للعام 19 على التوالي تفتقد والدة الأسير مرعي أبو سعيدة نجلها خاصة مع مرور ذكرى عيد الأم الذي يصادف 21 من مارس، إذ لم يغب عن مخيلتها ولو ليومٍ واحد، مستذكرةً الهدايا التي كان يقدمها لها قبيل أسره.
سني الشوق لولدها مرعي- المعتقل منذ عام 2004- لم تُضعف عزيمة المسنة أبو سعيدة، إذ إنها على يقين أنها ستجتمع مع ولدها محررًا قريبًا بالرغم من إصدار محكمة الاحتلال حكمًا بالسجن بحق 11 مؤبد.
وتقول أبو سعيدة لمراسل صفا "اليوم يمر عيد أم جديد وولدي بعيدًا عني كما باقي أمهات الأسرى؛ لكنني على يقين أنني سأجتمع به قبل أن أرحل عن هذه الحياة".
وتؤكد أن مناسبة "عيد الأم" هو عيد لكل أم فلسطينية أنجبت الشهيد والجريح والأسير، قائلةً "فالأم تمامًا تناضل في صبرها وصمودها كما يناضل الأسرى من داخل السجون.
عيدنا بالتحرير
ولم يختلف الشوق والحنين لدى أم الأسيرين فهمي وصلاح أبو صلاح كثيرًا عن المسنة أبو سعيدة، إذ إن الأسير فهمي المحكوم 22عامًا وصلاح 17عامًا، قد قضى كلاً منهما 15 عامًا داخل الأسر، مؤكدةً أن عيد الأمهات الحقيقي هو تحرير أبنائهن واحتضانهم، فهذا أجمل عيدٍ للأم.
وتقول أبو صلاح في حديثها لمراسل صفا "افتقد أبنائي في كثير من المناسبات السعيدة، خاصةً وأن "فهمي وصلاح" هما الأكبر بين أبنائي، وكنا دوما نقضي أجمل الأعياد والمناسبات معًا".
وتناشد المجتمع الدولي أن يهتموا بقضايا أسرى شعبنا، وأن يضعوا معاناتهم على سلم الأولويات، وأن يتذكروا أن للأسرى أمهات ومن حقهن أن يجتمعن بأبنائهن ويحتفلن معًا في يوم الأم وكل المناسبات".
وبالانتقال إلى أم الأسير محمد مرتجى، فإن الدموع لم تتوقف لحظةً على وجنتيها، خلال مشاركتها في احتفال نظمته وزارة الأسرى والمحررين اليوم الثلاثاء بمدينة غزة لتكريم أمهات الأسرى بمناسبة يوم الأم بالنيابة عن أبنائهن في الأسر.
وتقول مرتجى في حديثها لمراسل صفا "عيد الأم هذا العام هو السادس دون أن ألقى فيه ولدي محمد، الذي كان يحتفي به ويقدم لي الورود بهذه المناسبة السعيدة، لا أزال أذكر تلك اللحظات جيدًا فهي لم تغب عني يومًا".
وتضيف "محمد راس قلبي الله يرضى عليه، بأرسله رسالة حب وشوق، وآمل أن تصل له في داخل الأسر، أقول له اختفت الأعياد بعد أسرك، وبإذن الله ستخرج من السجن ونحتفي سويًّا بعيد الأم".
واعتقل الشاب محمد مرتجى في عام 2017 خلال سفره عبر حاجز "إيرز" إلى تركيا؛ إذ إنه متزوج ولديه 4 من الأبناء، وحكمه الاحتلال بالسجن 9 أعوام، وتعرب والدته عن أملها أن يتحرر جميع الأسرى قريبًا وأن يجتمع شملهن مع ابنائهن.
طيفهم حاضر
وتؤكد والدة الأسير معاذ أبو تيم أن طيف ولدها معاذ حاضرٌ معها في كل عيدٍ للأم، موضحةً أن نجلها معاذ كان بمثابة رمز للحنان والعطف عليها، إذ إنه لم ينسى أي عيد للأم دون أن يقدم لها الهدايا المختلفة.
وتوجه أبو تيم في يوم الأم رسالةً لنجلها وجميع الأسرى أن الفرج قريب "وسنحتضنكم قريبًا، وسنفرح بكم ونزوجكم، مؤكدةً أن "أعيادنا الحقيقية هي حين نجتمع مع فلذات أكبادنا، وذلك نراه قريبًا إن شاء الله".
وتحث أبناء شعبنا لدعم ومؤازرة الأسرى، خاصة وهم يستعدون لمعركة أمعاء خاوية في مواجهة إدارة سجون الاحتلال.
واعتقل الاحتلال الشاب معاذ أبو تيم خلال العدوان الإسرائيلي على غزة صيف عام 2014، وحوكم خلالها بالأسر 13 عام.
وتقيم وزارة الأسرى والمحررين بشكل سنوي احتفالاً بذكرى "عيد الأم"، حيث تحتفي به في أمهات الأسرى بالنيابة عن ابنائهن داخل الأسر، في لمسة وفاءٍ ومؤازرة لمن ضحوا بسني أعمارهم داخل سجون الاحتلال.