في خطوة عدوانية وغير مسبوقة، دعت "منظمات الهيكل" المزعوم، المستوطنين وأنصارها إلى إحضار قرابينهم الحيوانية والتجمع مساء الأربعاء المقبل عند أبواب المسجد الأقصى المبارك، عشية ما يسمى "عيد الفصح" العبري.
ونشرت تلك المنظمات المتطرفة إعلانًا مركزيًا إلى جمهورها للتجمع على أبواب المسجد الأقصى مساء الأربعاء الموافق الخامس من أبريل المقبل، وحددت ساعة التجمع بالساعة 10:30 ليلًا.
وبحسب ما نشره المختص في شؤون القدس زياد إبحيص على صفحته بـ"فيسبوك" فإن "الجماعات المتطرفة طالبت أنصارها بإحضار حيوانات القربان بهدف محاولة ذبحها ليلًا داخل المسجد الأقصى، في حين أن وقت القربان توراتيًا يبدأ من مغيب شمس يوم الأربعاء".
وجاء إعلان "منظمات الهيكل" تحت عنوان إعلان عن "حالة طوارئ"، داعية "كل أنصارها للمساهمة، وألا يفوتوا قربان الفصح في جبل الهيكل"، مؤكدة أنه "ممنوع علينا أن نيأس من تقديم قربان الفصح في الهيكل".
وتنظر تلك المنظمات إلى وجود "الصهيونية الدينية" في حكومة الاحتلال باعتبارها نافذة تاريخية لفرض أحلامها تجاه الأقصى، وقد بدأت تلك المنظمات وحاخاماتها حملة محمومة للدعوة إلى فرض قربان "الفصح" في المسجد المبارك.
تطور جديد
وتعقيبًا على هذه الخطوة، يقول رئيس مركز القدس الدولي، والخبير في الشأن المقدسي حسن خاطر إن دعوات "منظمات الهيكل" لأنصارها لجلب القرابين والتجمع عند أبواب المسجد الأقصى تشكل تطورًا جديدًا في العدوان على المسجد.
ويوضح خاطر، في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن هذا التطور الخطير يأتي في ظل حكومة يمينية متطرفة تشجع هذه المنظمات وتمولها وتفتح لها الأبواب على مصراعيها من أجل تنفيذها عدوانها على الأقصى.
ويشير إلى أن هذه الدعوات المتطرفة لم تكن بالسابق بهذا الشكل والصورة، وما يجري اليوم تحضير فعلي لارتكاب جريمة كبيرة بحق المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، باسم الدين والأعياد اليهودية، وهذا شيء خطير للغاية.
ويؤكد أن الأقصى مقدس إسلامي خالص للمسلمين وحدهم، لا يقبل بالشراكة، ولا علاقة للدين اليهودي لا بالأقصى ولا بالقدس أساسًا، وهذه حقيقية لا يمكن أن تتغير مهما حاول الاحتلال التلاعب بالمصطلحات، وتزوير الحقائق، وفرض سياسة الأمر الواقع.
ويضيف أن" الاحتلال يريد أن يقول بأن هؤلاء المتطرفين أصبحوا أصحاب الحكم في إسرائيل، وبالتالي هم قادرون على فرض هذه الجرائم على المسجد الأقصى بالقوة".
حرب حقيقية
ووفق خاطر، فإن "منظمات الهيكل كانت تنتظر وصول الشخصيات المتطرفة أمثال إيتمار بن غفير، ويتسلئيل سموتريتش وبنيامين نتنياهو، وغيرهم للحكم من أجل هذه المرحلة والموقف، للشروع في تنفيذ أوهامهم وأحلامهم على حساب الأقصى والمسلمين".
و"هذا ما سيفتح الأبواب على مصراعيه لمواجهات كبيرة وخطيرة، في حال تم تنفيذ مخططات الجماعات المتطرفة، والتي يتم التحضير لها". وفق خاطر
ويتابع الخبير في الِشأن المقدسي "لا يمكن التهاون إطلاقًا مع مخططات ودعوات منظمات الهيكل، لأن تنفيذها على الأرض يعني إشعال حرب حقيقية في المدينة المقدسة".
لكنه يؤكد أن هذه المحاولات اليهودية الأكثر خطورة ستفشل بالإرادة الشعبية المقدسية، كما فشلت في هبتي البوابات الإلكترونية، وباب الرحمة، وغيرها.
وأضاف "إذا أرادت سلطات الاحتلال باستخدام أجهزة الأمن، ووحدات "المستعربين" فرض المناسبات الدينية على المسجد الأقصى، فأعتقد أن هذا سينذر بتفجير الأوضاع، وسيحول المدينة المقدسة إلى حرب حقيقية".
ويطالب خاطر، المرابطين في الأقصى ودائرة الأوقاف الإسلامية، وأبناء الشعب الفلسطيني كافة بعدم إعطاء أي فرصة للاحتلال ومستوطنيه لتجريب هذه المخططات الفاشية والعنصرية في المسجد المبارك.