عبرت فصائل فلسطينية عن إدانتها الواسعة لمشاركة السلطة الفلسطينية في لقاء شرم الشيخ الذي ترعاه الولايات المتحدة بمشاركة "إسرائيل".
وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين محمد الهندي إن اللقاء محاولة لتحقيق هدف لقاء العقبة الشهر الماضي وهو تفعيل ما يسمي التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والعدو تحت رعاية أمريكية مباشرة من أجل حصار المقاومة الفلسطينية وضربها واشراك السلطة في ذلك خاصة في نابلس وجنين.
وحذر الهندي من هذا المسعى الأمريكي – الإسرائيلي، مؤكدًا على استمرار المقاومة في رمضان وغير رمضان رداً على جرائم العدو التي لم تتوقف، وردًا على تهديداته بتكثيف اقتحامات المسجد الأقصى في شهر رمضان.
وأشار إلى أن محاولة شيطنة شهر رمضان المبارك وتحميل الصائمين المصلين المعتكفين المسؤولية عن الإرهاب الصهيوني تحت ذريعة توتر وعصبية الصائمين هو تبرير وغض الطرف عن اعتداءات المتطرفين الصهاينة، وهو محاولة مفضوحة لخداع العالم عن أصل العنف والإرهاب في المنطقة.
وأكد الهندي أن كل من يرغب في منع التدهور الأمني في الساحة الفلسطينية عليه أن يلجم شهية حكومة الفاشيين في "إسرائيل" عن ارتكاب جرائمها اليومية بحق الإنسان والأرض والمقدسات في الضفة والقدس ليكتشف عمق الهوة بين أوهام اللقاءات وبين ما يجري على الأرض من مجازر يومية.
من ناحيتها، قالت الجبهةُ الشعبيّةُ لتحرير فلسطين، إنّ انعقاد مؤتمر شرم الشيخ الذي يأتي استكمالًا لاجتماع العقبة، ومشاركة السلطة الفلسطينيّة والأطراف العربيّة المشاركة يعني موضوعيًّا التشريع والتغطية على جرائم الاحتلال وإرهابه المستمرّ ضدّ شعبنا ومقاوميه.
وأكّدت الجبهة، أنّ هذه المؤتمرات تأتي تطبيقًا لصفقة القرن وشقّها الأمنيّ، الذي يهدفُ إلى إجهاض مقاومة شعبنا الفلسطيني؛ مقابل توفير الأمن لدولة الكيان الصهيوني، من خلال أجهزة السلطة الفلسطينيّة، بدورٍ رئيسيٍّ في ذلك.
وعدّت أن مشاركة السلطة في مؤتمر شرم الشيخ للقيام، يعني تمسّكها بالدور الأمنيّ الذي خطّته اتفاقيّات أوسلو لها، التي مثّلت أعلى درجات الاستهداف لقضيتنا وحقوقنا الوطنيّة، ما يعني تجاهلها تنفيذ قرارات المجلسين؛ الوطني والمركزي، عن سبق إصرارٍ وترصّد، عدا عن استمرار تفرّد قيادتها بالتقرير في الشأن الوطنيّ من وراء ظهر الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة، وبعيدًا حتّى عن مؤسّسات منظّمة التحرير التي تقودها.
وأكّدت أنّ كلّ هذه اللقاءات وما على شاكلتها، لن يضعف أو يثني من عزيمة شعبنا الفلسطيني وقواه المناضلة، عن مواصلة طريق المقاومة والكفاح الوطني حتى إلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني وحلفائه.
أما حركة حماس فقالت إن الاجتماع مع المسؤولين الإسرائيليين الفاشيِّين يعني منحهم الفرصة والغطاء لارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
وجددت حماس دعوتها للسلطة الفلسطينية للتوقف الفوري عن الانزلاق في مسار المشاريع الأمنية الخطيرة التي تستهدف مقاومة شعبنا الفلسطيني.
وأكدت أن هذا المسار لا يخدم سوى الاحتلال وإطالة أمده وتحسين صورته دوليّاً، على حساب حقوقنا الوطنية المشروعة.
كما دعت حماس، السلطة إلى وقف كل أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال وأجهزته الأمنية بلا رجعة، والانحياز إلى الإجماع الوطني وإرادة الشعب الفلسطيني في المقاومة الشاملة حتى دحر الاحتلال.
أما رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر فقال إن مشاركة السلطة برام الله في لقاء شرم الشيخ التآمري برعاية أمريكية، وهي مرفوضة وطنيًا وأخلاقيًا وقانونيًا.
وأضاف بحر أن اللقاء شرم الشيخ استكمال للقاء العقبة، ويأتي ضمن مساعي تصفية القضية الفلسطينية، ومنح الغطاء للاحتلال وحكومته الفاشية على مواصلة المجازر البشعة والعدوان على شعبنا وأسرانا ومقدساتنا.
وذكر أن اللقاءات الأمنية مع الاحتلال خيانة لدماء الشهداء ومعاناة الأسرى وخروج عن الاجماع الوطني الفلسطيني، وإن كل المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا ومقاومته مصيرها الفشل