال، موضحا أن المعرض يوفر الفرصة لدعم الناشرين والموزعين من خلال توفير منافذ مجانية لعرض كتبهم للجمهور، وبالتالي فإن هناك حرصا من جانب الجميع على المشاركة وتوفير الكتب بأسعار مخفضة للجمهور.
وأوضح صالح أن النسخة السابقة حققت نجاحا كبيرا، وتوقع أن يستمر هذا النجاح خلال النسخة الحالية التي تشهد مشاركة واسعة لدور النشر والمكتبات.
فرصة للتواصل المستمر مع الجمهور
وأكد عدد من ممثلي دور النشر والمكتبات المشاركة -للجزيرة نت- أن المشاركة في مثل هذه المعارض تعد فرصة للتواصل المستمر مع الجمهور عن قرب، كما أنها تساعد الكثير من دور النشر والمكتبات في الترويج لأنفسهم والوصول إلى أكبر قدر ممكن من شرائح المجتمع.
وقال يوسف جاسم ممثل دار النشر "تدبر" (الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم) إنه يشارك بالمعرض للمرة الثانية، موضحا أن الفكرة متميزة وتأتي في وقت يتناسب مع فضيلة الشهر الكريم حيث إن الغالبية العظمى من الكتب المعروضة تتركز على الأمور الدينية التي تهم كل مسلم.
يوسف جاسم: فكرة المعرض متميزة وتتناسب مع شهر رمضان (الجزيرة)
وتابع: المعرض يعد فرصة للجمهور لاقتناء الكتب والمجلدات بأسعار مخفضة حيث تصل قيمة التخفيض حوالي 25% من قيمة الكتب الأيام العادية، موضحا أن المكتبة، على سبيل المثال، توفر عروضا لاقتناء 32 كتابا بينها مجلدات، بقيمة تصل إلى 400 ريال فقط (نحو 110 دولارات).
ومن جانبها قالت نهيل الشوا ممثلة "مكتبة نون الثقافية" إنهم يشاركون للمرة الأولى بدعوة من وزارة الثقافة القطرية، وأوضحت أن المكتبة حصلت على 8 جوائز عالمية، بالإضافة لاعتماد اليونيسيف لعدد 17 كتابا للمكتبة التي تحرص أيضا على تنظيم ورش عمل تركز على الاتساع الفكري للطفل.
وقال محمد سيد أحمد، ممثل برنامج "قطر تقرأ" التابع لمكتبة قطر الوطنية إن المشاركة بالمعرض تأتي استكمالا لفعاليات وأنشطة البرامج على مدار العام، موضحا أن البرنامج يوفر -من خلال مشاركته تلك- العديد من الكتب التي تناسب مراحل الطفل المختلفة من عمر 3 حتى 13 عاما.
وأشار إلى أن الكتب المعروضة تناسب الأمهات والآباء حول كيفية التعامل مع أطفالهم في مراحل النمو المختلفة، وبالتالي تقدم لهم العون في تربية جيل جديد باستخدام العلم والقراءة.
المصدر : الجزيرة + وكالة الأنباء القطرية (قنا)