قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة سترسل طائرات هجومية من طراز A-10 لاستبدال طائرات مقاتلة أكثر تطورًا في الشرق الأوسط كجزء من جهود البنتاغون لنقل المزيد من المقاتلات الحديثة إلى المحيط الهادئ وأوروبا لردع الصين وروسيا.
ويعد نشر طائرات A-10 ، المقرر إجراؤه في أبريل، جزءًا من خطة أوسع للاحتفاظ بقوات بحرية وبرية متواضعة في منطقة الشرق الأوسط.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن الجيش الأمريكي ينتقل إلى حقبة جديدة من منافسة "القوة العظمى" مع الصين وروسيا، وسعى لسنوات لتقليص وجوده في الشرق الأوسط ليواجه مجموعة من التحديات هناك.
وقال مسؤول دفاعي كبير إن القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط، قررت الاحتفاظ بسربين من الطائرات المقاتلة النفاثة في المنطقة.
لكن مع تركيز البنتاغون على الصين، وقلقه بشأن عملية روسيا في أوكرانيا، اتضّح عدم وجود طائرات مقاتلة كافية لتحقيق هذا الهدف، وفق المسؤول.
وبموجب الخطة الجديدة، سيتمركز سرب من طائرات A-10 في منطقة الشرق الأوسط إلى جانب سربين من طائرات F-15E و F-16، وعادة ما يبلغ عدد الأسراب المنتشرة في المنطقة حوالي 12 طائرة.
وأثارت الخطة دهشة بعض الدوائر الدفاعية منذ أن ضغطت القوات الجوية للتخلص التدريجي من طائرات A-10s القديمة لتوفير الأموال لبرامج أخرى.
وقال الجنرال سي كيو براون رئيس أركان القوات الجوية، في وقت سابق من هذا الشهر في مؤتمر دفاعي نظمته شركة "ماكاليز آند أسوشيتس" الاستشارية: "إننا نتخلص من طائرات A-10 أسرع مما كنا نعتقد في الأصل".
ويقول منتقدو طائرة A-10 إن الطائرات التي يبلغ عمرها أربعة عقود هي ضعيفة للغاية وبطيئة في التعامل مع الجيش الصيني المتنامي، لكن بعض الخبراء يقولون إنه لا يزال لديها فائدة في الشرق الأوسط، بما في ذلك ضد مقاتلي الجماعات المسلحة بأسلحة خفيفة أو الطائرات المسيرة الإيرانية، مما يمكّن البنتاغون من نقل المقاتلات الحديثة متعددة المهام إلى المحيط الهادئ وأوروبا.
وقال لاري ستوتزريم ، اللواء المتقاعد بالقوات الجوية، الذي قاد طائرات A-10 و F-16 وطائرات أخرى: "إن الضرورة هي نقل أنسب طائرة إلى المحيط الهادئ لمواجهة تحديات التهديد الأعلى".
وتعد عمليات نشر القوات الجوية جزءًا من خطة سرية أكثر شمولاً ستشهد وجود سفينتين إلى ثلاث سفن بشكل عام في الشرق الأوسط، ولكن ليس حاملة طائرات، وفقًا لمسؤولين مطلعين على الخطة.
وبالإضافة إلى ذلك، ستحتفظ الولايات المتحدة بكتيبتين مضادتين للصواريخ من طراز باتريوت تابعين للجيش الأمريكي في الشرق الأوسط.
وتتكون الكتيبة من أربع بطاريات باتريوت، يمكن أن تحتوي كل منها على ما يصل إلى ثماني قاذفات.
كما ستواصل الولايات المتحدة الاحتفاظ بنحو 2500 جندي في العراق ونحو 900 جندي في سوريا بذريعة مقاتلة تنظيم الدولة، فيما سيبقى أكثر من 30.000 عسكري أمريكي في المنطقة.
ويشعر بعض الضباط الأمريكيين المتقاعدين بالقلق من أن مستويات القوة هذه غير كافية للتعامل مع مجموعة كاملة من التهديدات في الشرق الأوسط.
واقترح بعض مسؤولي الدفاع المدنيين العام الماضي إجراء تخفيضات أكبر في نشر القوات البحرية الأمريكية ومنظومة باتريوت المضادة للصواريخ في الشرق الأوسط من أجل نقل القوات إلى مكان آخر.
وأجرت القوات الأمريكية والإسرائيلية تدريبات عسكرية كبيرة في يناير/ كانون ثاني شملت أكثر من 140 طائرة، وكان الهدف منها إظهار قدرة الولايات المتحدة على إرسال قوات إلى المنطقة في حالة حدوث أزمة.
وقال الكولونيل جو بوتشينو، المتحدث باسم القيادة المركزية: "إننا ننتقل من فترة تاريخية كانت فيها القيادة المركزية مسرحًا لحربين طويلتين".
وأضاف "ليس لدينا العدد الهائل من الطائرات والسفن والقوات وأنظمة الدفاع الجوي التي كانت لدينا في المنطقة قبل خمس سنوات فقط، وبدلاً من ذلك، يتعين علينا تنمية شراكات عميقة ودائمة يمكن أن تكون بمثابة درع ضد التهديدات في المنطقة بينما تردع إيران".
وقال أنتوني زيني، وهو جنرال متقاعد من مشاة البحرية كان خدم كقائد للقيادة المركزية من 1997 إلى 2000، إن الطائرة التي تخطط الولايات المتحدة للاحتفاظ بها في منطقة الشرق الأوسط هي في الأساس "احتياطية".
وذكر الجنرال زيني: "لا شيء ستواجه به أمريكا إيران.. إذا كان لديهم ما يكفي من التحذير وخطة لإدخال القوات، فيمكنهم الصمود حتى وصول قوات إضافية".