قال كاتب إسرائيلي شهير، الثلاثاء، إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصل نقطة اللاعودة في التغييرات القضائية، لافتًا إلى أن العودة للوراء باتت شبه مستحيلة.
وقال الكاتب " شالوم يوروشالمي" في مقالة له، وفق ترجمة وكالة "صفا"، إن نتنياهو بدا عصبيًا فوق الحد خلال جلسة الحكومة أمس، وشوهد ويداه ترجفان وهو يصرخ على قادة الأذرع الأمنية أن عليهم منع المتظاهرين من قطع الطرق.
ونقل عن نتنياهو قوله غاضبًا في الجلسة: "أتوقع من الشرطة تطبيق القانون ومنع العنف وقطع الطرق، وأتوقع من الشاباك والنيابة العمل بحزم ضد المحرضين على قتل الوزراء وأعضاء الكنيست ورئيس الوزراء وعائلته، دون غض النظر ودون إدارة المسؤولية".
وواصل نتنياهو حديثه الغاضب "يتوقع أيضاً من قائد الأركان وقادة المؤسسة الأمنية محاربة ظاهرة رفض الأوامر بحزم".
ولفت الكاتب إلى أن صيغة كلام نتنياهو تجاه قادة جيش الاحتلال والأمن تعني أنهم لم يطبقوا الأوامر حتى الآن ولم يقوموا بما ينتظره منهم، حيث اتهم نتنياهو قائد شرطة الاحتلال كوبي شفتاي بأنه لم يتعامل بحزم مع التظاهرات وأن الشاباك لم يعتقل المحرضين وأن الجيش لم يهاجم رفض الأوامر بشكل صارم.
وبين الكاتب أن رسالة نتنياهو واضحة وهي أن قائد الأركان وقائد الشرطة والشاباك والنيابة يدعمون التظاهرات، بينما استثنى من هجومه رئيس الموساد الذي بقي خارج اللعبة حتى الآن.
ويرى الكاتب أن نتنياهو بات يشعر أن طريقة العودة من قوانين تقييد القضاء باتت شبه مستحيلة وبالتالي فقد صب جام غضبه على قادة الأمن، مشيراً إلى أنه لو أراد تلقينهم أوامر بهذا الخصوص لاستدعاهم إلى مكتبه على حدة إلا أن توبيخه لهم علانية يعني أن التوبيخ سياسي.
وتحدث الكاتب عن أن نتنياهو يتابع يومياً دعم قادة الشاباك والجيش والشرطة السابقين للاحتجاجات واستنتج منها أن القادة الحاليين يدعمون معارضيه أيضاً وبالتالي فقد كان التوبيخ حاداً وأثار غضب قادة الأمن الحاليين والسابقين.
وتابع، "من يعرف نتنياهو جيداً يعلم بأنه معتاد على شد الخيوط إلى أقصى درجة حتى قبل الهاوية وفي اللحظة الأخيرة يرتدع ويعود خطوة الى الوراء، وكان بإمكانه العودة هذه المرة وإزالة العوائق، من يعرف نتنياهو يدرك بأنه لم يعد يسيطر على الموقف وهو محاط بمجلس حكماء متصلب لا يتنازل عن شيء".
وتشهد مدن الكيان، منذ أسابيع تظاهرات حاشدة، مطالبين حكومة الاحتلال بالتراجع عن سن قوانين "تهميش القضاء"، وسط مخاوف إسرائيلية من الانجرار إلى حرب أهلية.
ويتهم نتنياهو معارضيه والمشاركين بالتظاهرات بـ"السعي إلى الفوضى وإسقاط الحكومة المنتخبة".