دعا حاخامات "جماعات الهيكل" المزعوم، اليهود المتطرفين، إلى الاستعداد لتقديم "قربان الفصح" في المسجد الأقصى المبارك، والذي يتزامن مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك.
ووجه رئيس ما يسمى "مدرسة جبل الهيكل" الدينية الحاخام "الياهو ويبر"، ورئيس "مدرسة جبل صهيون" الدينية الحاخام "يتسحاق براند" رسالة من داخل المسجد الأقصى، دعوا فيها "كل يهودي لأن يستعد لتقديم قربان الفصح" خلال العيد القادم، والذي يبدأ في 6 أبريل المقبل متزامنًا مع منتصف رمضان.
وللعام العاشر على التوالي، تواصل مجموعات "الصهيونية الدينية" و"جماعات الهيكل" المتطرفة تحريضها لذبح "القربان الحيواني" داخل المسجد الأقصى.
ويستعد المستوطنون لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى خلال "عيد الفصح"، الذي يستمر لمدة أسبوع، وستوفر لهم عدة مزايا منها "النقل المجاني، دليل أو مرشد داخل المسجد مجانًا، إضافة إلى إمكانية دمج اقتحام الأقصى مع زيارة إلى مركز لغربلة تراب الأقصى".
ترجمة فعلية
المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول: "من الواضح أن جماعات الهيكل وبدعم من وزراء في حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة تحاول ترسيخ فكرة اعتبار المسجد الأقصى مكان مقدس لليهود لأداء طقوسهم التلمودية فيه، وليس للمسلمين".
ويضيف، في حديث لوكالة "صفا"، أن "هذه الجماعات تريد ترجمة هذه المعتقدات فعليًا على أرض الواقع، من خلال تنفيذ مزيد من الاقتحامات خلال عيد الفصح، ومحاولة اقتطاع جزء من الأقصى، خاصة وأن لديها نية واضحة في تحقيق ذلك".
وتستغل الجماعات المتطرفة- وفقًا لأبو دياب- وجود حكومة يمينية متطرفة تحمل نفس أفكارها وأيدلوجيتها، لأجل تحقيق أطماعها وأحلامها بالأقصى، بما فيها تقديم "قرابين الفصح"، وربما إقامة جزء من "الهيكل" المزعوم، كخطوة أولى لإقامته عمليًا على أرض الواقع.
ويحذر الباحث المقدسي، من أي محاولة إسرائيلية لتغيير الواقع الديني والتاريخي في المسجد الأقصى، قائلًا: إن" هذه الخطوة ستكون الصاعق الذي سيُشعل ليس فقط القدس، بل المنطقة بأكملها".
ويؤكد أن "جماعات الهيكل" ووزراء الاحتلال أمثال المتطرف "إيتمار بن غفير" يريدون إشعال المنطقة، وتحقيق أحلامهم وأطماعهم بالأقصى، في ظل الأزمات الداخلية التي تعيشها الحكومة المتطرفة.
ويشير إلى أن الدعوات اليهودية المتطرفة بشأن الأقصى حقيقية، وليست مجرد دعوات تحريضية كما كانت سابقًا، فهم يتجهزون لتحقيقها على الأرض.
ويبين أن كل ما يجري من حفريات واعتداءات إسرائيلية تستهدف المسجد الأقصى، وكذلك زيارات خارجية لمسؤولين إسرائيليين كلها تهدف لجمع الأموال لأجل تحقيق ما يخططون له.
ويتوقع أبو دياب أن تزداد الأوضاع سخونة خلال شهر رمضان، لأن الأقصى يُعد جزءًا استراتيجيًا مهمًا في مخططات المستوطنين المتطرفين، الذين يسعون لتحقيق مكاسب دينية وسياسية.
رسالة للاحتلال
ولإفشال مخططات الاحتلال، يؤكد الباحث المقدسي أن المطلوب تكثيف التواجد الشعبي والاعتكاف والرباط الدائم في المسجد الأقصى، وخاصة طيلة الشهر الفضيل، وتوجيه رسالة واضحة للاحتلال بأن "أي محاولة للمساس بقدسية المسجد وحرمته، أو أي تغيير في الوضع القائم، فإنه سيدفع الثمن باهظًا".
ويضيف "كلما تواجد أهل فلسطين بأعداد كبيرة داخل الأقصى، كلما فشلت مخططات الاحتلال ومستوطنيه، كما حصل في هبات شعبية مقدسية سابقة".
ويطالب أبو دياب، الأمة العربية والإسلامية بضرورة اتخاذ خطوات حاسمة وحقيقية بشأن المسجد الأقصى، الذي بات على مفترق طرق خطير جدًا، في ظل استمرار التغول الإسرائيلي ضده.
ويشدد على ضرورة وضع خطط واستراتيجيات فلسطينية وعربية واضحة لأجل الدفاع عن الأقصى، وتقديم كل الدعم والإسناد الحقيقي للمقدسيين في مواجهة الاحتلال.
ومؤخرًا، أرسلت منظمة "عائدون إلى جبل الهيكل" المتطرفة، رسالة إلى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير طالبت فيها بتسهيل ذبح "قربان الفصح" في المسجد الأقصى خلال العيد اليهودي.