"سنفطر في القدس".. حملة أطلقها ناشطون ومرابطون مقدسيون على مواقع التواصل الاجتماعي، لتعزيز الرباط والتواجد في المسجد الأقصى المبارك، ولحث الفلسطينيين على الإفطار في ساحاته، وبالأزقة المحيطة به، طيلة شهر رمضان المبارك.
وأخذ المقدسيون على عاتقهم الدفاع عن المسجد الأقصى من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته العنصرية، بالرباط فيه وعلى أبوابه ليثبتوا للكيان والعالم أن هذه الأرض حق إسلامي عربي خالص لا ملك لهم فيها، ولن يملّوا حتى يملّ الاحتلال الذي سيرحل وستبقى القدس وأهلها، وفق القائمين على الحملة.
وتأتي "سنفطر بالقدس"، تزامنًا مع تصاعد دعوات "جماعات الهيكل" المزعوم لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى خلال "عيد الفصح" العبري، الذي يتزامن مع الأسبوع الثالث من الشهر الفضيل.
تحديات خطيرة
المرابطة المقدسية هنادي الحلواني تقول إن الحملة انطلقت بهدف الحث على الرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى طيلة شهر رمضان، في ظل التحديات والأخطار التي يتعرض لها المسجد، مع تصاعد الدعوات اليهودية المتطرفة لاقتحامه خلال الشهر الفضيل.
وتوضح الحلواني، في حديث لوكالة "صفا"، أن الاعتكاف في الأقصى شعيرة إسلامية لا تخضع لأوامر الاحتلال، لذلك يجب زيادة التواجد الإسلامي فيه، لحمايته من الاقتحامات خلال الأعياد اليهودية المقبلة، والتي تشكل خطورة على المسجد.
وتستهدف الحملة كل فلسطيني يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى وشدّ الرحال إليه، رغم انتشار الحواجز ، والإجراءات الاحتلالية المشددة.
وتشير الحلواني إلى أن الحملة منذ لحظة انطلاقتها تشهد تفاعلًا واسعًا- لم تتوقعه- على مواقع التواصل، لافتة إلى أنها ستواصل النشر على وسم الحملة حتى قبل موعد الإفطار.
وتضيف "من الواضح أن الاحتلال لم يعد يهتم لحرمة رمضان ولا لتواجد المسلمين بالأقصى خلال هذا الشهر، ويعتقد واهمًا أن التنكيل والاعتداء على الفلسطينيين سواء عبر الحواجز العسكرية أو غيرها، وأيضًا إبعاد المرابطين والمؤثرين سيمنعنا من الرباط بالأقصى".
الطريق الوحيد
وتؤكد أن الطريق الوحيد لحماية الأقصى هو الرباط والتواجد الإسلامي خلال رمضان، لأن أعداد المصلين الكبيرة تُرهب الاحتلال ومستوطنيه، "بدليل أن الشرطة ألغت مساء الأربعاء، تنظيم مسيرة استفزازية شهرية للمستوطنين في البلدة القديمة".
وتبين الحلواني أن شهر رمضان يتمتع بخصوصية دينية تختلف عن باقي الأيام والأشهر، حيث يحاول أي فلسطيني الوصول للمسجد الأقصى بشتى الوسائل، لأجل إعماره والصلاة فيه.
وتوضح أن الجماعات المتطرفة أعلنت عن اقتحامات ضخمة للأقصى خلال عيد "الفصح"، في المقابل، أبعدت شرطة الاحتلال عشرات الفلسطينيين عن المسجد، ووضعت حواجز حديدية عند باب الأسباط على طريق المجاهدين لمنع دخول المركبات.
وفي مقابل التصعيد الإسرائيلي، فإن أهل القدس وكل فلسطيني يستطيع الوصول إلى الأقصى يؤكدون أنهم لن يتركوه وحده في مواجهة اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، ولن تكون تلك الاقتحامات كما أرادها الاحتلال.
وتوجه المرابطة المقدسية، رسالة للفلسطينيين، قائلة: "اعتكفوا في أقصاكم ورابطوا فيه، واحموا مسرى نبيّكم، لأن شد الرحال للأقصى في هذه الأيام المباركة، يعتبر أهم شعيرة لحمايته من الاقتحامات".
وتضيف "مهما أصدر الاحتلال من قرارات وإجراءات عنصرية، وحاول أن يُنكل بالمقدسيين ويعتدي عليهم ويبعدهم، لثنيهم عن الدفاع عن الأقصى، فإن كل سياساته فاشلة، لأن المقدسيين والمرابطين هم الدرع الحامي للمسجد المبارك".
من جهته، يشيد رئيس مركز القدس الدولي، والخبير في الشأن المقدسي حسن خاطر، بحملة الإفطار بالقدس، والتي تعزز الرباط والتواجد في الأقصى والقدس.
ويشير خاطر، في حديثه لوكالة "صفا"، إلى ضرورة أن تكون حملات الإفطار بشكل منظم داخل الأقصى، بحيث تلبي احتياجات المواطنين، مما يُسهل عملية الاعتكاف والرباط، والتصدي للاحتلال وإجراءاته بحق المسجد المبارك.
وخلال السنوات الأخيرة، شكل الاعتكاف في المسجد الأقصى وما زال رادعًا للمستوطنين، وأعاق اقتحاماتهم، باعتباره السبيل الأقوى لحمايته والدفاع عنه، في مواجهة إجراءات الاحتلال.