يمر يوم الأم العالمي بثقل حاملا الذكريات الجميلة بألم على رحيل عشرات الشهداء في الضفة الغربية المحتلة لاسيما مخيم جنين الذي قدم العدد الأكبر من الشهداء خلال العام الأخير.
هذه المناسبة دخلت بيوت الشهداء كما غيرها من المناسبات التي أصبحت تربط العائلات الفلسطينية بالشهداء، فعدد كبير من البيوت الفلسطينية خرج منها الشهداء أو الأسرى وتحمل معها ما تبقى من الذكريات.
وتقول كفاية عبيد ابنة الشهيدة ماجدة عبيد: "أجلس منذ صباح هذا اليوم على قبر والدتي وأقرأ القرآن الكريم وأرتب لها قبرها واسقي الورد الذي زرعناه لها، وبقيت حتى عصر اليوم فلم أستطع أن أتركها وحيدة وكلما هممت بالعودة للبيت تثقل همتي وأمكث وقت آخر".
وتضيف "في مثل هذا اليوم من العام الماضي وككل عام كنا نحتفل بهذا اليوم لكن هذا العام هي بمكان أفضل بإذن الله وهذا ما يصبرنا رغم الألم والوجع والفراق".
وتذكر عبيد "شهران مرا على ارتقاء والدتي خلال مجزرة ارتكبها الاحتلال راح ضحيتها 10 شهداء، ولا زال لا يمر يوم أو مناسبة إلا نتذكرها كون هذه المناسبات للمرة الأولى تمر علينا دون والدتي".
وتحدثت آلاء بواقنة ابنة الشهيد الأستاذ جواد بواقنة قائلة "يوم مليئ بالحزن على فراق والدي الذي عودنا على أن نشتري الهدايا لوالدتي لنهنئها بهذا اليوم".
وتضيف "كنا قبل بيوم نكتب الأشياء التي تحبها حتى نشتري لها في هذا اليوم وندخل الفرحة إلى قلبها".
لكن بواقنة "منذ صبيحة اليوم لم تستطع الجلوس مع والدتها أو تقول لها كل عام وأنت بخير لأن الحزن لازال يخيم عليها وقلبها مجروح على فراق والدي ولا يمكننا أن نفتح مواجعها من جديد كلما حاولنا إغلاق بعضا من الجرح".
وتذكر بواقنة "والدتي مازالت في وجع كبير على فقد أعز انسان عليها وغاليها وعزيز على قلبها كما هو الحال مع باقي أمهات الشهداء التي فقدت فلذات كبدها اللواتي حرمن من اولادهن ويفتقدنهم في كل يوم ومناسبة".
والدة الشهيد أمجد احسينية المحتجز جثمانه لدى الاحتلال لازلت تحتفظ بأخر هداياه التي قدمها لها في آخر يوم أم كان معها.
وتقول "اشترى لي خاتمًا من الذهب، كما زلت احتفظ بهدية منه منذ طفولته رغم مرور سنوات عديدة عليها".
وتضيف احسينية "أنا كأم في يوم الأم العالمي لا أحلم بأن يدخل ابني يحمل لي هديه، هديتي حين يكون له قبر يضمه من صقيع ثلاجات الاحتلال حيث يؤلمني هذا الصقيع كلما فتحت باب الثلاجة والأيام الباردة".