بعدما كشفت صورة حديثة التقطتها الأقمار الاصطناعية استعدادات إثيوبيا للملء الرابع لسد النهضة، حيث أوضحت الصورة أن إثيوبيا افتتحت البوابة الغربية للسد، وتركت البوابة الشرقية لتصريف حوالي 50 مليون متر مكعب من المياه، أوضح خبير مصري أن هناك 20 ضرراً على مصر والسودان.
وقال الخبير المصري الدكتور عباس شراقي لـ"العربية.نت" أن هناك أضرارا ستكون على مصر والسودان مواجهتها في حالة الإصرار الأثيوبي على الملء الرابع دون تنسيق ويمكن حصر هذه الأضرار في 20 بندا، مضيفا أن أضرار التخزين الرابع تتنوع بين مائية وسياسية وقانونية وبيئية.
كما أوضح أن من بين تلك الأضرار فرض سياسة الأمر الواقع والهيمنة الإثيوبية على أنهار دولية، وحريتها فى تحديد كميات التخزين والتشغيل السنوات القادمة دون أي تنسيق مع أي دولة، فضلا عن إمكانية أثيوبيا بناء المشروعات المائية المستقبلية لديها بنفس اسلوب سد النهضة.
خسارة مائية
كذلك، ذكر أن أضرار الملء الرابع تتضمن إمكانية اتباع دول المنابع الأخرى لنفس النهج الإثيوبى عند إقامة مشروعات مائية على روافد نهر النيل، ووجود خسارة مائية تعادل إجمالي ما تم تخزينه خلال السنوات الثلاث السابقة وهي 17 مليار متر مكعب ونقص هذه الكمية من خزان السد العالي، مؤكدا أن من الأضرار أيضا نقص فى إنتاج كهرباء السد العالى نتيخة انخفاض منسوب بحيرة ناصر، وفقد حوالى 10% من المياه المخزنة على الأقل كبخر وتسريب تحت سطح الأرض.
وكشف الخبير المصري أن الأضرار الأخرى الناجمة عن الملء الرابع تشمل ارتباك السياسة الزراعية المصرية لعدم المعرفة بدقة كمية التخزين الرابع ، و تخفيض مساحات زراعة الأرز وقصب السكر والموز فى مصر، موضحا أن وزن سدى النهضة الرئيسى والسرج يشكل وزنا جديداً على المنطقة بحوالي 150 مليون طن بالإضافة الى حوالى 30 35 مليار متر مليار طن وهو وزن إجمالى المياه التى تخزن هذا الصيف مما ينشط الفوالق والتشققات وإمكانية حدوث زلازل بالمنطقة.
تحلل الأشجار وبعض الكائنات
كما أضاف شراقي أن الأضرار تتضمن أيضا زيادة ضغط المياه على سد السرج الذى سوف يحجز المياه لأول مرة، وتحلل الأشجار وبعض الكائنات الحية يجعلها تؤثر على نوعية مياه النيل الأزرق، فضلا عن تغير في التنوع البيولوجي في منطقة السد، وانخفاض درجة الحرارة وتغير محتمل فى أمطار المنطقة
وأوضح أن أضرار الملء الرابع تتضمن غرق بعض المناطق التعدينية التي تضم كميات من الذهب والنحاس واليورانيوم والبلاتين وانتقال بعض العناصر الثقيلة المصاحبة الى مياه النيل الأزرق، وحجز كميات كبيرة من الطمي وحرمان الأراضي الزراعية منه في السودان مما يقلل من الانتاجية الزراعية، مشيرا إلى وجود ضرر أخر وهو تحول السودان نحو استخدام الأسمدة الزراعية لتعويض حجز الطمي مما يزيد من تكلفة الإنتاج الزراعي والتحول من الزراعة العضوية إلى الكيميائية.
تقلص الأراضي الزراعية
وكشف الخبير المصري أن أضرار الملء الرابع تتضمن كذلك تقلص الأراضي الزراعية الفيضية على جانبي النيل الأزرق، وارتفاع منسوب المياه الجوفية في الأراضي السودانية على النيل الأزرق وأرض الجزيرة، إضافة إلى ارتباك في تشغيل سدى الروصيرص وسنار لعدم تعاون إثيوبيا في التشاور في الملء والتشغيل.
كما أشار إلى من بين الأضرار كذلك هجرة حوالى 30 ألف إثيوبى بعضهم نحو السودان نتيجة غرق أراضيهم وبيوتهم تحت بحيرة سد النهضة ، وارتباك فى تشغيل سدى الروصيرص وسنار لعدم تعاون إثيوبيا فى التشاور فى الملء والتشغيل.
الأزمة تتصاعد
يذكر أنه قبل أيام قليلة أعلنت أثيوبيا مجددا أنها انتهت من بناء 90 % من السد، وسط تصاعد الأزمة مع دولتي المصب مصر والسودان بسبب عدم التوافق على الملء والتشغيل، واتخاذ أديس أبابا قرارا أحاديا منفردا بالتصرف دون مشوره أو تنسيق مع الدولتين.
بدوره، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في وقت سابق، أن بلاده لها الحق في الدفاع عن مقدرات ومصالح شعبها، وتتخذ مواقف منضبطة تراعي فيها كافة الاعتبارات والعلاقات، قائلا: كل الخيارات مفتوحة في أزمة سد النهضة وتظل كافة البدائل متاحة ومصر لها قدراتها وعلاقاتها الخارجية ولها إمكانياتها.
كما أشار إلى أن بلاده تتخذ مواقف منضبطة تجاه "التعنت" الإثيوبي، وتأثر مصر من ملء سد النهضة نابع من أمور فنية تحكمها سياسات وتقديرات مرتبطة بعلوم دقيقة، مؤكدا أنهم يراقبون ويتابعون الموقف بكل دقة حول ما تردد عن استعدادات أثيوبية للملء الرابع.