web site counter

رمضان يُعيد الحياة لأسواق القدس القديمة ويُنعش اقتصادها

القدس المحتلة - رنا شمعة - خاص صفا
يُعيد شهر رمضان المبارك الحياة لأسواق البلدة القديمة في القدس المحتلة، لما تشهده من حركة تجارية نشطة، بفعل توافد آلاف الفلسطينيين إلى المدينة المقدسة على مدار الشهر الفضيل.
ورغم أن تجار القدس يعانون "الأمرين" جراء سياسات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة بحقهم، من فرض للمخالفات والضرائب الباهظة، وإغلاق لمحالهم التجارية، إلا أنهم يستبشرون خيرًا بالشهر الكريم، مع توافد أعداد كبيرة من الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل وقطاع غزة إلى المدينة.
وتعج أسواق البلدة القديمة في رمضان بالبسطات والباعة المتجولين والمحال التجارية، والتي تتزين بفوانيس رمضان وبأحبال الزينة الملونة، لإضفاء نوع من البهجة في قلوب زائريها ومشتريها.
وتتزين الأسواق بعرض السلع الغذائية التي تحتاجها موائد رمضان بما فيها الحلويات المختلفة، وعلى رأسها القطايف والبرازق، بالإضافة إلى المخللات والعصائر المتنوعة والفواكه الموسمية، والكعك المقدسي ذات المذاق المميز، وغيرها من الأطعمة والمشروبات.
انتعاش اقتصادي
التاجر المقدسي ناصر الهدمي يقول: إن" التجار دائمًا ما يستبشرون خيرًا بشهر رمضان، ويأملون بتعويض خسائرهم التي تكبدوها على مدار العام، فهذا الشهر يختلف عن باقي الأشهر، لما لها من خصوصية مميزة، ويشهده من توافد لأعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى المدينة".
ويضيف الهدمي في حديثه لوكالة "صفا"، أن أسواق البلدة القديمة تشهد انتعاشًا خلال الشهر الفضيل، رغم قيود الاحتلال وإجراءاته المفروضة على دخول الفلسطينيين للبلدة، ومحاولاته للتضييق على المقدسيين والتنكيل بهم.
ويوضح أن محلات المواد الغذائية وكل ما يتعلق بموائد رمضان من "مأكولات ومشروبات متنوعة"، تشهد انتعاشًا وإقبالًا عليها، أكثر من أي وقت مضى خلال الشهر الكريم، على عكس المحلات التي تبيع الملابس وغيرها، لأن غالبية الناس تُركز على المستلزمات الرمضانية.
ويسعى الاحتلال بشتى الوسائل لإضعاف الحركة التجارية في القدس، وزيادة الضغط على التجار المقدسيين، عبر فرض المزيد من الإجراءات العنصرية بحقهم، ومنعهم من نقل بضائع المحال التجارية بواسطة المركبات للبلدة القديمة.
ويبين الهدمي أنه رغم ممارسات الاحتلال المتواصلة ومحاولاته للتنغيص على المقدسيين والتجار، إلا أن الأسواق تكون نشطة أكثر من باقي الأشهر، والتي تشهد ركودًا وكسادًا اقتصاديًا غير مسبوق.
وتعد أسواق البلدة القديمة من أبرز معالمها، وتتمتع بإطلالة سياحية ساحرة على المسجد الأقصى المبارك يرتادها المقدسيون للاستمتاع برؤية معالم المدينة المقدسة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وبيوتها التاريخية العريقة.
ومن أشهر هذه الأسواق "العطارين، اللحامين، القطانين، الحصر، البازار، باب السلسلة، الخواجات، خان الزيت، طريق الواد"، وغيرها.
دعم التجار
المدير العام للغرفة التجارية الصناعية العربية بالقدس لؤي الحسيني يقول إن رمضان هو شهر البركة والعبادة والتجارة، يعيد الحياة لأسواق البلدة القديمة ويُنعش اقتصادها، كما يشهد حركة تجارية نشطة مقارنةً مع باقي أيام السنة.
ويوضح الحسيني في حديث لوكالة "صفا" أن التجار بهذا الشهر يأملون تعويض خسائرهم التي تكبدوها بفعل أزمة "كورونا" وإجراءات الاحتلال، والتي تقدر بملايين الشواقل.
ويشير إلى أن هناك محلات تجارية تفتح أبوابها المغلقة خلال الشهر الكريم، لبيع المستلزمات الرمضانية كالحلويات والهدايا، وغيرها، بالإضافة إلى عشرات المحال الموجودة في البلدة القديمة، مما يزيد من حجم مبيعاتها وينعش اقتصادها.
يضيف "رغم أن الحركة التجارية تنشط بأسواق البلدة القديمة خلال رمضان، إلا أنها ليست بالمستوى التي يريده التجار المقدسيون، والذين بواجهون ضغوطًا إسرائيلية شديدة، من خلال فرض الضرائب الباهظة، في مقابل عدم تقديم أي خدمات لهم".
وتشكل الحواجز العسكرية والتضييقات التي يفرضها الاحتلال على الفلسطينيين-وفقًا للحسيني- تحديًا كبيرًا أمام التجار، في ظل عدم قدرة المستهلك على الوصول للبلدة القديمة، لشراء كل ما يحتاجه.
ويدعو الحسيني الجميع للمساهمة في دعم الاقتصاد المقدسي، وصمود التجار، من خلال التسوق والشراء من المحال التجارية في البلدة القديمة، وأيضًا العمل على تنفيذ مشاريع استثمارية في المدينة المقدسة.
ر ش/م ت

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام