قالت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، يوم الأحد، إن أكثر من 14 عائلة فلسطينية لازالت تعيش في الخيام بمنطقة الزاهرة الجديدة بالعاصمة السورية دمشق منذ 11 عامًا، بعد نزوحهم عن منازلهم وممتلكاتهم من منطقة حي الجزيرة الواقعة بين مخيم اليرموك والحجر الأسود.
وأوضحت المجموعة الحقوقية في بيان صحفي، أن مجموع أفراد تلك العائلات يتجاوز الـ 100 شخص، يعيشون ظروفًا مأساوية في خيام من القماش المهترئ لا تقيهم برد الشتاء وأمطاره، أو حرارة الصيف وشمسها الملتهبة.
وبينت أنّ العائلات تضطر إلى استخدام البلاستيك وعلب الكرتون والملابس القديمة لإشعال النار خارج الخيام من أجل التدفئة في فصل الشتاء، خوفًا من احتراقها، حيث لا تستطيع تلك العائلات استخدام المدافئ أو الحصول على الحطب بسب ثمنه المرتفع.
وأشارت إلى أن عددًا من الأشخاص في تلك الخيام يعانون من أمراض مزمنة مثل، الفشل الكلوي والشلل، وهو مما يتطلب أدوية وعلاجات منتظمة لا يستطيعون تحمل تكاليفها، كما يتعرض الأطفال للإصابات والأمراض المختلفة نتيجة قلة النظافة والتطعيم، عدا عن كبار السن الذين باتوا معرضين لخطر حدوث مضاعفات بسبب نقص الرعاية الطبية والإشراف على حالاتهم.
وذكرت أنّ الأطفال ضمن هذا التجمع محرومون من الدراسة بالرغم من قرب المدارس منهم لعدم قدرة والديهم تحمل أي مصاريف تتعلق بهذا الأمر مثل المواصلات، والكتب، والزي المدرسي، والرسوم.
ولفتت المجموعة إلى أنّ نسبة الأمية بين هذه الأسر باتت مرتفعة للغاية؛ بسبب عدم وجود فرص للتعلم والتطوير، كما يتعرض الأطفال للاستغلال والإيذاء من قبل بعض الأشخاص الذين يجبرونهم على العمل في أعمال شاقة وخطيرة مثل، جمع القمامة أو التسول مقابل المال.
بالإضافة إلى ذلك، لا توجد لهذه العائلات أي مرافق صحية داخل أو خارج خيامهم، مما يجبرهم على الذهاب إلى المرافق العامة الموجودة في المنطقة والتي تتطلب دفع رسوم مالية لكل استخدام، تصل إلى 500 ليرة، أو استخدام مرافق المسجد الذي يفتح في أوقات الصلاة وهو ما يزيد من معاناتهم وينال من كرامتهم، خصوصًا في حالات الطوارئ أو الحاجات الخاصة.
وحسب الأهالي فإنهم لم يتلقوا مساعدات من أي جهة حكومية أو غير حكومية، باستثناء "الأونروا" وبعض وجبات الإفطار في شهر رمضان قدمتها جمعية الهلال الأحمر القريبة من مكان سكنهم، كذلك لم يتلقوا أي مساعدة من التنظيمات والمؤسسات الفلسطينية التي تُعنى باللاجئين الفلسطينيين.
وأشار مجموعة العمل إلى أن بيوت هذه العائلات الواقعة في حي الجزيرة بين مخيم اليرموك والحجر الأسود مدمرة بشكل كامل، وهو ما يقتل أي حلم لهم بالعودة، في حين لم تقدم لهم أي جهة إغاثية طيلة السنوات السابقة بديل أو حتى مقترح لتوزيعهم على مراكز إيواء، خاصة، وأن الأرض التي نصبت عليها الخيام تعود مُلكيتها لأفراد، وقد أبلغهم أصحابها باحتمالية إخلائها في أي لحظة لاستثمارها، وهو ما يزيد من مخاوفهم.
وتعيش هذه العائلات حالة نفسية سيئة للغاية بسبب فقدان منازلها وسبل عيشها وكرامتها، فضلًا عن انعدام الأمل بمستقبل أفضل في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد، والوضع الاقتصادي السيء حيث تعتمد معظم هذه العائلات على عدد من الشبان الذين يعملون بالمياومة لتأمين قوت عائلاتهم.