دعت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، الخميس، إلى مغادرة جميع المشاريع الهابطة، من أوسلو إلى العقبة – شرم الشيخ، واحترام قرارات الشرعية الفلسطينية في المجلسين الوطني والمركزي، وتبني خيار شعبنا في مقاومة شاملة بكل الوسائل والأدوات تحت قيادة مركزية موحدة تكفل التأطير والتنظيم وتزويد المقاومة باحتياجاتها البرنامجية والميدانية.
جاء ذلك في بيان أصدرته الجبهة بمناسبة ذكرى يوم الأرض واطلعت عليه وكالة "صفا".
وقالت الجبهة إن "حقيقة المشروع الصهيوني تؤكد كل يوم أن الأرض هي موضوع الصراع التاريخي بين شعبنا وبين الغزو الصهيوني لبلادنا، عبر لجوء العصابات والميليشيات وقوات الاحتلال الإسرائيلية إلى كل أشكال القتل والإعدام والهدم والترحيل والتهجير بقوة الحديد والنار، في ظل استراتيجية همجية تقوم على التطهير العرقي والتمييز العنصري والتهجير الجماعي".
وأكدت أن تجارب شعبنا ونضالاته، أثبتت أن ما سُلب من أرضه بالقوة، لن يُستعاد بغير القوة.
وأضافت "الديمقراطية" أن هذا ما أثبتته تجارب "اتفاق أوسلو"، و"خطة خارطة الطريق"، و"اتفاق البحر الميت – جنيف"، و"مفاوضات أنابوليس" الفاشلة، ووعود بوش الابن، وباراك أوباما، ووعود الإدارة الأميركية الحالية بـ"حل الدولتين" وبحل اقتصادي، ربطاً بما يسمى "أفق سياسي"، وأخيراً وليس آخراً، "مسار العقبة – شرم الشيخ".
وتابعت، "بل والأخطر من هذا، إن مثل هذه المشاريع التفاوضية الهابطة والفاسدة، فضلاً عن أنها لم تقدم لشعبنا مكسباً واحداً، فقد وفرت، بالمقابل، غطاءً سياسياً لدولة الاحتلال، جعلت منها شريكاً في سلام مزعوم، وهي الدولة المارقة، المتمردة على قرارات الشرعية الدولية، وسجلها حافل بالجرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب، ضد شعوبنا العربية وفي القلب منها شعبنا الفلسطيني".
واستطردت، "كما وفرت هذه المشاريع والاتفاقيات لدولة الاحتلال الغطاء السياسي الفلسطيني من أجل إنجاز مشروعها الاستيطاني على معظم أجزاء الضفة الفلسطينية والإسراع في تهويد القدس، أي سهل على دولة الاحتلال إنجاز مشروعها في سلب الأرض الفلسطينية وطرد سكانها".
ودعت الجبهة الديمقراطية القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية إلى استخلاص دروس الصمود والمواجهة لأبناء شعبنا في أراضي الـ 48، التي صنعت ليوم الأرض مجده التاريخي، معمداً بدماء الشهداء، الخالدين أبداً في وجداننا.
كما دعت الجبهة الديمقراطية إلى "الكف عن ترويج الادعاءات السياسية الرخيصة، وعلى الأخص ادعاءات مسار العقبة - شرم الشيخ الذي تعترف القيادة السياسية خلف الأبواب إنه لم يحقق لشعبنا أي مكاسب، بل زاد من إضعاف ثقة شعبنا بالمؤسسات الوطنية، ودورها القيادي ومدى حرصها على مصالح شعبنا وحقوقه الوطنية بقدر حرصها على مصالحها الفئوية والاجتماعية، كطبقة حاكمة باتت ترى في السلطة وبقاء السلطة مصلحة خاصة بها، ولو على حساب المصلحة الوطنية وتقدم المسار النضالي".
وطالبت بمغادرة كافة المشاريع الهابطة، من أوسلو إلى العقبة – شرم الشيخ، واحترام قرارات الشرعية الفلسطينية في المجلسين الوطني والمركزي، وتبني خيار شعبنا في مقاومة شاملة بكل الوسائل والأدوات تحت قيادة مركزية موحدة تكفل التأطير والتنظيم وتزويد المقاومة باحتياجاتها البرنامجية والميدانية.
وأكدت الجبهة الديمقراطية أن يوم الأرض المجيد، سيبقى واحداً من أبرز علامات وحدة شعبنا ووحدة حقوقه، ووحدة مصالحه الوطنية ما يتوجب على القوى الفاعلة في جناحي الوطن (48 + 67) ابتداع الأساليب والآليات الكفاحية لترسيخ هذه الوحدة فعلاً نضالياً في ميدان التصدي للاحتلال ودولته الفاشية العنصرية.
ويوافق يوم الخميس، الذكرى الـ47 ليوم الأرض الذي جاء بعد هبة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، ضد سياسات الاقتلاع والتهويد التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي.
ويُحيي الفلسطينيون في الداخل المحتل وقطاع غزة والضفة الغربية، والشتات هذه الذكرى، من خلال سلسلة فعاليات وأنشطة.
وتعود أحداث يوم الأرض الخالد إلى 30 آذار/ مارس عام 1976، عندما هب فلسطينيو الداخل، ضد استيلاء الاحتلال على نحو 21 ألف دونم من أراضي القرى الفلسطينية بمنطقة الجليل، ومنها عرابة، سخنين، دير حنا، وعرب السواعد، وغيرها، لصالح إقامة المزيد من المستوطنات، في إطار خطة "تهويد الجليل".
وصاحب ذلك اليوم إعلان الفلسطينيين الإضراب العام، فحاول الاحتلال كسره بالقوة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.