مرت أيام على ارتقاء 4 شبان اغتالتهم قوات الاحتلال في جنين بعد تسلل وحدات خاصة لقلب المدينة التجاري، فيما كان بينهم نضال خازم القيادي في سرايا القدس ويوسف شريم القيادي في كتائب القسام.
وبعد ارتقاء شريم (29 عامًا)؛ كُشف النقاب عن مقطعٍ مصوّر لعناصر من الكتائب في جبال جنين في الخريف الماضي، حيث ظهر مسلحون ملثمون يتقدمهم مقاوم يؤمهم في الصلاة.
وتلاه بعد أشهر مقطع آخر لعناصر من القسام يُصلّون في مخيم المدينة خلال رباطهم، ليتبين بعد استشهاد يوسف أنه كان ذاك الإمام؛ ليلقبه أصدقاؤه وأهالي المخيم بأبو خالد تيمنًا بالقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وبعد استشهاده تداولت صوره وسائل التواصل مستخدمين وسم "إمام الكتائب".
والدة الشهيد أم يوسف قالت لوكالة "صفا": "فخورةٌ بابني؛ بإيمانه وأخلاقه وصلاته والتزامه؛ فعندما سمعت الناس يصفونه بإمام الكتائب أو إمام المجاهدين فهو كذلك وأعرفه جيدًا، حيث كان دائمًا يحث الشباب على الصلاة وكان يؤم بالشباب في الشارع ويخطب الجُمع، فيما لم تكن الظروف متاحة لهم بأن يُصلّوا الجمعة في المساجد".
وأضافت والدة الشهيد "منذ عام 2014 كان يرتاد المساجد ويحافظ على الصلاة وتعلم أمور الدين وكان يتتلمذ على أيدي مشايخ المساجد، حتى كان حديثه للشباب عن الجهاد والإسلام، فيما بدأ كثير من الشباب صلاتهم على أيدي يوسف كما كان يحفظ القرآن".
وتابعت "يوم استشهاده عاد للمنزل وأخبرني أنه يريد الذهاب مع رفيق دربه الشهيد نضال خازم لقضاء أمرٍ لهما، وبعدها توجهتُ للسوق لشراء ملابس لأشقائه الأسرى والتقيته في السوق، وسألته عما إذا كان يرغب أن أشترى له ملابس فرفض لأنه اشترى برفقة صديقه نضال".
وقالت: "مازح شقيقته وتحدثنا قليلاً ونظر إلى قلادة ارتديها كنت اشتريتها قبل يوم وألصقتُ بها صورة جدته، ليحدّق بها، وما لبث أن التحق بصديقه نضال ودخلنا إلى متجر للملابس، وما هي إلا لحظات، حتى سمعنا صوت إطلاق نار وقلت لابنتي أن يوسف استشهد".
وأكملت "أم يوسف": "توجهتُ مسرعة نحو صوت إطلاق النار فوجدت نضال ملقى على الأرض مستشهدًا وبدأت بالسؤال عن يوسف وعلمت أنه مصاب في المستشفى فتوجهت إلى هناك وكان قد فارق الحياة شهيدًا مبتسمًا".
أما هادي شريم ابن عم الشهيد يوسف فقال: "فُجعنا برحيل يوسف؛ فهو الأخ والصديق والسند، إذ لم يكن مجرد ابن عم، فمنذ لحظة إصابتي قبل عام ونصف وهو يرافقني للمستشفى ويهتم بأموري الصحية".
وأضاف "عندما خرج من السجن، بدأ بتعليمنا القرآن وهداني للصلاة وكان يداوم على إعطائنا دروسًا دينية ويُصلي بنا جماعة وكان يخطب في المطاردين في حارتنا يوم الجمعة".
واستطرد "عندما انتشر المقطع المصور لشبّان الجبل، لقبّه أهل المخيم حينها بـ(أبو خالد الضيف) كون التدريب الذي كان في الجبال يشبه التدريبات في قطاع غزة وكان له أثر كبير على الجميع".
وتابع "كانت تربطه علاقة قوية بنضال منذ صغرهما، فهم أبناء حارة واحدة وعاشا حياتهما سويًا واعتقلا معًا وطاردهما الاحتلال واستشهدا سويًا ووري جثمانيهما قرب بعضهما على شاهد قبرٍ واحد".